تنوعت التصانيف في جمع السنة النبوية، فكانت منها: الصحاح، والسنن، والجوامع، والمصنفات، والمسانيد، والمستدركات، والمستخرجات، والمعاجم، والعلل وغيرها.

ومن أهم كتب الحديث: الكتب الستة، وهي: صحيح البخاري، وصحيح مسلم، وسنن أبي داود، وسنن النسائي، وجامع الترمذي، وسنن ابن ماجه، ولقد أصبحت هذه الكتب من الأصول المهمة، ولذلك اعتنى بها العلماء قديما وحديثا عناية فائقة، شرحا وتدريسا وإقراءً.

ومن كتب الحديث التي أثنى عليها العلماء سنن الدارمي، للإمام أبي محمّد عبد الله بن عبدالرحمن التميمي السمرقندي، حتى عدّه ابن الصلاح والنووي وابن حجر سادس الكتب الستة بدلا من سنن ابن ماجه.

وجاءت هذه المذكرة لدراسة مناهج أولئك الأئمة، وبيان منزلة كتبهم وخصائصها، مع ذكر مباحث تضمنت تراجم أولئك الأئمة وسيرهم. ولا شكّ أنّ فهم مناهج المحدثين يساعد طالب علم الحديث على دراسة كتبهم، ويمكنه من الفهم الصحيح والتعامل المثمر مع تلك المصادر، ومن جانب آخر فإنّه يقف على الجهد الجبار الذي بذله أئمة الحديث في جمع السنة والحفاظ عليها، وهذا كفيل بأن يجعل طالب العلم مدركا لمقام الأئمة، فينهل من علمهم.