توصيف المادة
يعتبر تخصص الأنثروبولوجيا من العلوم الإنسانية الحديثة التي ارتبط مسار تطورها بالاستكشافات الجغرافية؛ التي قادتها العديد من الدول الأوروبية لاكتشاف العالم الجديد المختلف عنها ثقافيا وحضاريا، وفي محاولة للانتفاع منه وسلب ثرواته عن طريق طمس ثقافته الوطنية. في هذا السياق ركز هذا العلم على دراسة الخصائص البيولوجية والاجتماعية للمجتمعات البدائية التي اعتبرت موضوعا رئيسيا، وظهرت تيارات عديدة في إطار هذا التخصص، اختلفت من حيث المنهجية المعتمدة في دراسة هذه المجتمعات، فجاءت الكثير من المدارس التي حاولت فهم الإنسان ثقافيا، حضاريا، بيولوجيا، اثنيا، ولغويا...إلخ. ويعد تخصص الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية أحد فروع الأنثروبولوجيا، والذي يركز اهتمامه على دراسة المجتمعات والثقافات، والثقافات الفرعية الكثيرة والمتنوعة التي تميز الحضارات الإنسانية. وقد ركزت الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية في بداياتها على دراسة المجتمعات البدائية ثم حولت اهتمامها في عصرنا الحالي إلى المجتمعات الصغيرة والمعاصرة.
ينتمي مقياس الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية إلى وحدة التعليم الاستكشافية ضمن نظام ل م د، وهو موجه إلى طلبة السنة الثانية ليسانس، تخصص علوم الإعلام والاتصال خلال السداسي الثالث من التكوين، وتكون علامة التقييم فيه على أساس 50% بالنسبة للاختبار الكتابي و 50% بالنسبة لعلامة الأعمال الموجهة. وتبرز أهداف التعليم في المقياس أهميته بالنسبة لتخصص الإعلام والاتصال؛ حيث يزود الطلبة بالأدوات المعرفية المتعلقة بتطور الثقافة والمجتمع أنثروبولوجيا، وأيضا معرفة التصنيفات ومسارات دراسة الثقافة وقوانينها، ودور الأنثروبولوجيا في المجتمعات المعاصرة. فالمقياس يساهم في تزويد طالب الإعلام بجملة من المكتسبات المعرفية المهمة بالنسبة إليه مستقبلا؛ سواء على المستوى العلمي الأكاديمي أو على المستوى المهني. تحاول هذه المطبوعة أن تبسط المفاهيم والمقولات الفكرية التي أثثت حقل الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية؛ في محاولة لوصف وفهم ومقارنة ثقافة المجتمعات المختلفة عبر العالم. وقد تضمنت عددا من المفردات التي سيتم التفصيل فيها تباعا، ويمكن تلخيصها في تناول المفاهيم الأولية لتخصص الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية والتي سوف نتطرق فيها لماهية هذا العلم، موضوعه، أهدافه ...، ثم التقاليد النظرية الأنثروبولوجية من خلال إبراز التطور التاريخي لهذا التخصص ومختلف الإسهامات النظرية والتطبيقية التي توصل إليها المفكرون الاجتماعيون قبل النصف الثاني من القرن التاسع عشر والأنثروبولوجيون المعاصرون بدء من النصف الثاني من القرن ذاته. فطبيعة الثقافة، واقعها، علاقتها بالمجتمع والفرد، النسبية الثقافية، ثم لمحاضرة إثنوغرافيا الاتصال، فالتطور التاريخي لثقافة المجتمعات وصيرورة التغيرات الاجتماعية والثقافية الحاصلة، فعنصر العولمة، اللغات والهويات، ثم الفضاءات الثقافية الجهوية الكبرى، وأخيرا نقدم عرضا للمشكلات الأنثروبولوجية المعاصرة.