الدرس الأول: معنى الصرف (الصرف وميدانه/الميزان الصرفي)
لقد احتفى العربي بالكلمة العربية أيّما احتفاء، ولا أدَلَّ على ذلك وضعه لهذا النظام البديع والذي يعرف بعلم النحو بشقيه التركيبي والإفرادي، ليحفظ اللغة العربية من اللحن الذي ظهر على ألسنة الخاصة والعامة، ويمكِّن غير العَرَب من تعلم العربية الصحيحة.
وإن كان علم النحو قد نشأ في ظل القراءات القرآنية، إلا أنه استقل عن هذا العلم على يد الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت.175ه)، كما استقل علم الصرف فيما بعد عن علم النّحو على يد المازني (ت.377ه)، والذي يعتبر كتابه "التصريف" من أجل الكتب في هذا المجال، وقد حَظِي بالاهتمام من قبل ابن جني الذي قام بشرحه تحت مسمّى "المنصف".
فما معنى الصرف(التصريف) في عرف أهل اللغة؟ وما معناه في اصطلاح الصرفيين؟
1. معنى الصَّرْف أو التصريف:
1.1 الصَّرْفُ لُغة: من "صَرَفَهُ يَصْرِفُهُ: رَدّهُ... وتَصريفِ الآيات تَبيينُها... وفي الكلام: اشتقاق بعضه من بعض، وفي الرياح تحويلها من وجه إلى وجه... وصَرَّفتهُ في الأمر تَصريفا، فَتَصَرَّفَ قَلَّبتهُ فَتَقَلَّبَ" 1.
والصَّرْفُ: "ردُّ الشيء من حالة إلى حالة أو إبداله بغيره، يُقال صَرَفتُهُ فانْصَرَفَ...والتَّصريف كالصَّرف إلا في التَّكْثير وأكثر ما يُقال في صرف الشيء من حالة إلى حالة...ﱡﭐﱢﱣﱠ البقرة:164، هو صرفها من حال إلى حال" 2. فالصرف أوالتَّصريفُ يعني: التحويل والتقلب والتبديل.
2.1 الصرف اصطلاحا: فهو "تغيير يلحق ذواتِ الكلم وأنفسَها " 3 وذلك التغيير نحو: التثنية والجمع والنَّسَبُ وما إلى ذلك...وعرَّفَهُ ابن الحاجب بأنه "علم بأصول تُعرَف بها أحوال أبنية الكَلِمِ التي ليست بإعراب" 4 أي معرفة بنية الكلمة المفردة وما يلحقها من تغيير، كالقلب والحذف والزيادة مثال ذلك: قال من قول تحركت الواو وانفتح ما قبلها فانقلبت الفا. وقال ابن عصفور إنه "ينقسم قسمين: أحدهما جَعْل الكلمة على صيغٍ مختلفة لضروب من المعاني، نحو: ضَرَبَ، وضَرَّبَ، وتَضَرَّبَ...واضْطَرَبَ... والآخر: تغيير الكلمة عن أصلها من غير أن يكون ذلك التغيير دالا على معنى طارئ على الكلمة" 5. ويتعلق ذلك بالقلب و الإبدال وغيرهما.
__________________________
ترتيب القاموس المحيط على طريقة المصباح المنير وأساس البلاغة، الطاهر أحمد الزاوي، ط3، 1980 – الدار العربية للكتاب، ج2، ص817.
2 المفردات في غريب القرآن، للراغب الأصفهاني (أبو القاسم بن حسين بن محمد)، راجعه وقدم له: وائل أحمد عبد الرحمن، المكتبة التوفيقية – القاهرة، ص 283.
3 التكملة لأبي علي الفارسي (ابن أحمد بن عبد الغفار النحوي)، تحقيق ودراسة: كاظم بحر المرجان، ط2، 1419ه – 1999م، عالم الكتب للطباعة والنشر بيروت – لبنان، ج1، ص 181.
4 شرح شافية ابن الحاجب، لرضي الدين محمد بن الحسن الاسترابادي، تح: محمد محي الدين عبد الحميد ومحمد نور الحسن ومحمد الزفزاف، سنة الطبع 1402- 1982، دار الكتب العلمية بيروت – لبنان، ج1، ص 1.
5 الممتع في التصريف، ابن عصفور، تح: فخر الدين قباوة، ط4، 1399ه – 1979م، منشورات دار الآفاق الجديدة – بيروت، ج1، ص 31، 32.
2. الصرف وميدانه: يعالج علم الصرف أبنية الأسماء المعرَبة مثل: زيد وجعفر ويوسف وفتى ومصطفى والقاضي، والأفعال المتصرِّفة مثل: ذهب، يذهب، واذهب، ومدّ، يمدّ، وامدد، وقضى، يقضي، اقض، وأما حروف المعاني كحروف الجر، فلا يدخُلُها التصريف، وفي هذا يقول ابن جني (ت.392ه): "والحروف لا يصحُّ فيها التصريف والاشتقاق، لأنها مجهولة الأصول، وإنما هي كالأصوات نحو: "صَهْ" و "مَهْ" ونحوِهما. فالحروف لا تُمَثَّلُ بالفعل لأنها لا يُعرف لها اشتقاق. فلو قال لك قائل: ما مثال "هل" أو"قدْ" أو "حتَّى"... ونحو ذلك لكانت مسألته محالا، وكنت تقول له: إن هذا لا يُمَثَّل لأنه ليس بمشتق، إلا أن تنقلَها إلى التسمية بها فحينئذ يجوز وزنها بالفعل، فأما وهي ماهي عليه من الحرفية فلا تصرّف" 1... والأسماء العريقة في البناء كأسماء الاستفهام وأسماء الشرط، والأفعال الجامدة مثل "عَسَى" و "يَنْبَغِي".
3. الميزان الصّرفي: أو ما يُسَمّى بالمثال. وهو ميزان وضعه الصّرفيون لوزن الكلمات العربية ومعرفة أصولها وزوائدها، وقد اختاروا له لفظ "ف.ع. ل" على أن يُقابَل الأصليَّ بالأصليِّ والزائد بالزائد؛ فوزن "عَلِمَ": "فَعِلَ" و "نَصَرَ": "فَعَلَ"، و "ظَرُفَ": "فَعُلَ"، و "عَالِم": "فَاعِل" ومَنْصور: مفعول، وعلَّمَهُ: فَعَّلَه، واسْتَنصَرَ: اسْتَفْعَل، وعِدَةً: عِلَةً، وقُل: فُلْ، وقِه: عِه من وقى ووعى وهكذا. يقول ابن عصفور (ت.669هـ): " اعلم أنّك إذا أرَدت أن تبيّن وزن الكلمة من الفعل، عمَدْتَ إلى الكلمة فجعلت في مُقَابَلَةِ الأصول منها الفاء والعين واللام؛ فتجعلَ الفاءَ في مقابلةِ الأصل الأوّلِ، والعينَ في مقابلة الثاني، واللّام في مقابلة الثّالث. فإن فَنِيَتِ الفاء والعين واللام ولم تَفْنَ الأصولُ كرّرت اللام في الوزن، على حَسَبِ ما بقي لك من الأصولِ. حتى تَفْنَى. وأمّا الزّوائد فلا يخلو أن تكون مكرّرة من لفظ الأصل، أو لا تكون. فإن لم تكن مكرّرة من لفظ الأصل أبقيتها في المثال، على لفظها، ولم تجعل في مقابلتها شيئا. وإن كانت مكررة من لفظ الأصل وزنتها بالحرف الذي تزن به الأصل الذي تكررت منه" 2.
بعد الإجمال نأتي لنفصّل في أوزان الأبنية أفعالا كانت أم أسماءً، ثلاثية أم رباعية أم خماسية، مُجردة أم مزيدة ولنبدأ بالثلاثي.
1.3 وزن الكلمة الثلاثية الأصول: لقد اعتبر علماء الصرف أصول الكلمات العربية ثلاثة أحرف، لأنها "أكثر استعمالا وأعدلها تركيبا؛ وذلك لأنه حرف يبتدأ به وحرف يحشى به وحرف يوقف عليه " 3، فإذا أردت أن تزن كلمة لتعلم الأصل منها والزائد فعليك بمقابلة أصول الكلمة الثلاثية التي تريد وزنها بأحرف الميزان (الفاء، والعين، واللام) مع مراعاة حركاتها وسكناتها وعدد حروفها فتقول في وزن زَيْد: فَعْل، وجَبَل: فَعَل، وقُفْل: فُعْل، وضَرَبَ: فَعَلَ، وعَلِمَ: فَعِلَ، وظَرُفَ: فَعُلَ. وفي كل كلمة من هذه الكلمات وأمثالها، تسمي الحرف الأول فاء الكلمة، والثاني عين الكلمة، والثالث لام الكلمة 4. ولأن حروف الكلمات المذكورة أصلية جعلت حرف الفاء والعين واللام في مقابل الأصول حتى فنيت.
_________________
1 المنصف لابن جني، تح: إبراهيم مصطفى وعبد الله امين، ط1، 1373ه - 1954م، القدس للنشر والتوزيع، م1، ص7.
2 انظر: الممتع في التصريف لابن عصفور، ج1، ص 308 و309، وانظر: شرح شافية ابن الحاجب، ج1، ص 10.
3 نقلا عن كتاب الأشباه والنظائر في النحو للسيوطي (أبو الفضل عبد الرحمان بن الكمال أبو بكر جلال الدين) راجعه وقدم له فايز ترحيني، ط1، 1404ه-1984م، دار الكتاب العربي، بيروت – لبنان، ج2، ص165.
4 المدخل إلى علم النحو والصرف، لعبد العزيز عتيق، د/ط، د/ت، دار النهضة العربية للطباعة والنشر، بيروت، ص11.
2.3 وزن ما زاد عن ثلاثة أحرف من الكلمات 1: قد تكون الكلمة رباعية الأصول، أو خماسية، أو تكون مزيدة والزيادة فيها ناشئة عن تكرار حرف من أصول الكلمة، أو تكون الزيادة من حروف سَألتمونيها.
· فإن كانت الكلمة رباعية الأصول أو خماسية، تزيد على أحرف الميزان (الفعل) لَاما تُقابل بها الحرف الرابع الأخير والأصيل في الكلمة الرباعية نحو: جَعْفَر بوزن: فَعْلَل، وفُلْفُل بوزن: فُعْلُل، ودِرْهم: فعلل، وزِبْرِج: فِعْلِل.
وفِطَحْل 2: فِعَلّْ، ودَحْرَجَ وحَمْدَلَ ودَمْدَمَ وبَعْثَرَ كلها بوزن: فَعْلَلَ. وقس على ذلك كل لفظ يجيء على هذه الشاكلة.
والجدول التالي يوضح علاقة الميزان بالمثال الرباعي.
الكلمة |
وزنها |
نوعها |
الحرف الأصلي في الكلمة |
الحرف الزائد في الميزان |
جَعْفَر |
فَعْلَل |
اسم |
الراء |
اللام الأخيرة |
فِطَحْل |
فِعَلّ (فِعَلْل) |
اسم |
اللام |
اللام الأخيرة |
دَحْرَجَ |
فعْلَلَ |
فِعْل |
الجيم |
اللام الأخيرة |
· وإن كانت خماسية تزيد لامين اثنين تُقابل بهما الحرفين الرابع والخامس في الكلمة مثال ذلك: غَضَنْفَر (الأسد) بوزن فَعَلَّل، وكذا زَبَرْجَد (الزمرد من الجواهر)، وجَحَنْفَل 3، وشَمَرْدَل 4. أمّا خُزَعْبِل 5 فوزنه فُعَلِّل، وكذا قُذَعْمِل 6، وجِرْدَحْل 7 بوزن فِعْلَلّْ، وجَحْمَرِشْ 8: فَعْلَلِلْ. والجدول الآتي يوضح ذلك.
الكلمة |
وزنها |
نوعها |
الحرفان الأصليان |
ما يقابلها في الميزان (زائد) |
غَضَنْفَر |
فَعَلَّلْ (فَعَلْلَلْ) |
اسم |
الفاء والراء |
اللام الرابعة والخامسة زائدتان في الميزان |
خُزَعْبِلْ |
فُعَلِّلْ (فُعَلْلِلْ) |
اسم |
الباء واللام |
اللام الرابعة والخامسة زائدتان في الميزان |
جِرْدَحْل |
فِعْلَلّْ |
اسم |
الحاء واللام |
اللام الرابعة والخامسة زائدتان في الميزان |
جَحْمَرِشْ |
فَعْلَلِلْ |
اسم |
الراء والشين |
اللام الرابعة والخامسة زائدتان في الميزان |
____________________
1 المدخل إلى علم النحو والصرف، ص12.
2 قِطَحْل: اسم زمن قديم. انظر: الممتع، ج1، ص67.
3 جحنفل: غليظ الشفتين، الممتع، ج1، ص70.
4 شَمَرْدَل: الطويل، المصدر نفسه. ج1، ص70.
5 خُزَعْبِل: الفكاهة والمزاح، المصدر نفسه. ج1، ص70.
6 قُذَعْمِل: الناقة الشديدة، المصدر نفسه. ج1، ص70.
7 جِرْدَحْل: الضخم من الإبل، المصدر نفسه. ج1، ص70.
8 جَحْمَرِش: العجوز المسنة، المصدر نفسه. ج1، ص70.
· وإذا كانت زيادة الكلمة التي يراد وزنها ناشئة من تكرار حرف من أصول الكلمة؛ فإن وزنها يكون بتكرار ذات الحرف في الميزان نحو قوله تعالى: ﱡﭐﱈﱉﱊﱋﱌﱠ يوسف: 23، فَغَلَّقَ بوزن فَعَّلَ حيث كُرر حرف اللام في المثال فتكرر في الميزان (فَعَّل).
· وإن كانت الزيادة في الكلمة التي يراد وزنها ناشئة من حروف "سألتمونيها"؛ فإنك تقابل الأصول في الكلمة بأحرف الميزان (الفاء والعين واللام) أما الزائدة فتقابلها بلفظها، نحو: أَكْرَم بوزن: أَفْعَل وقَاتَل: فَاعَل، وجَوْهَر: فَوْعَل، وكاتب: فاعل، وانقطع: انفعل، وتقاتل: تفاعل، وعُوتبَ: فُوعل، ومجتهد: مفتعل، واستخرج: استفعل، وانطلاق: انفعال، ومَرْكَبْ: مَفْعَل، ومِقْلَمَة: مِفْعَلة وهكذا.
