بسم الله الرحمن الرحيم
تعتبر مادة التجديد الأصولي والفقهي من أهم المواد الاستكشافية التي يقصد منها تنمية معارف الطالب.
حيث تمكنه هذه المادة العلمية من إدراك أهمية التجديد في علم أصول الفقه وعلوم التشريع عموما، وكيف نشأت ثم تطورت حتى نظجت، ثم بعد الركود أصابها شيئ من الجمود، ولكن لم يخل عصر من علماء مجددين. وبهذايعرف مدى حاجة الأمة إلى تجديد علوم الشريعة في هذا الزمان بما يستجيب ومتطلبات العصر.

فلا يمكن لعاقل أن يتصور أن علم أصول الفقه علم ثابت لا يتطور، ولا يخضع لسنة الله في خلقه من ثبات وتغير، إذ ما من شيئ إلا وفيه ثوابت لا تتغير بتغير العصور، ولكن من جهة أخرى تحيط بتلك الثوابت متغيرات تجعله يواكب العصور وفق سنة الله في تطور الأشياء، ومن ثم ظهرت منذ تأسيس هذا العلم جهود كثيرة لتطويره وإضفاء روح التجدد فيه بما يخدم التشريع الرباني الذي أنزل ليكون صالحا لكل زمان ومكان..

والفقه أيضاحتى يحافظ على حيويته لابدَّ من تعهُّده بالعناية والتجديد، وذلك بتنقيته من كلِّ ما علق به عبر العصور الماضية من مظاهر الجمود والتّقليد ومما أدّى إلى التخلّف عن ركب الحضارة البشرية..

وفي عصرنا هذا ظهرت تيارات فكرية متعددة، تهدف إلى تغيير المجتمعات، وتدعو إلى إلى تطوير العلوم الشرعية، وفتح باب الاجتهاد على مصراعيه، واللجوء إلى مقتضيات مختلفة، منها ما يدفعه الغيرة على الدين والحرقة إلى جعل الاسلام يلتحق بركب الحضارة المعاصرة، ومنها ما يدفعه فكره المتأثر والمنبهر بما رآه في الحضارة الغربية، فنحى بالتجديد منحى منحرفا لا يتوافق والشريعة الربانية التي أنزلت لتقود البشرية وتخرجها من براثن الجاهلية، لأنه أراد أن يجعلها تابعة للواقع المنحرف الذي تعيشه في العصر الحاضر.

ومن أجل توضيح ذلك وضعت مادة التجديد الأصولي والفقهي ، وفق ما تقتضيه مفردات المادة العلمية الموجهة لطلبة السنة الأولى ماستر تخصص الفقه المقارن.
والله الموفق