الواقع أن النظرية النقدية تمثل سعيا ملحا لتحرير العقل الجمعي في المجتمعات الرأسمالية كي يتمكن الافراد من تحقيق إنسانيتهم، ولذلك فهي تتضمن نقدا للنظام المؤسسي، وفي ذات الوقت تمهد لاستبدال النظام المؤسسي بنظام آخر لا يحتوي على معوقات وعراقيل تعوق حركة الأفراد ومشاركتهم في بناء مجتمعاتهم، فالبعد المعرفي لهذه النظرية يهدف إلى تضييق أو تحجيم سطوة النظام القائم كي تتحسن أوضاع البشر الذين يعيشون في ظله. وتوجد علاقة عضوية بين النظرية النقدية والنظرية الاجتماعية العامة ، إذ تعتبر نسقا فرعيا من النظرية الاجتماعية ولكنها تؤدي وظيفة مختلفة. ولا يمكن القول بوجود نظرية نقدية واحدة بل هناك نظريات نقدية عديدة تختلف عن بعضها البعض من حيث طبيعة المجتمع الذي تتناوله ، هل هو المجتمع الرأسمالي التكنولوجي المتقدم أم المجتمع النامي الشمولي؟...أو من حيث طبيعة القضايا التي يغطيها النقد، هل يتسع ليتناول أسس النظام الاجتماعي القائم أم يقتصر على تناول مجموعة التناقضات التي لا تمس شرعية النظام القائم. كما تختلف النظريات النقدية من حيث أطرها المرجعية
- معلم: leila filali