فماذا عن المبدل من تاء افتعل كاصطلح؟ الجواب: تزنه بالأصل قبل التغيير (اصتلح).
وماذا عن المحذوف؟ الجواب: يَسْقُط الحرف في الميزان كما سَقَط في المثال، نحو: ﭐﱡﭐﲩﲪﲫﲬﲭﲮﱠ البقرة: 267. "فيعدكم" بوزن يَعِلكم سقطت فاء الكلمة الممثلة في الواو "يَوْعِدكم" فسقطت في الميزان "يَعِلُكم" وكذا في داعٍ، فاعٍ. وثقه: عِلَه وأصلهما الداعي والوِثْقه وإليك الجدول الموضح لهذه المسائل.
الكلمة |
وزنها |
نوعها |
موضع الزيادة |
الحرف الزائد في المثال والميزان |
أكرم |
اَفْعَل |
فعل مزيد بحرف |
حرف سابق للفاء |
همزة القطع (التعدية) |
قَاتَل |
فَاعَل |
فعل مزيد بحرف |
حرف تال للفاء |
الألف (ألف المشاركة) |
جَوهر |
فَوْعَل |
اسم مزيد بحرف |
حرف تال لفاء الكلمة |
الواو |
كاتب |
فَاعِل |
اسم فاعل مزيد بحرف |
حرف تال للفاء |
الالف |
انقطع |
انْفَعَل |
فعل مزيد بحرفين |
حرفان قبل الفاء |
الألف والنون |
تَقَاتَل |
تَفَاعَل |
فعل مزيد بحرفين |
حرف سابق للفاء وآخر بعد الفاء |
التاء والألف |
عُوتِب |
فُوعِل |
فعل مبني للمجهول |
حرف تال للفاء |
الواو |
مُجْتهد |
مُفْتَعِل |
اسم فاعل مزيد بحرفين |
حرف سابق للفاء وآخر بعد الفاء |
الميم والتاء |
استخرج |
اسْتَفْعَل |
فعل مزيد بثلاثة أحرف |
سابقة للفاء |
الألف والسين والتاء |
انطلاق |
انفعال |
اسم (مصدر) |
حرفان سابقان للفاء والآخر بعد العين |
الألف والنون والألف |
مَرْكَب |
مَفْعَل |
اسم موضع |
حرف سابق للفاء |
الميم |
مقلمة |
مِفْعَلَة |
اسم آلة |
حرف سابق للفاء والآخر بعد اللام |
الميم والتاء |
اصْطَلَح |
افتعل |
فعل مزيد بحرفين |
حرف سابق للفاء والآخر لاحق للفاء |
الألف والتاء المبدلة طاء |
والسِؤال: ما فائدة وزن الكلمة "بالفعل"؟
الجواب: هو معرفة الزّائد من الأصلي 1، على طريق الاختصار كما رأينا في أكرم وغضنفر واستخرج ... وغيرها؛ فقولك "أَفْعَل" كـ: أَحْمَد وأَكْرَم قد قضيت بزيادة الهمزة دون قولك الهمزة زائدة، وهذا هو الاختصار. وكَرَّم بوزن "فَعَّلَ"؛ فالزيادة من جنس الكلمة حيث كررت العين في المثال كما في الميزان.
نماذج من الأسئلة
س1: ما معنى الصرف اصطلاحا؟
س2: هل يعنى علم الصرف بالأسماء المبنية؟ ولماذا؟
س3: ما ميدان علم الصرف؟
س4: عرف الميزان الصرفي.
__________________________
انظر: شرح شافية ابن الحاجب، الرضي، ج1، ص 12 و13.
الدرس الثاني: القَلب وأثره في الميزان الصّرفي. الحذف وأثره في الميزان الصّرفي
1. القلب وأثره في الميزان الصرفي:
يعتبر القلب قسما من أقسام الإعلال، ويختص بحروف العلة الثلاث (الألف، الواو، الياء)، فما القلب لغة؟ وما القلب اصطلاحا؟ وما أثره في الميزان الصرفي؟
1.1 القلب لغة: من "قَلَبْتُه، قَلْبًا من باب ضَرَبَ: حوّلته عن وجهه وكلام مقلوب: مصروف عن وجهه. وقلبت الرداء: حوَّلتُه...وقَلَّبْتُ بالتشديد... مبالغة وتكثير" 1. فالقلب معناه التحويل.
2.1 القلب اصطلاحا 2: هو قلب حرف علة إلى حرف علة آخر، نحو: قلب الألف واوا أو ياءً، أو قلب الواو ياءً أو ألفا أو قلب الياء واوا أو ألفا.
1.2.1 قلب الألف واوا أو ياءً
1.1.2.1 قلب الألف واوا: تقلب الألف واوا في مواضع نذكر منها 3:
· إذا وقعت بعد ضمّة، وجب قلبها واوا، مثل: ضُوَيْرِب تصغير ضارب. وفي الفعل المبني للمجهول مثل: ضُورِب من ضَارَبَه / وتُضُورِبَ من تَضَارَب: ووُورِيَ من وَارَى، مثال ذلك قوله تعالى: ﱡﭐﲥﲦﲧﲨﲩﲪﲫﲬ ﲭﲮﱠ الأعراف: 20.
· إذا وقعت في جمع تكسير لضَارب: ضَوَارب وقالب: قَوَالب، وصَاحب: صَواحب، وكذا دار: "أَدْوُر"، قلبت واوا.
· إذا وقعت رابعة في الاسم الصفة بعدها ياء النّسبة: مثل: حُبْلى: حُبْلَويٌّ. ودنيا: دنيوي.
· تقلب الألف واوا للوقف كقولهم: إذا وَقَفوا على حُبلى / حُبْلَوْ وهي لغة قليلة وقد نُسبت إلى بعض طيِّء.
· وتقلب وَاوًا في تثنية عَصَا / عَصَوان ورحى رَحَوَان.
· وتقلب وَاوًا في الاسم المنسوب مثل: عصا ورحى نقول: عَصَوِيٌّ، ورَحَوِيٌّ.
2.1.2.1 قلب الألف ياء: تقلب الألف ياء في الحالات الآتية 4:
· إذا وقعت الألف بعد كسرة في الجمع، نحو: قَراطيس ومصابيح مفرد قرطاس ومصباح وما شابههما قلبت ياء.
· تقلب الألف ياءً في الفعل المعتل الآخر المبني للمجهول مثل: غُزِيَ المعلوم منه غزا، ودُعِيَ المعلوم منه دَعا.
______________________
المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي، الفيومي (أحمد بن محمد بن علي)، سنة الطبع 1429ه – 2008م، طبع ونشر دار الحديث – القاهرة، ص 319.
2 نزهة الطرف في علم الصرف للميداني (أحمد بن محمد)، شرح ودراسة د. يسرية محمد إبراهيم حسن، ط1، 1413ه-1993م، مطبعة التقدم، مكة المكرمة، ج2، ص189.
3 المصدر نفسه، ج2، ص224 – 229.
4 نزهة الطرف، ج2، ص192.
· وتقلب الألف ياء في مصدر الفعل "فَاعَلَ"، فِيعَالا كقاتل، قِيتالا؛ وغالبا ما تحذف الياء لكثرة استعمالها مثال ذلك قوله تعالى: ﱡﭐﱞﱟﱠﱡﱢﱣﱥﱦﱧﱨﱠ البقرة: 217.
· إذا وقعت الألف بعد ياء التّصغير قُلبت ياء مثل: كُتَيِّب تصغير كتاب، وغُلَيِّم تصغير غُلام، وقُرَيْطِيس ومُصَيْبِيح تصغير قِرطاس ومِصباح.
· أن تقع ثالثة أو رابعة في مثنى الاسم المعتل الآخر بالألف، نحو: فتيان ومصطفيان مثنى فتى ومصطفى.
· أن تقع زائدة طرفا في آخر الاسم المثنى، نحو: حُبْليان ومِعْزَيان مثنى حُبْلى ومِعْزَى. وكذا في جمع ما كان مؤنثا منتهيا بألف التّأنيث كـسُعْديّات جمع سُعْدى، وحُبْليات جمع حُبلى.
· أن تقع بعد الألف ياء المتكلّم مثل: عَصَاي، عَصَيٌّ وقَفَا، قَفَيٌّ حيث قلبت الألف ياء ثم أدغمت في الياء الثانية، وفي قراءة أبي الطُّفَيل 1، والجَحدري، وابن أبي إسحاق ورويت عن أبي الحسن يَا بُشْرَيّ ُ (يَا بُشْرَايْ يوسف: 19)، قال أبو الفتح: هذه لغة فاشية فيهم ما رويناه عن قُطرب من قول الشاعر المنخل اليشكري:
يُطَوِّفُ بِي عِكَبٌّ 2 في مَعَدٍّ ويَطْعَنُ بالصُّمُلَّةِ 3 في قَفَيَّا
فإن لم تَثْأَرَا لي من عِكَبٍّ فَلا أرْوَيْتُمَا أبَدًا صَدِيَّا
وقال أبو علي: إنَّ قلب هذه الألف لوقوع الياء بعدها ياء كأنه عِوَضٌ ممّا كان يجب فيها من كسرِها لياء الإضافة بعدها 4.
2.2.1 قلب الواو ياء أو ألفا
1.2.2.1 قلب الواو ياء: تقلب الواو ياء في المواضع الآتية 5:
· أن تأتيَ ساكنةً بعد كسرة، نحو: "مِيعَاد" وأصله "مِوْعَاد" و"مِيزان" وأصله "مِوْزَان"؛ لأنهما من الوَعْد والوَزْنِ 6.
· أن تقع متطرّفة بعد كسرةِ، نحو: رَضِيَ وأصله رَضِوَ ويرْتَضِي أصله يَرْتضِوُ، وقَويِ أصله قَوِوَ، والغازي، والدّاعي والشّجِيّ وأصلها الغازِوُ، والدَّاعِوُ والشَّجِوُ؛ لأن مصادر هذه الأفعال والمشتقات جاءت على: الرِّضوان والقُوّة والغَزْو، والدَّعْوَة، والشُّجْو.
· أن تقع بعد ياء التّصغير، مثل: جُرَيْوٌ ودُلَيْوٌ وأصلهما جَرْوٌ ودَلوٌ؛ حيث تقلب الواو ياء ثم تُدْغم في ياء التّصغير لتصير بعد الإدغام: جُرَيٌّ، ودُلَيٌّ.
______________________
1 الطُّفَيْل: هو عامر بن وائلة بن عمرو أبو الطفيل الليثي، مات سنة 100ه وهو آخر من مات من الصحابة، انظر: نقلا عن المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها لابن جني (أبو الفتح عثمان)، تح: علي النجدي ناصف وعبد الفتاح إسماعيل شلبي، إعداد: محمد بشير الإدلبي، ط3، د/ت، ج1، ص335 و336.
2 عِكِبّ: صاحب سجن النعمان بن المنذر. أنظر المصدر نفسه. ج1، ص335 و336.
3 الصُمًلَّة: العصا، المصدر نفسه، ج1، ص335 و336.
4 المحتسب، ج1، ص336.
5 انظر: المنصف لابن جني، ج 1، ص341.
6 المصدر نفسه، ج1، ص341. وانظر: الممتع في التصريف لابن عصفور، ج 2، ص 436.
· أن تقع بين كسرة وألف في مصدر 1 الفعل الثلاثي الأجوف نحو: صِيَام وأصله صِوَام، وقِيام وأصله قِواَم، والانقياد وأصله الانقِواد والعياد وأصله العِواد والعيادة، العِوادة وأفعالها: صَام (صَوَمَ)، وقَام (قَوم)، وانقاد (انقَوَدَ)، وعاد (عَوَدَ).
فإن صحّتِ العَين في الفعل صحت في المصدر نحو: عَاوَد عِوادًا، ولاوَذ لِواذًا، وجَاوَر جِوَارا، وقَاوَم قِواما، وتَجَاوَر تَجَاوُرا.
· أن تقع عَيْنًا بعد كسرة في جمع صحيح اللاّم على وزن "فِعَالٍ" أو "فِعَلٍ" وقد أُعِلُّت عينُ مفرده أو سَكنت 2.
فمثال الأوّل: ديار جمع دار وأصله دِوار جمع دَوَرُ؛ تحَرّكت الواو وانفتح ما قبلها فقُلبت ألفا، أما الجمع فقد تحرّكت الواو وانكسر ما قبلها، فقلبت ياءً من جنس الكسرة.
ورِيَاح جمع رِيح وأصله رِواح جمع رِوْحٍ، أو ثَوب جمع ثياب، وإذا صحّت عَيْنُ المفرد ولم تُسكَّن لم تقلب ياءً مثل: طويل وطِوَّال. وشذ جمع جِياد مفرد جَوَاد، الذي صحّت عينه ولم تسكن والأصل أن يصحّ في الجمع (جِوَاد) لكن هذا لم يرد في الاستعمال، وإن كان صحيحاً قياسًا.
وكذا رِواء جَمع رَيَّان أصله رَوْيَان، سَكَنت الواو في المفرد ولم تعل عينُه في الجمع. والأصل أن نقول رياءً موافقة للقياس (القاعدة) لكن هذا لم يستعمل (أي شذّ عن القياس).
ومثال الثاني: حيل جمع حِيَلة وأصله حِوَل، وكذا قيمة قِيَمٌ، وكل ما جاء على هذه الصّورة تقلب واوه ياء إلا فيما شذّ.
· أن تقع عينًا في جمع "فُعَّل" نحو: صَائِم، صُيَّم وأصله صوم وقَائل، قُيَّل وأصله قول ونَائم، نُيَّم. وأصله نوم.
· إذا وقعت الواو لامًا لفُعْلى بضمّ الفاء وصْفا قُلبت يَاءً فرقا بين الاسم والصّفة؛ فالصفة نحو: الدُّنْيا: من دَنَا يَدْنو "دُنْوى" قلبت الواو يَاءً. والاسم نحو: "حُزْوى" اسم موضع، لم تقلب الواو.
