الحديث التحليلي

طلبة السنة الثانية جذع مشترك أثول الدين علوم إسلامية

 تنوَّعت مناهجُ العلماء في شرح الحديث، إلا أنَّ من بين أبرز تلك المناهج وأفضلها وأكثرها شيوعا "المنهج التَّحليلي" الذي يهتمُّ بتحليل وشرح كلِّ ما يتعلَّق بالحديث سندًا ومتْنًا، ولذلك اعتنى به العلماء وطلبة العلم لِمَا فيه من الفائدة المرجوَّة، وقد ضرب الْمُحدَثُون والمعاصرون منه بنصيب وخصُّوه بمزيد اهتمام وأطلقوا عليه ما يُعرف في الدِّراسات الأكاديمية المعاصرة بــــ: "الحديث التَّحليلي"، وقد قام المشرفون على المقرَّرات على انتقاء ستَّة أحاديث مُتنوِّعة بين العقيدة والأحكام والسُّلوك والآداب، والنَّاظر في هذه الأحاديث في أوَّلِ وهلةٍ يستقِلُّها، أي يرى أنَّها قليلة، ولسان حاله يقول: ستَّة أحاديث في سداسيٍّ كامل؟! ولا شك أنَّ هذه الأحاديث وإن كانت قليلةٌ في عددها، فهي كثيرةُ النَّفع في مضمونها، عظيمةٌ في معانيها، ولو توقَّفنا عند كلِّ حديثٍ منها بالشَّرح المفصَّل المطوَّل لمكثنا في حديثٍ واحدٍ أشهر، لأنَّ أحاديث النَّبيِّr تحتها من المعاني والأسرار ما لا يخطر ببال، ولذلك سنقف مع هذه الأحاديث وقفةَ الحريص على فهمها والعمل بها، وتعلم الخطوات العلمية التي نمشي عليها في الدِّراسة التَّحليلية.