الحمد لله رب العالمين، الذي أوضح طريق الحق وبين سبيل الرشاد، وأقام شريعة العدل والإحسان التي يضمن اتباعها سعادة الدارين.

والصلاة والسلام على رسوله الكريم، الذي انبثقت عن دعوته علوم الدين التي شرف الله أعلامها، ورفع درجتهم، وجعلهم ورثة نبيه المصطفى، وعهد إليهم أمانة التبليغ، وحملهم مسؤولية تقريب علوم الشريعة، ومنها الفقه بأحكامها فروعا وأصولا.

وبعد، فقد تنوعت أساليب علمائنا في تأليفهم لفقهنا الإسلامي، وكان هدفهم جميعا تقريب الأحكام الشرعية إلى طالبيها، وتيسير فهمها وحسن ضبطها، ومن ذلك ما درجوا عليه من تقديم باب العبادات عن غيره من أبواب الفقه لشرفها، ثم تقديمهم للصلاة وما تعلق بها من شروط وأحكام، عن غيرها من العبادات، ثم إتيانهم بالزكاة بعدها لاقترانهما في أكثر من موضع، ثم يليهما الصوم ثم الحج.

وقد تمت دراسة الطهارة والصلاة للسداسي الأول من هذا الموسم الدراسي، وبقي أن نتناول لهذا السداسي الثاني محاور: الزكاة، والصوم، والحج، قصدت فيها جمع الأحكام مع الأدلة، في مختلف المسائل والفروع الفقهية الخاصة بكل محور، وفق مذهب السادة المالكية، متجنبة في كل ذلك التطويل الممل والاختصار المخل، مركزة على ما يهم ويفيد طلبة العلم في هذه المرحلة من التحصيل.