· إذا كانت الواو لامَ مفعول قُلبتْ ياءً مثل: مَرْضُوو، اجتمع واوان وسُبق أولهما بالسّكونِ فقُلبت الواو الثانية ياءً، فصار "مرضوي" ثم أبدلت الضمة التي قبل الواو كسرة فقلبت الواو ياء، فالتقت الياءان فأدغمتا فصار اللفظ مَرْضيٌّ وكذا الأمر في لفظ: مَقْووو وأصله مَقووي، قلبت واو مفعول ياءً ثم أدغمتا ثم أبدلت الضّمة كسرة فصار مَقْوِيٌّ؛ ويكون هذا في المكسور العين أمّا المفتوح العين مثل دَعَا، فهو مَدْعُوٌّ فتصح. وكذا في الجمع الذي يأتي على فُعُول: كَعَصا، عُصُوو (عِصِيّ) وقَفا، قُفُوو (قُفي) ودلو، دُلُوو (دُلِيّ)، قُلبت الواو الواقعة لاما في الجمع ياءً ثم قُلبت الواو الأولى لسكونِها ياءً، ثم أُدغمتا مع إبدال الضّمّة كسرةً ثم أُتبعت حركة العين كما في دِلي، وعِصيّ، وقِفِي.
___________________________
1 انظر: الكتاب، سيبويه (أبي بشر عمرو ابن عثمان ابن قنبر)، تحقيق: عبد السلام هارون، ط3، 1403- 1983، عالم الكتب – بيروت، ج 4، ص 335-360.
2 انظر: الممتع في التّصريف لابن عصفور، ج2، ص465، وانظر: المنصف لابن جني، ج1، ص341
2.2.2.1 قلب الواو ألفا: تقلب الواو ألفا بشروط 1:
· أن تتحرّك الواو بفتحة أو ضمّة أو كسرة أصلية مثل: قال (قَوَلَ)، وطال (طَوُل)، وخاف (خَوِف)، فإن سكنت امتنع القلب مثل، غَزَوْت. وكذا في القول والخوف والطّوْل. قال تعالى: ﭐﱡﭐﱳﱴﱵﱶﱷﱠ البقرة: 235، وقوله تعالى: ﱡﲎﲏﲐﲑﲒﲓﱠ البقرة:277؛ فإن كانت حركة الواو عارضة امتنع القلب مثل: "تَوَمَ" تخفيف "تَوْأم" 2.
· أن يتحرّك ما قبلها بفتح فإن حُرِّك بكَسر أو بضَمّ صحّت مثل: حِوَل في قوله تعالى: ﱡﭐﲹﲺﲻﲼﲽﲾﱠ الكهف: 108، وكذا في "سُوَر" جمع سورة.
· أن يتّصل انفتاح ما قبل الواو المتحركة أي يكون ذلك في كلمة واحدة، لا في كلمتين (ضُرِبَ وائل) لا تقلب لانعدام الشّرط.
· إن وقعت الواو عَينا في الكلمة مفتوح ما بعدها قلبت ألفا نحو: "قَال" أصله "قَوَل"، أمّا إذا وليّها ألف صحَّت نحو: قوله
ﭐﱡﭐﱵﱶﱷﱸﱹﱺﱻﱼﱠ النور: 63، وكذا إن وقعت الواو لاما في الكلمة وتَلِيَهَا حرف الألفِ نحو: "غَزَوا" أو تلتها ياء مشددة (ياء النسبة) مثل " عَلَوِيّ" و " فَتَويٌّ" فلا تقلب ألفا بل تَصح.
· ألاّ تقع الواوُ عَينًا "لـفَعِلَ" الذي يكون الوصف منه على "أَفْعَل" كـ عَوِرَ" فهو "أَعْوَر"، و "سَوِد" فهو "أسود" 3. كما لا تعلّ في مصدرَيْهما "عَوَرًا" وسوادا لأن المصدر يصِحُّ لصحّة الفعل ويعْتَلُّ لاعتلاله؛ فان لم يكن الوصف منه على أفعل أعل مثل: خاف (خَوِف) فهو خَائف.
· ألاّ تكون عَينًا للفعل "افْتَعَلَ" فتصحَّ كما في اجْتَوَرَ، بمعنى تَجَاوَرَ واشْتَوَرَ وتَشَاوَرَ. وهو من الأفعال الدّالة على المشاركة.
· ألا تكون الواوُ متلوةً بحرف يستحق الإعلال؛ فإن كانت كذلك صحت الأولى واُعلت الثانية نحو: الهَوَى وأصله: الهَوَيَ تحركت الياءُ وانفتح ما قبلها فقُلبت ألفًا في الهوى.
· ألا تكون الواوُ عينا في اسم زِيد في آخره ألف ونون أو ألف التأنيث المقصورة؛ وهي خاصّية تختصّ بها الأسماء دون الأفعال، فإن الواو تثبت في مثل: "الجَولَان"، مصدر الفعل جَالَ، يَجُولُ.
3.2.1 قلب الياء واوا أو ألفا
1.3.2.1 قلب الياء واوا: تقلب الياء واوا في ثلاثة مواضع: 4
· أن تقع الياء مفردة ساكنة في اسم مفرد، وما قبلها مضموم، نحو: "مُوقِن" من أَيْقَنَ يُيْقِنُ 5، و"مُوسِر" من أيْسَر يُيْسِر، و"مُونِعٌ" من أَيْنَعَ يُيْنِعُ، و"مُوقِظٌ" من أَيٌقَظَهُ يُوقِظه، وقس على ذلك كل اسم على هذه الشّاكلة إلا ما شَذّ.
______________________
1 نزهة الطرف في علم الصرف، ج2، ص191- 192.
2 انظر: شرح الألفية لابن مالك، تأليف الحسن بن قاسم المرادي، تح، فخر الدّين قباوة، ط1، 1428 ه - 2004 م، دار مكتبة المعارف، بيروت لبنان، ج2، ص547.
3 وإنما لم يعل نحو: عَوِرَ وحَوِلَ لأن الأصل في الألوان والعيوب الظاهرة أن تأتي على: افْعلَّ وافعالَّ، انظر: شرح شافية ابن الحاجب، ج3، ص 98.
4 انظر: الكتاب لسيبويه، ج 4، ص 389.
5 انظر: الممتع في التصريف، ج2، ص 436.
والثّلاثي من هذه الأفعال هو: يَقِن، ويَنَع من باب نَفَع وضَرَب، ويَقِظ ويَسِر ويَسُرَ، واسْتُغْني عنها بالثّلاثي المزيد من باب الاستغناء بالفرع عن الأصل، نحو: أيقن وأينع وأيقظ وأيسر.
· أن تقع لاما في فعلٍ على وزن "فَعُلَ": نحو: قَضُوَ الرَجل، وهذا مختص بفعل التّعجّب والمعنى ما أقضاه، والثلاثي منه " قَضَى". فلام الفِعل ياء فلما حُوّل للدّلالة على التّعجّب ضُمّت عينه، فقُلبتِ الياء لوجود الضّمّة قبلها واوا. ولم يأت فَعُل في المعتلّ المتصرّف إلا نادرا كـ "نهُوَ"، أما في الصّحيح فيكثر في ألفاظ السّجايا والغرائز مثل: َشَرُفَ، على قلّة هذا الباب من أبواب الفعل الثلاثي الصحيح.
· أن تقع لاما لـ "فَعْلَى": بفتح الفاء وسكون العين – اسمًا لا صفة للفرق بين الاسم والصّفة، كما هو واضح في "تَقْوى" و " فَتْوى"، فإن كانت لاما في صفة سلِمَتْ كما في خَزْيَا وصَدْيا مفرد مؤنث خَزْيَان وصَدْيَانْ.
2.3.2.1 قلب الياء ألفا 1:
· أن تتحرّك الياء بفتحة أو ضمّة أو كسرة مثل: باع (وبَيَع)، فإن سكنت امتنع القلب، مثل: رَمَيْتَ في قوله تعالى: ﭐﱡﭐﱇﱈﱉﱊﱋﱌﱍﱠ الأنفال: 17. وكذا في البيع في قوله تعالى: ﭐﱡﭐﱗﱘﱙﱚﱛﱜﱠ البقرة: 275.
· أن تكون الحركة في الياء أصلية؛ فإذا كانت عارضة امتنع القلب مثل: جَيَل تخفيف جَيْئَل، حيث نقلت حركة الهمزة إلى الياء الساكنة قبلها وحُذفت الهمزة.
· أن يتحرّك ما قبلها بفتح؛ فإن حُرِّك بكَسر أو بضَمّ صحّت مثل: "عُيَبة".
· أن يتّصل انفتاح ما قبل الياء المتحرّكة أي يكون ذلك في كلمة واحدة، لا في كلمتين نحو: (ضُرِبَ يَاسر) لا تقلب لانعدام الشّرط.
· إذا وقعت الياء عَينا في الكلمة مفتوح ما بعدها قلبت ألفا نحو: "بَاع" أصلها "بَيَع"، أمّا إذا وليّهما ألف صحَّت نحو: قوله تعالى: ﭐﱡﭐﲔﲕﲖﱠ آل عمران: 138، "فَبَيان" تليَها حرف الألف، وكذا إن وقعت الياء لاما في الكلمة وتَلِيَهَا حرف ألف الإثنين نحو: " رَمَيا".
· ألاّ تقع الياءُ عَينًا ل "فَعِلَ" الذي يكون الوصف منه على "أَفْعَلْ" كـ "هَيِفَ" فهو "أَهْيَف". كما لا تعلّ في مصدره "هَيَفًا" لأن المصدر يصِحُّ لصحّة الفعل ويعْتَلُّ لاعتلاله. فإن لم يكن الوصف منه على أفعل أعل مثل: مال (مَيِلَ) فهو مائِل ومعناه: اِعوَجَّ.
________________________________
1 نزهة الطرف في علم الصرف، ج2، ص191- 192.
· أن تقع عَينًا للفعل "افْتَعَلَ" نحو: اخْتار وأصله اخْتَيَرَ، كما في قوله تعالى: ﭐﱡﭐﲪﲫﲬﲭﲮﲯﱠ الأعراف: 155، واخْتالَ وأصله اخْتَيَلَ، واجتاز وأصله اجْتَيَزَ، واعتاد وأصله اعْتَيَدَ، واقْتادَ واصله اقْتَيَدَ، وقس على ذلك.
· ألا تكون الياءُ متلوةً بحرف يستحق الإعلال، فإن كانت كذلك صحت الأولى واُعلت الثانية نحو: الحَيَا، وأصلها: الحَيَيَ تحركت الياءُ وانفتح ما قبلها فقُلبت ألفًا )الحَيَا).
وربما أعلُّوا الأولى وتركوا الثانية صحيحةً كما في آية؛ وأصلها أَيَيَةُ بوزن قصبةٍ فقلبوا الياء التي هي عين فَعَلَةٍ ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها فصارت أَايَةً (آية) 1.
ويَطّردُ القلب في حروف العلة الثلاثة )الواو، الياء، الألف (، وهذه الأحرف تكون أصولاً وزوائدَ، وأما الألف فتكون أصلا في الحروف فحسبُ مثل )ما، ولا( أما في الأسماء والأفعال؛ فلا تأت إلا زائدة مثل: استغفار أو منقلبة عن أصلٍ )واو أو ياء( مثل: مصطفى، ومستشفى، وعصا.
· ألا تكون الياءُ عينا في اسم زِيد في آخره ألف ونون أو ألف التأنيث المقصورة، وهي خاصّية تختصّ بها الأسماء دون الأفعال، فإن الياء تثبت في مثل: "الفَيَضَان" من فَاض يَفِيض.
3.1 القلب على غير قياس: وهذا يحفظ ولا يقاس عليه؛ لأنه جاء إمّا للضّرورة كما في "شواعي" شوَائِع، متفرّقات من شَاع، يَشيع فهو شائع، وشائعة، شَوَائع فأن تقول: شَواعي على القلب المكاني أن تؤخّر الهمزة وتقدّم العين 2.
والسؤال: هل من أثر للقلب على الميزان الصرفي؟
الجواب: إذا كان الموزون حدث فيه إعلال بالقلب، فالميزان لا يطرأ عليه تغيير مثال ذلك: "قال" و"باع "و"طال " و"نام "، التي وزنها "فَعَلَ" و"فَعُلَ" و"فَعِلَ"، وسائر الأمثلة التي مرت عن القلب؛ لأن الاعتبار بالأصل.
2. الحذف وأثره في الميزان الصّرفي
الحذف نوع من أنواع الإعلال، ويقع في الأحرف المعتلّة (الألف، الواو، والياء)، فما الحذف لغة واصطلاحا وما شروطه؟
1.2 الحذف في اللغة: من حَذَفْتُه، أَحْذِفُه ُ، حَذْفا، فهو حاذف والمفعول محذْوف ومعناه: القطع أو الإسقاط قال ابن فارس: "حَذَفتُ رأسه بالسيف قطعت منه قطعة، وحَذَف في قوله أَوجزه وأسرع فيه، وحَذَف الشيء حذفا أيضا أسقطه ومنه يُقال: حَذَفَ من شَعْرِه ومن ذَنَب الدابة إذا قصّر منه. وحذّف بالتّثقيل مبالغة" 3.
2.2 الحذف في الاصطلاح: (هو إسقاط حرف من الأصول فاء أو عينا أو لاما) 4، اسما كان أم فعلا، ويكون لعلّة تصريفية كالاستثقال أو الإسكان، وهذا النّوع من الحذف قياسي، وقد يأتي الحذف لغير علّة تصريفية شذوذا، وللحذف مواضعُ وشروط
_________________
1 انظر : شرح الألفية لابن مالك، المرادي، ج2، ص552.
2 انظر: شرح شافية ابن الحاجب، ج1، ص 21..
3 انظر: المصباح المنير، ص 83.
4 انظر: نزهة الطرف في علم الصرف، ج2، ص115.
ينبغي توفّرها، وإلّا انعدم الحذف.
3.2 مواضع الحذف: إنّ أحرف العلّة لا تخلو إن وقعت في فعلٍ بوزن فَعَلَ أو فَعِلَ أو فَعُلَ، أن تكون فاءً للكلمة أو عينا أو لامًا.
1.3.2حذف الفاء: تحذف الفاء إذا كانت واوا في ثلاثة مواضع:1
الموضع الأول: وقوع الواو فاء في الفعل المضارع
تُحذَف الواو إذا وقعت فاءً في مضارع يَفْعِلُ المكسور العين والذي ماضيه "فَعَل" نحو: يَعِدُ وأصله يَوْعِدُ من وَعَدَ. أو تقديرا نحو:
يَضَعُ، ويَقَعُ وأصلهما يَوْضِعُ ويَوْقِعُ؛ وقيل فُتحت عين الفعل لأجل حرف الحلق الواقع في لام الكلمة، وقد يعلل حذف الواو في
يَضَعُ ويَقَعُ بالشذوذ. ويُحمَل "أَعِدَ" و "نَعِدُ" و"تَعِدُ" على يَعِدُ، ومن أمثلة ذلك قوله تعالى: ﭐﱡﭐﲣﲤﲥﲦﲧﲩﲪﲫﲬﲭﱠ البقرة: 268، وقوله تعالى: ﱡﭐﱱﱲﱳﱴﱵﱶﱷﱠ الأعراف: 70، وقوله تعالى: ﱡﭐﱯﱰﱱﱲﱳﱴﱵﱶﱷﱸﱹﱺﱻﱼﱽﱠ يونس: 46، ومثله في هذا يَرِثً في قوله تعالى: ﭐﱡﭐﱬﱭﱮﱯﱰﱠ مريم: 6، ووَثِقَ يَثِقُ من باب "فَعِلَ" "يَفْعِلُ"، و "وَسِعَ يَسَعُ ووَطِئَ يَطَأُ حُمِلا على وَثِقَ تقديرا؛ أَي أن أصلهما: "يَوْسِعُ" و "يَوْطِئُ" وفُتحت عينهما لأجل حرف الحلق في لام الكلمة.
ونَخلص إلى القول: إن وقعت الواو ساكنة بين ياء مفتوحة وكسرة في فعل ثلاثي مضارع وجب حذفها تخفيفا؛ فإن لم يتحقق هذا الشرط امتنع الحذف مثال ذلك: 2
· إن وقعت الياء في موضع الفاء فلا حذف نحو: يَئِسَ "يَيْئِسُ" وييْأَسُ (لغة)، وزعموا أن بعض العرب يقول: "يَئِسُ" وهي قليلة "كيَجُدُ" من "وَجَدَ".
· إن كانت الواو في اسم امتنع حذفها، مثل:" يَوْعِيد" من وَعَدَ بوزن "يَقْطِين".
· وإن كانت الواو بعد ياء مضمومة وكسرة، في مضارع الفعل الثلاثي المزيد بحرف الهمزة قبل الفاء نحو: أَوْرَثَهُ يُورِثُهُ ومثله نُورِثُ في قوله تعالى: ﱡﭐﳍﳎﳏﳐﳑﳒﳓ ﳔﳕﱠ مريم: 63، امتنع حذفها، لأنها وقعت بين ياء مضمومة وكسرة وكذا لو وقعت بين ياء مضمومة وفتحة مثل "يُوْعَدُ" المبني للمجهول في قوله تعالى: ﱡﭐﲔﲕﲖﱠ المرسلات: 7 .
____________________
1 نزهة الطرف في علم الصرف، ج2، ص117 و118.
2 المصدر نفسه، ج2، ص117 و118.
· وإن كانت عين المضارع مفتوحة أو مضمومة امتنع حذف الواو مثال ذلك من المضارع المفتوح العين قوله تعالى: ﱡﭐﱋﱌﱍﱎﱏﱐﱑﱠ الحجر: 53.
· ومثال المضموم العين "يَوْضُؤ" وحذفت شذوذا في قول جرير 1: - من البسيط -
لَوْ شِئْتَ قَدْ نَقَعَ الفُؤَادُ بِشَرْبَةٍ تَدَعُ الصَّوَادِي لَا يَجُدْنَ غَلِيلًا
الموضع الثاني: وقوع الواو فاء في فعل الأمر
أن تقع الواو فاءً في فعل الأمر نحو "عِدْه" الذي أصله "اِوْعِدْهُ"، حيث حُذفت الواو وبحذفها زالت ألف الوصل التي جيء بها للنطق بالواو الساكنة، وصار اللفظ "عِدْه" وكذا حكم "اَوضِعه" و "اَوقِعْهُ" الذي يصير "ضَعْ" و "قَعْ" وقد فُتِحَتْ عينه لوجود حرف الحلق في لام الكلمة.
وفعل الأمر "عِدْهُ" مأخوذ من المضارع "يَوْعِدُ"، الذي أُعِلَّتْ فاؤه بالحذف، فوجب حذفها من الأمر 2، ومثله "زِنْهُ" في قوله تعالى: ﭐﭐﱡﭐﲱﲲﲳﲴﲵﲶﲷﱠ الإسراء: 35، "وذَرْهُ" في قوله تعالى: ﱡﭐﲿﳀﳁﳂﱠ المدثر: 11، و"قِه" في قوله تعالى: ﭐﱡﭐﲪﲫﲬﲭﲮﲯﲰﱠ التحريم:6. وهذا النوع من الحذف قياسي. 3
وإذا اختل هذا الشرط في الأمر من الثلاثي المعتل الفاء بالواو الساكنة في مضارع "يَفْعِل" فإنها تثبُت، كأن يُؤتى بالأمر من الفعل الثلاثي المزيد بالألف بعد الفاء مثل: "وَاعَدَهُ" بوزن فَاعَل، الذي مضارعه "يُفَاعِل" أي "يُوَاعِدُهُ"، والأمر منه "وَاعِدْه".
الموضع الثالث: وقوع الواو فاء في المصدر
إذا وقعت الواو فاءً في مصدر الفعل الواوي وجب حذفها وتعويضها بالهاء نحو: "عِدَه" وأصلها "وِعْدَه"، و"زِنَة" و"سِعَة"؛ والعلة في ذلك أن المصدر يجري على فعله؛ فيعتل لاعتلاله ويصح لصحته.
ويُشترط للحذف من "فِعْلة" ألا يكون هذا الوزن في:
· اسم، نحو: "وِجْهَة" 4 في قوله تعالى: ﭐﱡﭐﱙﱚﱛﱜﱝﱠ البقرة: 148.
· أو صفة، نحو: "وِلْدة" من ولدت تلد.
____________________
1 انظر: المنصف، ابن جني ج1، ص187. وانظر: شرح الألفية لابن مالك، ج2، ص587.
2 انظر: المقتضب المبرِّد (أبي العباس)، تح: محمد عبد الخالق عضيمة، د/ط، 1386ه، القاهرة، ج 1، ص 83.
3 المصدر نفسه، ج1، ص83.
4 نزهة الطرف في علم الصرف، ج2، ص123.
· أو اسم هيئة، نحو: "وِقفة الأمير" لم تحذف الواو من وِقْفَة؛ لأنها واقعة في فِعْلة دالة على الهيئة، كما أنها إذا وقعت مكسورة في مصدر أو مفتوحة لم تُعل مثال ذلك: الوِصال والوداد، والفعل منهما يُواصِلُ أو يُوادٌّ وكذا الوعد من وَعَد 1.
2.3.2 حذف العين: تحذف الواو أو الياء إذا وقعت عينا في الكلمة الساكنة اللام وذلك في أربعة مواضعَ 2:
· في المضارع المجزوم: نحو لم يَقُل ولم يَبِع وأصلهما: لم يَقُولْ ولم يَبِيعْ، والعلة سكون اللام.
· وفي الأمر نحو: قُل وأصله قُوْلْ وبِعْ وأصله بِيْعْ وعلة الحذفِ التقاء الساكنين ووزن الأمر: "فُلْ" و "فِلْ"، وأصل "قُلْ" و "بِعْ" قبل العلة: "اقْوُل" و "ابْيِع" نقلت حركة كل من الواو والياء إلى الحرف الذي قبلها، واسْتُغْنِيَ عن ألف الوصل فصار اللفظ "قُوْل" و "بِيْع"، فالتقى ساكنان، فحذف الساكن الواو والياء فصار اللفظ: قُلْ وبِعْ.
· إذا اتصلت نون النسوة (نون الضمير) بالفعل نحو: "قُلْنَ" و"بِعْنَ" و"يَقُلْنَ" و "يَبِعْنَ" حذفت عين الكلمة (الواو والياء) والفعل في هذه الحالة (قُلْنَ وبِعْنَ) يصلح أن يكون ماضيا أو أمرا، والوزن هو فُلْنَ وفِلْنَ ويُفرق بين الماضي والأمر بالسياق.
· إذا اتصل ضمير المتكلم والمخاطب المرفوع بالفعل نحو: فَعَلْتُ وفَعَلْتَ وأخواتهما نقول: قُلْتُ وقُلْتَ وبِعْتُ و بِعْتَ وقُلْنَا وبِعْنَا وقُلْتُمَا وبِعْتُمَا وهذان الضربان: أي فَعَلَ يَفْعُل قَالَ يَقُولُ، وفَعَلَ يَفْعِل كبَاعَ يَبِيع، ينقل عند اتصال هذه الضمائر من ضَرْبٍ إلى ضرب، فإذا كانت العين واوا نُقِل إلى "فَعُلَ"؛ وإذا كانت العين ياءً نُقِل إلى "فَعِلَ" (الماضي منهما) فَننقل قَالَ من "قَوَلَ" بوزن فَعَلَ إلى قَوُلَ بوزن فَعُلَ وبَاعَ من بَيَعَ بوزن فَعَلَ إلى بَيِعَ بوزن "فَعِلَ" فيصير قُلتُ و قُلْنَا وبِعْتُ وبِعْنَا.
كما تأتي بنية الفعل الأجوف المعتل بالواو أو بالياء على فَعِلَ، يَفْعَلُ نحو: خَوِفَ، يَخْوَفُ، وهَيِبَ، يَهْيَبُ، بعد نقل حركة الواو يَخْوَفُ وحركة الياء في يَهْيَبُ إلى الحرف الساكن قبلها، قُلبت الواو ألفا في يَخاف والياء ألفا في يَهَابُ.
وعند إسناد الفعل "خَاف" و "هَابَ" إلى الضمير المتحرِّك، تحذف العَين لالتقاء الساكِنَيْن في "خِفْتُ" و"هِبْتُ" وأصلهما "خَوِفَ" و"هَيِبَ" والغرض من ذلك بيان البنية "فَعِلَ".
ضَرْبُ "فَعُلَ"، ولا يكون إلا واويًا نحو: "طال" وأصله "طَوُلَ" عند إسناده إلى الضمير المتحرك حُذِفت عَينه، وذلك بنقل حركة العين إلى الحرف الذي قبلها، فيصير اللفظ إلى "طُوْلْتُ" فالتقى ساكنان، مما أدى إلى حذف عين الكلمة "طُلْتُ" والغرض من ذلك بيان بنية الفعل.
إن تحويل "فَعَلَ" إلى "فَعُلَ" و "فَعَلَ" إلى "فَعِلَ" هو مذهب سيبويه (ت.180ه) والعديد من التصريفيين، مثال ذلك قال:
____________________
1 نزهة الطرف في علم الصرف، ج2، ص126.
2 المصدر نفسه، ج2، ص 127 و132.
"قُلْتُ"، وباع "بِعْتُ" 1.
أما ابن مالك 2 (ت.672ه) فقد ذهب مذهبا مخالفا لما ذهب إليه سيبويه، حيث يقول في باب "فَعَلَ" المفتوح العين: إذا كان العَين ياءً أن تكسر ما قبل عَين الفِعْل "كبِيعْتُ"، وإن كان العين واوا أن يُضمَّ ما قبل عين الكلمة "كقُلْتُ"، فهو لم يقم بتحويل "فَعَلَ" إلى "فَعُلَ" و"فَعِلَ"، واكتفى بكسر الفاء في المعتل العين بالياء، وبضم الفاء في المعتل بالواو.
فالفعل: "قُلْتُ" و"بِعْتُ" و"طُلْتُ" و"خِفْتُ"، و"هِبْتُ" قبل الإسناد إلى الضمير المتحرك، اعتلت فيه عين الفعل، وهذا شرط أساس، يجب مراعاته حتى يتحقق الحذف، فإن صحت العَين امتنع الحذف قبل الإسناد وبعده، مثال ذلك "عَوِرَ" و "عَوِرْتُ"
وقد نص سيبويه على أن صحة عين الفعل لصحتها في الأصل وهو "اعْوَرَرْتُ" (اعْوَرَّ) حيث اُسْتُغْنِيَ بالفرع "اعْوَرَّ" عن الأصل "عَوِرَ" وهو بمعناه 3.
3.3.2 حــــذف الـــــــلام
تُحْذَف لام الكلمة (الفعل) إن كانت حرفا من أحرف العلة الثلاث لأسباب 4:
· الجزم نحو: "لمَّا يَقْضِ" في قوله تعالى: ﭐﭐﱡﲜﲝﲞﲟﲠﱠ عبس: 23، و"لم يَرَ" في قوله تعالى: ﭐﱡﭐﱝﱞﱟﱠﱡﱢﱣﱤﱥﱦﱧﱨﱠ البقرة: 258
وعلل سيبويهِ 5 الحذف في هذا الموطن؛ لئلا يكون الجزم بمنزلة الرفع فحذفوا كما حذفوا الحركة ونون الإثنين والجميع. وهو في الرفع ساكن الآخر. وقد ورد ثبوت هذه الأحرف جزما في الشعر، فمثال ثبوت الياء في قول الشاعر 6 قيس بن زهير العبسي -بحر الوافر-: أَلَمْ يَأْتِيكَ والأَنْبَاءُ تَنْمِي بِمَا لَاقَتْ لَبُونُ بَنِي زِيَادِ
وثبوت الواو في الجزم في قول الشاعر - من بحر البسيط - 7:
هَجَوْتُ زَبَّانَ ثُمَّ جِئْتُ مُعْتَذِرًا مِنْ هَجْوِ زَبَّانَ ولَمْ تَهْجُو ولَمْ تَدَعِ
______________________
انظر: الكتاب، ج 4، ص 339-341.
2 انظر: فتح الأقفال وحل الإشكال بشرح لامية الأفعال المشهور بالشرح الكبير، لبحرق (جمال الدين محمد بن عمر)، ط 1، 1427 ه - 2006 م دار الرشاد الحديثية الدار البيضاء- المغرب، ص 15-16.
3 انظر: الكتاب، ج 4، ص 344.
4 نزهة الطرف في علم الصرف، ج2، ص134.
5 الكتاب، ح1، ص23، وانظر: نزهة الطرف، ص 136.
6 البيت من شواهد شرح التسهيل لابن مالك (جمال الدين محمد بن عبد الله بن عبد الله الطائي الجياني)، تح: عبد الرحمن السيد ومحمد بدوي المختون، ط1، 1410ه – 1990م، هجر للطباعة والنشر، ج1، ص55. وانظر: شرح شافية ابن الحاجب، ج3، ص184. وانظر: شرح المفصل لابن يعيش (موفق الدين بن علي)، حققه وشرح شواهده: أحمد سيد أحمد، راجعه ووضع فهارسه: إسماعيل عبد الجواد عبد الغني، المكتبة التوفيقية، القاهرة - مصر، م 4، ج8، ص28.
7 البيت من شواهد شرح التسهيل، ج1، ص56، وانظر: شرح شافية ابن الحاجب، ج3، ص184، وانظر: شرح المفصل، م 4، ج8، ص465، وانظر: الإنصاف في مسائل الخلاف لأبي البركات عبد الرحمن الأنباري ومعه الانتصاف من الإنصاف لمحمد محي الدين عبد الحميد، سنة الطبع 2005، دار الطلائع للنشر والتوزيع، ج1، ص24.
كما ورد ثبوت الألف في الجزم في لفظ "لا تَرَضَّاها" في قول الراجز رؤبة بن العجَّاج 1:
إِذَا العَجُوزُ غَضِبَتْ فطَلِّقْ ولا تَرَضَّاهَا ولا تَمَلّقِ
· وفي الأمر نحو: اُدْعُ، واِقْضِ، واِرْضَ كما في قوله تعالى: ﭐﱡﭐﳁﳂﳃﳄﳅﳆﳇﳈﱠ البقرة: 69، وقوله: ﭐﱡﭐﲬﲭﲮﲯﲰﱠ طه: 72، وجاء في الأثر: "... واِرْضَ بما قسم الله لك تكن أغنى الناس..." 2. وحذفها في الأمر حملا على المضارع؛ لأن الأمر مأخوذ من المضارع، ولهذا فهو يبنى على حذف حرف العلة 3.
· وإذا لقيها ساكن من كلمة أخرى إما:
خطا: كما في قوله تعالى: ﱡﭐﱪﱫﱬﱭﱮﱯﱰﱱﱲﱠ الإسراء: 11، الشاهد يدع الإنسان، حيث حذفت الواو من يدع خطًّا.
وإما نطقا: كما في قوله تعالى: ﱡﲭ ﲮﲯﲰﲱﲲﱠ فاطر: 28. حيث حذفت الألف نطقا من: يَخْشى الله، وفي قوله تعالى: ﱡﭐﳓﳔﳕﳖﳗﱠ البقرة: 264، حُذفت نطقا من لا يهدي القوم، كما تُحْذَفُ في الاسم المقصور إذا تلاه ساكن مثال ذلك:" حُبْلَى الرَّجُلِ"، و"مِعْزَى القَوْمِ" إذا أُمِنَ اللَّبْسُ 4.
· وفي الاسم المعتل اللام بالياء (المنقوص) أو المعتل الألف (المقصور) إذا اتصلت به واو الجمع السَاكِنٌة 5.
- مثال المنقوص: القَاضُون، والدَّاعُون، والسَّاعُون، والسَّاهُون في قوله تعالى: ﭐﱡﭐﱩﱪﱫﱬﱭﱠ الماعون: 5، "فسَاهُون" جمع تصحيح "لسَاهٍ" وأصله "سَاهِيُون"، استثقلت الضمة على الياء فحذفت، فالتقى ساكنان "الياء" (لام الكلمة) وواو الجمع مما أدى إلى حذف أحدهما، فخذفت الياء (لام الكلمة) ثم أبدلت الكسرة ضمة لمناسبة الواو فصار اللفظ "ساهون" وقِسْ على ذلك كل لفظ على هذه الشاكلة.
- ومثال المقصور: "الأعلون" في قوله تعالى: ﭐﱡﭐﲛﲜﲝﲞﲟﲠﲡﲢﲣﱠ آل عمران: 139، وكذا قوله تعالى: ﱡﭐﱬﱭﱮﱯﱰﱠ ص: 47، فمصطفى اسم، و"الأعلى" صفة لمذكر مؤنثه "عُلْيَا" بوزن "فُعلَى" وجمع مصطفى، "مُصْطَفَوْن" في حالة الرفع، و"مُصْطَفَيْنَ" في حالة النصب والجر، ومثله الصفة "الأَعْلَوْنَ". وأصلهما:" مُصْطَفَيُونَ" و"الأَعْلَيُونَ" تحركت الياء وانفتح ما قبلها فانقلبت ألفا فالتقى ساكنان مما أدى إلى حذف الألف
____________________________
1 البيت من شواهد شرح التسهيل، ج1، ص56، وانظر: شرح شافية ابن الحاجب، ج3، ص185.
2 سنن الترمذي، ص 2305.
3 نزهة الطرف في علم الصرف، ج2، ص137.
4 المصدر نفسه، ج2، ص137. وانظر: الكتاب، ج4، ص156.
5 ومثله ياء الجمع في حالة النصب والجر، مفرد "ساهون" "الساهي" وأصله الساهِوُ وقعت الواو متطرفة قبلها كسرة فانقلبت ياء.
وهي لام الكلمة، وإبقاء ما قبلها مفتوحا دليلا عليها (الألف) وقس على ذلك كل اسم أو صفة جاء على شاكلتهما 1.
· وفي الفعل المعتل الآخر "بالواو أو الياء أو الألف" إذا اتصلت به واو الضمير 2: ويكون ذلك مع المضارع والماضي والأمر المبني للمعلوم والمبني للمجهول.
- مثال المضارع المعتل اللام المبني للمعلوم والمبني للمجهول المسند إلى واو الضمير: "يَدْعُون" في قوله تعالى: ﭐﭐﱡﭐﲆﲇﲈﲉﲊﲋﱠ آل عمران: 104، و"يَرْمُونَ" في قوله تعالى: ﭐﱡﭐﲆﲇﲈﲉﲊﲋﲌﲍﲎﲏ ﲐﲑﲒﱠ النور: 23.
و"يَخْشَوْن" في قوله تعالى: ﭐﱡﭐﳌﳍﳎﳏﳐﳑﳒﳓﳔﱠ الملك: 12، فأصل "يدْعُون" و"يَرْمُونَ" و"يَخْشَوْنَ"، "يَدْعُوُونَ"، و"يَرْمِيُونَ" و"يَخْشَيُون" استثقلت الضمة على الواو والياء فحُذفت، فالتقى ساكنان (الواو والواو والياء والواو) فحذفت الواو وهي لام الكلمة، فصار اللفظ "يَدْعُون".
وحُذِفت الياء من "يَرْمِوْن" ثم أبدِلت كسْرة الميم ضمة لتناسب الواو فصار اللفظ "يَرْمُون"، أما "يَخْشَيُون" فقد تحركت الياء وانفتح ما قبلها فانقلبت ألفا، فالتقى ساكنان مما أدى إلى حذف لام الكلمة (الياء) وإبقاء ما قبلها مفتوحا دليلا على الحرف المحذوف وهو الألف في (يَخْشَوْن). والمبني للمجهول "يُدْعَون" وأصله "يُدْعَوُون" تحركت الواو وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا، ثم حذفت لالتقاء الساكنين فصار الوزن "يُفْعَوْنَ" بوزن "يُدْعَوْن".
أما وزن هذه الأفعال فهو كالآتي: "يَفْعُون" (يدْعُون، ويرْمُون) و"يَفْعَوْن" (يَخْشَوْنَ) ونلاحظ أن ما حذف في المثال وافق حذفه في الميزان الصرفي: ولا خلاف في حذف اللام من المضارع، سواء كان الفعل ثلاثيا مجردا، أم مزيدا، مثال ذلك: "يَدَّعُونَ" بوزن "يَفْتَعُون" وأصلها يَدْدَعُوُون أي يَدْتَعُوُون، أبدلت التاء المهموسة دالا ثم أدغمت في الدال الثانية ثم حذفت ضمة الواو لثقلها فالتقى ساكنان فحذف أحدهما.
- مثال الفعل الماضي المعتل اللام "بالواو أو بالياء أو بالألف: "دعا" و"عتا" في قوله تعالى: ﱡﭐﱁ ﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱠ الروم: 33 وقوله تعالى: ﭐﱡﭐﱾﱿﲀﲁ ﲂﲃﱠ الأعراف: 77. فالفعل "دَعَوْا" أصله "دَعَوُوا" تحركت الواو وانفتح ما قبلها فانقلبت ألفا فحذفت (الألف) لالتقاء الساكنين، وبقي ما قبل واو الضمير مفتوحا علامة على الألف المحذوفة ووزنه "فَعَوْا".
ويأتي الفعل المبني للمجهول من "دَعَا" مسندَا إلى واو الضمير على "دُعُوا" نحو قوله تعالى: ﭐﭐﱡﭐﲏﲐﲑﲒﲓﲔﱠ البقرة: 282، وأصل "دُعُوا"، "دُعِيُوا" لأن الماضي منه "دَعَا" والمجهول منه "دُعِوَ" بضم أوله وكسر ما قبل آخره، ولوقوع الواو
_________________
1 تحذف اللام في جمع الاسم المقصور الثلاثي البناء كفتى "فَتَوْنَ" والرباعي البناء "كموسى"، "مُوسَوْنَ".
2 نزهة الطرف في علم الصرف، ج2، ص137.
متطرفة مسبوقة بكسرة قلبت ياء فصار "دُعِيَ" فإذا أسند إليه الضمير الواو صار "دُعِيُوا"، استثقلت الضمة على الياء فحذفت،
فالتقى ساكنان مما أدى إلى حذف الياء (وهي لام الكلمة) ثم أبدلت كسرة العين ضمة لتناسب واو الضمير في "دُعُوا". وقِسْ على ذلك كل فعل معتل اللام بالواو إلا ما شذَّ.
و"رَمَوْا" و"قَضَوْا" و"كَفَوْا" وأصلها:" رَمَيُوا" و "قَضَيُوا" و"كَفَيُوا" تحركت الياء وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا، ولالتقاء الساكنين (الألف مع واو الضمير) حذفت الألف وهي لام الكلمة وبقي ما قبلها مفتوحا علامة عليه، ووزنها: "فَعَوْا" حذفت اللام في المثال، فحذفت في الميزان. وقِسْ على ذلك كل فعل جاء على نسق هذه الأفعال إلا ما شذ. مثال آخر: "رَضُو" و"خَشُو"، و "قَوُوا"، وأصلها "رَضِيُوا" و "خَشِيُوا" و "قَوِيُوا". استثقلت الضمة على الياء فحذفت، لالتقاء الساكنين حذفت لام الكلمة ثم أبدلت الكسرة ضمة لمناسبة واو الضمير، ووزن "رَضُو" "فَعُوا" بضم العين.
والسؤال: لماذا جاء وزن الفعل "رَمَوْا" "فَعَوْا" و"رَضُوا" "فَعُوا" مع أن كليهما يائيّ اللام؟
للجواب عن هذا السؤال ينبغي أن نُفَرق بين نوعين من الأفعال:
النوع الأول: ما كان على "فَعَلَ" في الماضي مثل: "نَهَى" و"قَضَى"، إذا أسند إلى الضمير الواو يصير على وزن "فَعَوا" أي "نَهَوْا" و"قَضَوْا" نحو قوله تعالى:ﭐ ﱡﭐﱴﱵﱶﱷﱸﱹﱺﱻﱼﱽﱾﱿﲀﲁﲂ ﲃﲄﲅﱠ الحج: 41، وقوله تعالى: ﭐﱡﭐﱵﱶﱷﱸﱹﱺﱻﱼﱽﱾﱿﲀﲁﲂ ﲃﲄﲅﲆﲇﱠ الأحزاب: 37.
النوع الثاني: ما كان على "فَعِلَ" في الماضي كرَضِيَ، وخَشِيَ، إذا أسند إلى الضمير الواو يصير على وزن "فَعُوْا" نحو: "رَضُوا" كما في قوله تعالى: ﭐﱡﱪﱫﱬﱭﱮﱯﱰﱱﱲﱳﱠ البينة: 8.
وتحذف الألف الواقعة في لام الفعل الماضي الثلاثي المجرد وكذا المزيد المتصل بواو الجماعة: مثال ذلك قوله تعالى: ﭐﭐﱡﭐﲗﲘﲙﲚﲛﲜﲝﲞﲟﲠﲡﱠ سبأ: 5، وقوله تعالى: ﭐﱡﭐﱯﱰﱱﱲﱳﱴﱵﱶﱠ الحج: 51. وقوله تعالى: ﭐﱡﭐﲧﲨﲩﲪﲫﲬﲭﲮﲯﲰﲱﲲﲳﲴﱠ نوح: 7.
- مثال حذف اللام من فعل الأمر المعتل الآخر المتصل بواو الضمير: نحو قوله: ﱡﭐﲽﲾﲿﳀﳁﳂﳃ ﳄﱠ البقرة: 23، وقوله تعالى: ﭐﭐﱡﭐﱞﱟﱠﱡﱢﱠ يونس: 71، وقوله تعالى: ﭐﭐﱡﱄﱅﱆﱇ ﱈﱉﱊﱋﱌﱍﱎﱏﱠ الجمعة: 9، ونبه الرضي على أن حذف اللام قبل الإسناد فلا نقول: "ارْمِيُوا" لأن الفاعل يدخل على الفعل بعد إعلاله 1.
_________________________
1 انظر: شرح شافيه ابن الحاجب، ج 3، ص 186.
· اتصال الفعل المعتل اللام بياء الضمير (ضمير المخاطبة): تدخل ياء المخاطبة على الفعل المضارع المبني للمعلوم، وفعل الأمر فقط. مثال ذلك: "تَدْعِينَ" و "ادْعِي". والأصل "تَدْعُوِينَ" و "ادْعُوِي" ثم نقلت كسرة اللام (الواو) إلى العين فالتقى ساكنان فحذفت اللام، وكذلك الحكم في "تَنْهَيْن"، و"انْهَيْ"، و"تَقْضِينَ"، و"اقْضِيْ"، و"تَخْشَيْنَ"، و"اخْشَيْ".
· اتصال الفعل الماضي المعتل اللام (الواو أو الياء) بتاء التأنيث:
تُحذَف اللام في الفعل الماضي المعتل الآخر إذا اتصلت به تاء التأنيث الساكنة أصالة نحو: قَضَتْ، ودَعَتْ، نَهَتْ. وأصلها قَضَى تْ ودَعَى تْ، فالتقى ساكنان فحذفت الألف (المقلوبة عن ياء أو واو). فآل اللفظ إلى دَعَتْ، وقَضَتْ، وأَتَتْ وعَتَتْ ومُدَّتْ وأَلْقَتْ وتَخَلَّتْ مثال ذلك قوله تعالى: ﭐﱡﭐﱕﱖﱗﱘﱠ مريم: 27، وقوله: ﭐﭐﱡﭐﲂﲃﲄﲅﲆﲇﲈﱠ الطلاق: 8، وقوله: ﭐﱡﭐﱛﱜﱝﱞﱟﱠﱡﱢﱠ الانشقاق: 3-4، وننبه إلى أن الحذف يقع في الفعل الثلاثي المجرد كما في " أَتَت" و"عَتَت"، والمزيد كما في "أَلْقَتْ" و"تَخَلَّتْ"، وأنه لا يكون إلاّ في الفعل الماضي المعتل اللام (بالألف أو الواو أو الياء) المفتوح العين، أما المكسور العين أو المضموم لا يتحقق فيه الحذف مثل: "خَشِيَتْ"، "رَضِيَت"، "فَنِيَت". ومثال الأسماء التي يحذف لامها، اسم الفاعل من هذه الأفعال، ويكون ذلك في حالتي الرفع والجر شريطة تجرده من "ال" و"الإضافة" نحو قوله تعالى: ﭐﱡﭐﲬﲭﲮﲯﱠ طه: 72. فَقَاضٍ اسم فَاعِل حُذفت لامه لالتقاء الساكنين حرف العلة الياء التي هي لام الكلمة والتنوين. ومِثلٌه رَاعٍ في الحديث الذي رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فالإمام الذي على الناس راع وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ..." 1، وجاء داعٍ، ومَرَرْتُ بِمُهْتَدٍ ومُسْتَهْدٍ، ومُسْتَعْلٍ، وسبب حذف اللام التقاء الساكنين (الياء الساكنة وتنوين العوض) والأصل في هذه الكلمات: "قَاضِيٌ" و"رَاعِيٌ" و"دَاعِيٌ" (دَاعِوٌ) ومُهْتَدِيٌ، ومُسْتَهْدِيٌ، ومُسْتَعْلِيٌ، استُثْقلت الضمة على الياء فحُذفت، ثم نُوِّنَ اللفظ فالتقى ساكنان، فحذفت الياء (لام الكلمة) واستُعِيض عنها بالتنوين.
والسؤال: كيف نزن هذه الأفعال؟
الجواب: نزن هذه الأفعال كالآتي: "فَاعٍ" (رَاعٍ)، و"مُفْتَعٍ" (مُهْتّدٍ)، و"مُسْتَعْلٍ" (مُسْتَهْدٍ)، والملاحظ أن الحذف في المثال يعقبه حذف في الميزان الصرفي، أي أن الميزان يتأثر بالمثال، لأنه صورة له، وبه نتعرف على الأصلي والمنقلب والمحذوف والزائد وما إلى ذلك من التغيرات التي تلحق الكلمة العربية.
4.3.2 حـــذف الهمـــــزة
تقع الهمزة أصلية وزائدة، وهي حرف شديد ومستثقل مخرجه من أقصى الحلق، ويكثر تخفيفه مفردا بإبدال أو تسهيل، ونقل حركته
مع "الحذف" وهي حرف لا يثبت على حال ولذلك لم يعتده من حروف المعجم هذا عند المبرد (ت.286ه). 2
____________________
1 صحيح البخاري، ج9، ص77.
2 سر صناعة الإعراب، لابن جني (ابي الفتح عثمان)، دراسة وتحقيق: حسن هنداوي، ط2، 1413ه - 1993م دار القلم للطباعة والنشر، ج 1، ص43.
أما ابن جني (ت.392ه) فعدها حرفا قائما بذاته 1.
والسؤال: متى تحذف الهمزة؟
الجواب: عند اجتماع همزتين، مثال ذلك: مضارع أكرم "أُأَكْرِمُ" بوزن أُأَفْعِل اجتمعت همزة المضارعة وهي زائدة مع همزة التعدية وهي زائدة، ولثقل الهمزتين حُذفت التي للتعدية فصار الفعل "أُكْرِمُ" بوزن "أُفْعِلُ" وحملت عليه بقية الأفعال: يُكْرِمُ ونُكْرِمُ وتُكْرِم. ومثلما حذفت في المضارع تحذف في اسم الفاعل واسم المفعول من هذا الفعل، فنقول: مُكْرِمٌ ومُكْرَمٌ، بوزن مُفْعِل ومُفْعَل، والأصل
مُؤَكْرِمٌ ومُؤَكْرَم، ٌبوزن مُؤَفْعِل ومُؤَفْعَل، وقس على ذلك كل فعل جاء على "أَفْعَلَ" واسم فاعله ومفعوله على "مُفْعِل" و "مُفْعَل" إلا ما شذَّ.
وهذا الحذف قياسي، أما الحذف الشاذ 2 فوقع في ألفظ: "كُلْ" و"مُرْ" و"خُذْ" وأصله "اأْكُل" و "اأْمُر" و "اأْخُذ" ومثال ذلك في كلام الله قوله تعالى: ﭐﱡﭐﱛﱜﱝﱞﱟﱠﱠ الأعراف: 145 وقوله تعالى: ﭐﭐﱡﭐﲠﲡﲢﱠ طه: 132، وقوله عليه الصلاة والسلام: "مُرُوا أَوْلَادَكُم بالصَّلاةِ وهم أبناء سَبْعٍ..." 3 والغرض من هذا الحذف هو التخفيف. حيث سقطت همزة الوصل في الدَّرَج؛ لأنها سبقت بمتحرك "وأمُر" وألزموا الحذف في "خُذْ" و"كُلْ" كما في قول تعالى: ﭐﱡﭐﱁﱂﱃﱄﱠ مريم: 12، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا غُلَامُ سَمِّ الله وكُلْ بيَمِينِك وكُلْ مِمَّا يَلِيكَ..." 4 للكثرة أي لكثرة استعمالها 5 في الكلام العربي الفصيح، والحذف لا يكون في الأفعال فقط وإنما يشمل الأسماء كما القلب.
نماذج من الأسئلة
س1: متى تقلب الواو أو الياء ألفا؟
س2: لماذا لم تقلب الياء في بيان ألفا؟
س3: لماذا صحت الواو في عَوِرَ وحَوِلَ وحِوَلا وعِوَجا؟
س4: بين القلب الواقع في الكلمات التالية وما علته: ضُورِبَ ومُوقِنٌ وقَضُوَ؟
س5: ما علة حذف فاء الفعل المضارع المعتل الواو؟
س6: ما علة حذف فاء الكلمة من الأسماء الآتية: سِعَةٌ وعِدَةٌ وعِظَةٌ وزِنَةٌ؟
____________________
1 انظر: شرح الكافية الشافية، لابن مالك (جمال الدين بن عبد الله محمد بن عبد الله)، تح: عبد المنعم احمد هريري، ط1، 1402ه-1982م، دار المأمون، ج 4، ص 209.
2 انظر الكتاب، ج2، ص195، انظر: نزهة الطرف في علم الصرف، ج2، ص 152 و153. انظر: شرح المفصل، م 4، ص 255.
3 كتاب رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين، ص98.
4 صحيح البخاري، ج7، ص88.
5 نزهة الطرف في علم الصرف، ج2، ص153.
الدرس الثالث: الفعل من حيث الصحة والاعتلال
ينقسم الفعل باعتبار الصحة والاعتلال الى قسمين: صحيح ومعتل.
1. الفعل الصحيح: هو ما خلت أصوله من أحرف العلة (الألف والواو والياء) ثلاثيا كان أم رباعيا متعديا أم لازما، مبنيا للمعلوم أم للمجهول مثال ذلك "دَخَلَ"، "ضَربَ"، و"دَحْرَجَ"، و"ضُرِبَ"، و"دُحْرِجَ"، ويأتي الثلاثي منه على ثلاثة أضرب في الماضي، وسبعة في المضارع، وينقسم الفعل الصحيح إلى ثلاثة أقسام:
1.1 السالم: وهو ما سلمت أصوله من أحرف العلة والهمزة والتضعيف، مثال: نَصَرَ وعَلِمَ وكَرُمَ.
2.1 المضعف (المضاعف) ويقال له الأصَم لشدته 1: وينقسم إلى قسمين:
1.2.1 المضعف الثلاثي: وهو ما كانت عينه ولامه من جنس واحد، مثال ذلك: مَدَّ في قوله تعالى: ﭐﱡﭐﱲﱳﱴﱵﱶﱷ ﱸ ﱹﱺﱠ الرعد: 3، وفَرَّ نحو قوله تعالى: ﱡﭐﱐﱑﱒﱠ المدثر: 51، وقبل أن آتيَ على ذكر أضرب هذا النوع من الأفعال وجب التذكير بالقاعدة التي تحكمه وهي:
· إن كان الفعل المضعف مفتوح العين في الماضي متعديا وجب ضَمُّ عين مضارعه نحو: مَدَّهُ يَمُدُّهٌ في قوله تعالى: ﭐﱡﭐﱲﱳﱴﱵﱶﱷﱸﱹﱺﱠ الرعد: 3. وجاء مَدَّ مفكوكا في قوله تعالى: ﭐﱡﭐﱗﱘ ﱙﱚﱛﱜﱝﱞﱟﱠﱡﱠ الحجر: 19، وقوله تعالى: ﱡﭐﲻﲼﲽﲾﲿ ﳀﳁﱠ البقرة: 15.
· وإن كان الفعل المضعف مفتوح العين في الماضي لازما وجب كسر عين مضارعه نحو قوله تعالى: ﭐﱡﭐﱐﱑﱒﱠ المدثر: 51، وقوله تعالى: ﭐﱡﭐﱈﱉﱊﱋﱌﱍﱎﱏﱐﱑﱒﱠ الشعراء: 21، وقوله تعالى: ﱡﭐﳉﳊﳋﳌﳍﱠ عبس: 34.
· وجاءت ألفاظ بالوجهين مثل: شَجَّ رَاْسَهُ يَشُجُّهُ ويَشِجُّهُ بمعنى شَقَّهُ، ونَثَّ الخَبَرَ يَنُثُّهُ ويَنِثُّهُ بمعنى أَفْشَاهُ، ورَمَّهُ يَرُمُّهُ ويَرِمُّهُ بمعنى أَصْلَحَهُ. 2
· وشَذَّت أفعال عن القاعدة حيث جاءت مضمومة العين في المضارع مع لزومها، مثال ذلك: مَرَّ يَمُرُّ، وجَلَّ الرجل عن منزله يَجُلُّ بمعنى ارتحل 3، ومَنَّ يَمُنُّ نحو قوله تعالى: ﭐﱡﭐﲩﲪﲫﱠ المدثر: 6
____________________________
1 انظر: شذا العرف في فن الصرف لأحمد الحملاوي، ضبطه وعلق عليه علاء الدين عطية، ط5، 1423ه-2002م، دار ابن خلدون، ص37.
2 انظر: فتح الأقفال وحل الإشكال بشرح لامية الأفعال، ص 40.
3 المصدر نفسه، ص41.
1.1.2.1 أضرب الفعل الثلاثي المضعف: تنحصر أضرب الفعل المضعف في نوعين:
النوع الأول: ويأتي على فَعَلَ، يَفْعُلُ، أو فعل يَفْعِلُ.
· فَعَلَ، يَفْعُلُ مثال: "مَدَّ" (مَدَد) في قوله تعالى: ﭐﱡﭐﱲﱳﱴﱵﱶﱷﱸﱹﱺﱠ الرعد: 3، و "يَمُدُّ" (يَمْدُدُ) في قوله تعالى: ﭐﱡﭐﳂﳃﳄﳅﳆﳇﳈﳉﳊﳋﳌﳍﳎﳏﳐﳑﳒﳓﱠ لقمان: 27، و"أَزَّ"، "يَؤُزُّ" في قوله تعالى: ﱡﭐﱴﱵﱶﱷﱸﱹﱺﱻﱼﱠ مريم: 83، و"جَبَّهُ"، "يَجُبُّهُ" بمعنى قطَعَه وكذا "سَبَّهُ"، "يَسُبُّهُ" بمعنى قَطَعَهُ ويأتي أيضا بمعنى شَتَمَهُ و"بَدَّهُ"، "يَبُدُّهُ" بمعنى فَرَّقَهُ 1.
· وفَعَلَ، يَفْعِلُ مثال: ضَلَّ، يَضِلُّ ضد اهتدى في قوله تعالى: ﱡﭐﱴﱵﱶﱷﱸﱹﱺﱻﱼﱠ البقرة:108، وقوله تعالى: ﭐﱡﭐﱊﱋﱌﱍﱎﱏﱐﱑﱠ سبأ: 50، و"أَنَّ" العليل، "يَئِنُّ"، و"خَنَّ" صوتُه، "يَخِنُّ" أي خرج من أنفه في بكاء أو ضحك 2. وشذت ألفاظ جاءت بالوجهين مثال ذلك: "اَضَّهُ"، "يَؤُضُّهُ"، و"يَئِضُّهُ" بمعنى ألجأه، هذا بالنسبة للمتعدي أما اللازم فأمثلته هي: "أَبَّ"، "يَؤُبُّ" و"يَئِبُّ" إذا تهيأ للسفر، و"شَّدَّ" الرجل بمعنى عدا يَشُدُّ 3. ولم يأت المضعف من باب "فَعُلَ".
النوع الثاني: فَعِلَ، يَفْعَلُ مثال ذلك: "عَضَّ" (عَضِضَ)، "يَعَضُّ" (يَعْضَضُ) في قوله تعالى: ﭐﱡﭐﲘﲙﲚﲛ ﲜﲝﲞﲟﲠﲡﲢﲣﱠ آل عمران: 119، وقوله تعالى: ﭐﱡﭐﲇﲈﲉﲊﲋﲌ ﲍﲎﲏﲐﲑﱠ الفرقان: 27.
2.2.1 المضعف الرباعي: وهو ما كانت فاؤه ولامه الأولى من جنس وعينه ولامه الأخيرة من جنس آخر مثل: زلزل ودمدم وعسعس قال تعالى: ﱡﭐﲉﲊﲋﱠ التكوير: 17، وقال تعالى ﭐﱡﭐﲅﲆﲇﲈﲉﲊ ﲋﱠ الشمس:14، وقال تعالى:ﭐ ﱡﭐﱵﱶﱷﱸﱠ الزلزلة: 1، والمضارع منه على "يُفَعْلِلُ" نحو "يُعَسْعِسُ"، "رَعْرَعَ" الله الغلام: أنبته، "رَفْرَفَ" الطائر: حرَّك جناحيه، "حَصْحَصَ" الحق: ظَهر الحق، "رَجْرَجَ" المرأة: كَفَلها 4 فإذا كان الحرف مكررا زائدا فلا يعد الفعل مضعفا كعظّم.
____________________________
1 انظر: فتح الأقفال وحل الإشكال بشرح لامية الأفعال، ص37 و38.
2 المصدر نفسه، ص35 و36.
3 المصدر نفسه، ص41.
4 كتاب الأفعال لابن القطاع (أبي القاسم علي بن جعفر)، ضبطه إبراهيم شمس الدين، ط1: 1424ه-2003م، دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان، ص221.
3.1 المهموز: وهو ما كان أحد أصوله همزة وهو على ثلاثة أقسام:
1.3.1 مهموز الفاء بأضربه الثلاث: (فَعَلَ، يَفْعُلُ) و (فَعِلَ، يَفْعَلُ) و (فَعُلَ، يَفْعُلُ).
· مثال: "فَعَلَ"، "يَفْعُلُ" وحكمه حكم الصحيح نحو: "أَخَذَ"، "يَاْخُذ" و"أَكَلَ"، "يَاْكُلُ" في قوله تعالى:
ﱡﭐﱒﱓﱔﱕﱖﱗﱘﱙﱠ الأعراف: 150، وقوله تعالى: ﭐﱡﭐﲓﲔﲕﲖﲗﲘﲙﲚ ﲛﲜﲝﲞﲟﲠﱠ البقرة: 255.
· مثال: "فَعِلَ"، "يَفْعَلُ" وحكمه حكم الصحيح نحو: "أمن"، "يأمن" في قوله تعالى: ﭐﱡﭐﱌﱍﱎ ﱏﱐﱑﱒﱓﱔﱕﱖﱗﱠ البقرة: 283، وقوله تعالى: ﭐﱡﭐﱨﱩﱪﱫﱬﱭ ﱮﱯﱰﱱﱲﱠ الأعراف: 99.
· مثال: "فَعُلَ"، "يَفْعُلُ" نحو "أَدُبَ"، "يَاْدُبُ" 1.
2.3.1 مهموز العين بأضربه الثلاث: (فَعَلَ، يَفْعَلُ) و (فَعِلَ، َفْعَلُ) و (فَعُلَ، يَفْعُلُ).
· مثال: "فَعَلَ"، "يَفْعَلُ": "سَاَلَ"، "يَسْأَلُ" في قوله تعالى: ﱡﭐﲞﲟﲠﲡﱠ المعارج:1، وفي قوله تعالى: ﭐﱡﭐﲕﲖﲗﲘﲙﲚﲛﲜﲝﲞﱠ النساء: 153.
· مثال: "فَعِلَ"، "يَفْعَلُ": "سَئِمَ"، "يَسْأَمُ"، كما في قول الشاعر زهير بن أبي سلمى: _ بحر الطويل _
سَئِمتُ تكاليف الحياةِ ومَنْ يَعِشْ ثمَانين َ حَولاً لا أبا لَكَ يَسْأم2
· مثال: "فَعُلَ"، "يَفْعُلُ": "ضَؤُلَ"، "يَضْؤُلُ" 3.
3.3.1 مهموز اللام بأضربه الثلاث: (فَعِلَ، يَفْعَلُ) و (فَعَلَ، يَفْعَلُ) و (فَعُلَ، يَفْعُلُ).
· مثال: "فَعِلَ"، "يَفْعَلُ": "ظَمِىء"، "يَظْمَأُ" في قوله تعالى: ﭐﱡﭐﲀﲁﲂﲃﲄﲅﱠ طه: 119.
· مثال: "فَعَلَ"، "يَفْعَلُ": "بَدَاَ"، "يَبْدَاُ" في قوله تعالى: ﭐﱡﭐﲅﲆﲇﲈﲉﲊﲋﲌﲍﲎﲏﱠ يوسف: 76، وفي قوله: ﭐﱡﭐﲎﲏﲐﲑﲒﲓﲔﲕﲖ ﲗﲘﲙﱠ يونس: 4.
· مثال: "فَعُلَ"، "يَفْعُلُ": "بَطُؤَ"، "يَبْطُؤَ" 4.
_____________________
1 نزهة الطرف، ج2، ص456.
2 شرح المعلقات السبع للزوزني (عبد الله الحسن بن أحمد)، تح: محمد الفاضلي، ط1، 1418ه -1998م، المكتبة العصرية، بيروت، ص123.
3 نزهة الطرف، ج2، ص456.
4 المصدر نفسه. ج2، ص456.
2. الفعل المعتل 1: وهو ما كان أحد حروفه الأصلية حرف علة (الألف، الواو، الياء) وهو أنواع:
المثال، الأجوف، الناقص، اللفيف المفروق واللفيف المقرون. وسيأتي الحديث عن هذه الأفعال مفصلا في الدرس التالي.
نماذج من الأسئلة
س1: عرف الفعل الصحيح والمعتل.
س2: ماهي أقسام الفعل الصحيح مع التمثيل؟
_________________________
1 انظر: التطبيق الصرفي، عبده الراجحي، د/ط، د/ت، دار النهضة العربية للطباعة والنشر- بيروت، ص23.
الدرس الرابع: الفعل المعتل (المثال/ الأجوف/ الناقص/ اللفيف)
1. الفعل المعتل: وهو ما كانت أحدُ حروفه الأصلية حَرفَ علة، وهو أنواع باعتبار موضع الاعتلال:
1.1 المثال 1: أو ما يسمى "بالواوي" 2 أو "المعتل الفاء" وسُمِّي بذلك؛ لأنه يماثل الصحيح في عدم إعلال ماضيه نحو: "وَعَدَ"، "وَرِثَ" في قوله تعالى: ﭐﱡﭐﱙﱚﱛﱜﱠ النساء: 95، وقوله تعالى أيضا: ﭐﱡﭐﲁﲂﲃﲄﲅﲆﲇﱠ إبراهيم: 22، وكذا قوله تعالى: ﭐﱡﭐﱟﱠﱡﱠ النمل: 16.
2.1 الأجوف 3: ويطلق عليه اسم المعتل العين وسُمِّي بذلك لخلو جوفه من الحرف الصحيح، ويأتي على "فَعَلَ"، و"فَعِلَ" و"فَعُلَ" مثال: "قَالَ" و"حَاقَ" و"خَافَ" و"هَاب" و"طَالَ"، نحو قوله تعالى: ﱡﱔﱕﱖﱗﱘﱙﱚﱠ البقرة: 260، وقوله تعالى: ﭐﱡﭐﳏﳐﳑﳒﳓ ﳔﱠ النحل: 34، وكذا قوله تعالى: ﭐﱡﭐﲲﲳﲴﲵﲶﲷﱠ فاطر: 43، وكذا قوله تعالى: ﭐﱡﭐﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉﱊﱋﱌﱠ البقرة: 182.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "خَيْرُ النَّاسِ مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وحَسُنَ عَمَلُهُ " 4.
ومضارع هذه الأفعال "يَقُول" كما في قوله تعالى: ﭐﭐﱡﭐﲴﲵﲶﲷﲸﲹﲺﲻﲼﲽ ﱠ البقرة: 214، وقوله تعالى: ﭐﭐﱡﭐﲲﲳﲴﲵﲶﲷﱠ فاطر: 43.
ومثال "يَخَافُ" قوله تعالى: ﱡﭐﳆﳇﳈﳉﳊﳋﳌﳍﳎﳏﳐﱠ طه: 112، وقوله تعالى: ﭐﱡﭐﳑ ﳒﳓ ﳔﳕﳖﳗﳘﱠ الجن: 23.
3.1 الناقص 5: أو ما يسمى بالمعتل اللام، وسُمِّي بذلك لنقصانه بحذف آخره في بعض التصاريف مثل: غَزَت، وهو على ثلاثة أنواع: معتل اللام بالواو ومعتل اللام بالياء، ومعتل اللام بالألف، مثال ذلك: "سَجَا" و"قَضَى" و"رَضِيَ" أو نهَاه يَنْهَاه، نحو قوله تعالى: ﭐﱡﭐﱹﱺﱻﱼﱽﱠ الضحى: 1-2، وقوله تعالى: ﭐﱡﭐﱆﱇﱈﱉﱊﱋﱌﱍﱎﱠ النمل: 78، وقوله تعالى: ﭐﱡﭐﱩﱪﱫﱠ غافر: 20، وقوله تعالى: ﭐ ﱡﭐﲋﲌﲍﲎﱠ الضحى: 5، وكذا في قوله تعالى: ﭐﭐﱡﭐﲲﲳﲴﲵﲶﲷﲸﲹﲺﱠ النازعات: 40، وكذا قوله تعالى: ﭐﭐﱡﭐﲬﲭﲮﲯﲰﲱﲲﱠ العلق: 9-10.
___________________
ارتشاف الضرب من لسان العرب لأبي حيان الأندلسي، تح: مصطفى أحمد النماس، ط1، 1408ه - 1987م، مطبعة المدني- مصر، ج1، ص79 و80.
2 الغالب في هذا النوع هو اعتلاله بالواو، وهو كثير في اللغة، وأما المثال اليائي فقليل وأمثلته محصورة في (يَئِسَ، يَبِسَ، يَقِظَ...)، انظر: هامش شذا العرف، ص37.
3 ارتشاف الضرب، ج1، ص79. وانظر: شذا العرف، ص38.
4 سنن الترمذي، ج4، ص565.
5 شذا العرف، ص38.
4.1 اللفيف 1: ويطلق على الفعل المعتل بحرفين وهو نوعان:
1.4.1 اللفيف المقرون: وهو ما اعتُلَّت عينه ولامه، وسُمي بذلك لاقتران حرفي العلة بعضهما ببعض 2 مثال ذلك طَوَى – يَطْوِي، كما في قوله تعالى: ﱡﭐﱘﱙﱚﱛﱜﱝﱠ الأنبياء: 104، وحَيِيَ-يَحْيى، في قوله تعالى: ﭐﱡﭐﲀﲁﲂﲃﲄﱠ الأنفال: 42، ونَوَى - يَنْوِي، جاء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الأَعْمَال بالنية ولِكُلِّ اِمْرئ مَا نَوَى" 3، و"لَوَى" في قوله تعالى: ﭐﱡﭐﱠﱡﱢﱣﱤﱥﱦﱧﱨﱩﱠ النساء: 135، و"وَعَى" و"حَوَى".
2.4.1 اللفيف المفروق: أو المعتل الفاء واللام، وسُمي بذلك لكون الحرف الصحيح فارقا بين حرفي العلة 4 نحو: "وَفَى"، و"وَقَى"، و"وَعَى"، قال تعالى: ﱡﭐﲂﲃﲄﲅﲆﲇﲈﲉﲊﲋﲌﱠ غافر: 45، وقال تعالى أيضا: ﭐﱡﭐﱦﱧﱨﱩﱪﱠ النحل: 81.
نماذج من الأسئلة:
س1: ما المقصود بالمصطلحات الآتية:
المُضَعَّفْ، السَّالِم، المهموز، الأجوف، الناقص، اللفيف المفروق واللفيف المقرون
_____________________
1 ارتشاف الضرب، ج1، ص79. وانظر: نزهة الطرف، ج2، ص410.
2 شذا العرف، ص38.
3 صحيح البخاري، ج1، ص 21.
4 شذا العرف، ص38.
الدرس الخامس: المجرد والمزيد
ينقسم الاسم والفعل باعتبار الزيادة والتجرد إلى قسمين: المجرّد والمزيد فما معنى المجرّد؟ وما معنى المزيد؟ وما هي الأسماء المجرّدة؟ وما هي الأفعال المجرّدة؟ وما الأسماء المزيدة؟ وما الأفعال المزيدة؟
1. المجرد: مصطلح يطلق على كل لفظ عرِي من الزيادة اسما كان أم فعلا، أو " ما كانت جميع حروفه أصلية "لا يسقط حرف منها في تصاريف الكلمة بغير علة" ويضم قسمين:
1.1 قسم الأسماء: ويشتمل على ثلاثة أنواع من الأبنية.
1.1.1 أبنية الثلاثي المجرد من الأسماء:
عد علماء الصرف منها عشرة مشهورة، مستعملة واثنين منها نادرين وهما "فُعِل": مثل "دُئِل" و"فِعُل": مثل "حِبُك" في قراءة قوله تعالى: ﭐﱡﭐﱁﱂﱃﱠ الذاريات: 7 1، وهي قراءة شاذة 2، والأبنية 3 هي:
· "فَعْل": "كَصَقْر": اسم لطائر من الجوارح، و"َضَخْم": صفة، و"َقْتل": مصدر للفعل قَتَلَهُ.
· "فِعْل": "كإِفكٍ": مصدر أَفِكَ يَأْفَكُ، و"نِضْو": صفة، و"ِرجْل": اسم جنس.
· "فُعْل": "كقُفْل": اسم آلة، و"نُبْل": مصدر نَبُلَ، و"حُلْو": صفة. من حلا يحلو
· "فَعَل" كجَبَل": اسم لشيء، و"مَرَضٍ": مصدر للفعل مَرِضَ، و"بَطَل": صفة.
· "فَعِلٍ": "كفَخِذ": اسم، و"لَعِب": مصدر من الفعل لَعِبَ، و"فَطِن": صفة.
· "فَعُل": ويكون اسما وصفة فالاسم "كرَجُل"، و"عَضُدٍ"، وصفة "كيَقُظٍ "و"حَذُر".
· "فِعِل": ويكون اسما وصفة فالاسم: "كإِبِل"، والصفة: "كإِطِل" و"إِبِد": متوحشة و"بِلِز": الضخمة، وقيل أصلها التسكين (تسكين العين) ثم حُرِّكت للإتباع.
· "فِعَل": ويكون اسما وصفة فالاسم نحو: "عِنَب"، والصفة: "كعِدَى" (قوم عدًى).
· "فُعُل" "كجُنُب" و"جُرُز" و"دُبُر".
· "فُعَل": "كهُدًى" و "تُقًى" و"قُرًى": جمع قَرية.
_______________________
انظر: المنصف، ج1 ص 20.
2 "ورويَ عن أبي مالك الغفاري: الحِبُك بكسر الحاء وضم الباء، يقول ابن جني وأمّا الحِبُك... فأحسِبُه سَهْوا. وذلك أنه ليس في كلامهم فِعُل أصلا، بكسر الفاء وضم العين وهو المثال الثاني عشر من تركيب الثلاثي، فإنه ليس في اسم ولا فعل أصلا والبتة. أو لعلّ الذي قرأ به تداخلت عليه القراءتان بالكسر والضم... فكأنه كسر الحاء يُريد الحِبك، وأدركه ضمُّ الباء على صورة الحُبُك". انظر: المحتسب، ج2، ص287، وانظر: شرح الألفية لابن مالك للحسن بن قاسم المرادي، ج2، ص448 و449.
3 انظر: الممتع في التصريف، ج1، ص 60.
2.1.1 أبنية الأسماء الرباعية المجردة عن الزيادة:
تجيء الأسماء الرباعية على ستة أبنية (أمثلة): خمسة مُجمَع عليها من أهل العربية والسادس اُخْتُلِفَ فيه، وهي 1:
· "فَعْلَل": مثل "جَعْفَر"، و"سَلْهَب": الطويل.
· "فِعْلِل": مثل "قِرْطِم"، و"هِرْمِل".
· "فُعْلُلْ": "كبُرْثُنْ" (المخالب)، و"كفُلْفُلْ": اسم، و"كُنْدُرْ": الغليظ القصير الشديد.
· "فِعْلَل": "كدِرْهَم"، "هِجْرَع": أحمق.
· "فِعَلٌّ": "كفِطَحْل": اسم زمن قديم، "سِبَطْر"، و"قِمَطْرٌ": اسم لوعاء الكتب.
· "فَعْلِلْ": ولم يجئ منه إلا "طَحْرِبَة": وهي القطعة من خرقة 2.
3.1.1 أبنية الأسماء الخماسية المجردة: وأبنيتها أربعة متفق عليها وهي 3:
· "فَعَلَّل": ويكون في الاسم والصفة مثل: "سَفَرْجَل"، و"شَمَرْدَل": الطويل
· "فُعَلِّل": ويكون فيهما فالاسم نحو: "خُزَعْبِل": الفكَّاهُ، ويلحقون به التاء "خُزَعْبِلَةٌ"، و"قُذَعْمِلَةٌ": الناقة الشديدة.
· "فِعْلَلٌّ": مثل "ِقرْطَعْبٌ": القطعة من الخرقة، و"جِرْدَحْلٌ": الضخم من الإبل.
· "فَعْلَلِلْ": مثل "جَحْمَرِشْ"، و"قَهْبَلِسْ": الأبيض الذي لا تعلوه كُدرة.
أما الفعل فلم يرد خماسيا أصالة لأن الزوائد تلزمه للمعاني نحو: حروف المضارعة، فكرهوا أن يلزمه ذلك على طوله، والأفعال أقعد في الزوائد من الأسماء لأنها تنقلها من حال إلى حال 4.
2.1 قسم الأفعال: ويشتمل على نوعين من الأبنية:
1.2.1 الثلاثي المجرد: يأتي على ضربين فعل مبني للفاعل، وفعل مبني للمفعول، فالمبني للفاعل يأتي على ثلاثة أضرب:
· "فَعَلَ" ويأتي منه المتعدي واللازم فمن الأول "ضَرَبَ"، و"قَتَلَ" ومن الثاني: "جَلَسَ"، و"قَعَد".
· "فَعِلَ": يكون متعديا "كشَرِبَ"، و"رَكِبَ"، وغير متعدٍ نحو: "سَلِمَ"، و "ندم".
· "فَعُلَ": ولا يكون إلا لازما؛ لأنه يختص بالصفات والخصال والسجايا مثل: "ظَرُفَ"، و"شَرُفَ".
_________________________
1 انظر: الممتع في التصريف، ج1، ص 66-68، وانظر: المنصف لابن جني، ج1، ص 28.
2 الممتع في التصريف، ج1، ص67. (الهامش).
3 المصدر نفسه، ج1، ص70.
4 انظر: المنصف لابن جني، ج1، ص 30.
فجميع الأفعال الثلاثية الماضية لا تكون عين الفعل منها إلا متحركة، وإن سكنت فلعلة دخلتها وأصلها الحركة فهذه الأمثلة هي المبنية للفاعل.
وأما الفعل المبني للمفعول فعلى مثال واحد وهو "فُعِلَ" نحو: "ضُرِبَ" و"قُتِلَ" وهو منقول عن "ضَرَبَ" و"قَتَلَ" و"شُرِبَ" منقول من "شَرِبَ"، ولا يمكن نقل "كَرُمَ" إلى "كُرِمَ" لأنه لا ينقل إلى المتعدي بنفسه.
2.2.1 الرباعي المجرد: هو ما كانت حروفه الأربعة أُصُولا، وله ميزان واحدٌ "فَعْلَلَ": كحَشْرَجَ عند الموت أي غَرْغَرَ.
و"دَرْبَخَ": طَأطأ رأسه، وعَرْبَدَ: أساء خلقه على نديمه، وبرْطَم: عَبَس وجهه غَضَبا، وخَصْرَمَ: لحن في كلامه. هذا بالنسبة للازم أما المتعدي فقولك: قَرْضَبَه: قَطَعَه 1، مُرادفه: رَعْبَلْتُ اللحم أي قَطَعْتُهُ 2، ونبّه صاحب الشرح الكبير أي يحرق أن ابن مالك قال في التسهيل 3، وقد يُصَاغ الفعل الرباعي من:
· اسم رباعي يعمل بما سَمَّاه أي اتخاذه أي عَمَلُ الشيء: نحو قمطرت الكُتُب أي اتخَذتُ لها قِمَطِرا بمعنى أن الفعل "قَمْطَرَ" بوزن فعلل أُخذ من الاسم قِمَطْر وهو وعاء الكتب، وقَنْبَلتُ الخيل وجَحْفَلْتُها أي جعلتها قنابل وجحافل وهي للطائفة منها نحو الأربعين، فقنبل وجحفل أُخِذا من القُنْبُلة، والجحفل وهما اسمان.
· أو يُصَاغ من محاكاة الشيء: عقربت الصَّدْغَ أي لَوَيْتُه كالعَقْرَبْ، وحَنْظَل الرجلُ وعَلْقَم أي أشبه طَعْمُهُ الحَنْظَل والعلقم في طَبْعِه والحَنْظَلُ والعَلْقَم: شَجَران مُرَّان.
· يُصَاغُ من الشيء (مثلا الفلفل) الذي يُجْعَل في الشيء: تَفَلْفَلتُ الطَّعَام وكَزْبَرْتُهُ إذا وضعتُ فيه الفُلْفُل والكُزْبَرَة، وعَصْفَرَ الثَّوبُ: إذا صَبَغَهُ بالعُصْفُرِ وهو صِبَاغ.
· يُصَاغ من الشيء لإصابته الشيء أو لإظهاره: كَعَرْقَبَهُ وحَلْقَمَهُ أي أصاب عُرْقُوبَهُ وحُلْقُومَه.
· يصاغ من الشيء الذي يصاب به فيكون آلة كَعَرْفَصَهُ: أي ضَرَبَه بالعِرْفَاص وهو السَّوط.
· أن يُصاغ من الشيء الذي يظهر في الشيء كصياغة الفعل عَسْلَج من عَسَاليج الشجرة فنقول: عَسْلَجَت الشجرة إذا أظهرت عَسَاليجها.
وأَضَاف "بُحْرُقْ" نقيض أَظْهَر في عسْلَجَت الشجرة وهو السِّتْر: في قَرْمَدْتُ البنَاء أي طَلَيْتُهُ بالقَرْمَد وهو الجَصُّ.
وسَرْدَقْتُ البيتَ: جَعَلْتُ لهُ سُرَادِقًا وهو البناء المحيط بصحن البيت 4 وسَرْبَلْتُ الرَّجُلَ: ألبسته سربالا والحقيقة أن هذا يندرج تحت الأسماء التي يؤخذ منها الفعل كما في قِمَطْر.
____________________________
1 انظر: فتح الأقفال وحل الإشكال بشرح لامية الأفعال، ص11.
2 كتاب الأفعال، ص222.
3 نقلا عن فتح الأقفال وحل الإشكال، ص12 و14 و15.
4 المصدر نفسه، ص15.
وبَرْقَعَهُ وبَرْنَسَهُ: ألبسه البُرْقُع والبُرْنُس، وقد يصاغ من مركّبٍ اختصارا؛ أي يُنْحَتُ من مركبات وهذا المركب يكون جملة اسمية أو فعلية مثال ذلك:
بَسْمَلَ نُحِتَ من بسم الله، وحَمْدَلَ نُحِتَ من الحمد لله، وحَوْقَلَ من لاحول ولا قوة إلا بالله، وفَذْلَك حسابه أي أَجْمَلَه بقوله فذالك كذا.
نخلص إلى أن الرباعي إمَّا يكون أصيلا في الوضع كَدَحْرَجَ أو مأخوذا من أسماء الأعيان كما رأينا أو منحوتا.
ونشير إلى أن الثلاثي المزيد بحرف يطلق عليه تجوُّزًا الفعل الرباعي نحو: أَكْرَم/ وقَاتَل/ وغَلَّقَ، وهذا وإن كان بوزن الرباعي فهو غير ملحق به. لأن مَصْدَرَه مُخَالف لمصدر الرباعي مثال ذلك: دَحْرَجْتُ الحَجرَ، أُدَحْرِجُهُ دَحْرَجَةً بوزن فَعْلَلَةً.
أمّا مصدر الثلاثي المزيد بحرف فبخلاف ذلك إذ نقول: إكْرَامًا بوزن إفْعَالٍ، ومُقَاتَلَة بوزن مُفَاعَلة، وتَغْلِيقًا بوزن تَفْعِيل.
والفعل الرباعي المجرد على نوعين: الرباعي الصحيح والرباعي المعتل.
1.2.2.1 الرباعي الصحيح: هو ما خلت أصوله من حرف علةٍ (ألف، واو، ياء)، وهو على أقسام ثلاثة:
· السالم: وهو ما سلمت حروفه الأصول من الهمز والتضعيف كَسَرْبَلْتُ الرّجُل، أي ألبسته السِّرْبال وهو القميص 1، فَسَرْبَلَ: بوزن فَعْلل وهو مأخوذ من السِّرْبال. (اسم عين).
· المهموز: وهو ما كان أحد حروفه همزة مثال ذلك: رَهْبَأَ بمعنى اختلط. 2
· المضاعف أو المضعّف: وهو ما كانت فاؤه ولامه الأولى من جنس، وعينه ولامه الثانية من جنس كدَمْدَمَ في قوله تعالى: ﭐﱡﭐ ﲇﲈﲉﲊﲋ ﱠ الشمس: 14، وعَسْعَسَ في قوله تعالى: ﭐﱡﭐ ﲉﲊﲋﱠ التكوير: 17.
2.2.2.1 الرباعي المضعف المعتل 3:
وهو ما كانت لامه الأولى من جنس فائه (حرف علّة)، ولامه الثانية من جنس عينه كما جاءت لام رَددت من جنس عينه، فهو في الأربعة نظير ("رَدَدت في الثلاثة) وذلك نحو: قَوْقَيْتُ 4، التي أصلها قَوْقَوت حيث أبدلت الواو الأخيرة (الرابعة في الميزان) ياءً، لوقوعها طَرَفا رابعة، لعلة كراهية اجتماع الأمثال؛ أي الواو عين الكلمة مع الواو الواقعة لَاما في الكلمة (فَعْلَلْتُ).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 كتاب الأفعال، ص222.
2 المصدر نفسه، ص222.
3 الممتع في التصريف، ج2، ص590 و591.
4 فوقيت: من فوقت الدجاجة إذا صاحت، انظر: هامش الممتع، ج2، ص590، وانظر: المنصف لابن جني، ج2، ص169.
انظر التقطيع:
قَ |
وْ |
قَ |
وْ |
ت |
فَ |
عْ |
لَ |
لْ |
ت |
ومثلها ضَوْضَيْتُ 1 التي أصلها ضَوْضَوْت.
· الرباعي المضعف المعتل بالياء: نحو: حَاحَيْتُ وعَاعَيْتُ، وهَاهَيْتُ وكلها بمعنى صَوَتُّ بالغنم، إذا ناديت عليها.
وأصلها: "حَيْحَيْتُ" و"عَيْعَيْتُ" و"هَيْهَيْتُ" حيث أبدلت الياء الواقعة عَيْنا في الكلمة "فَعْلَلْتُ" ألفا لعلة كراهية اجتماع الأمثال. وهي اجتماع الياء عين الكلمة مع الياء لام الكلمة الأخيرة في "فَعْلَلْت".
حَ |
يْ |
حَ |
يْ |
ت |
فَ |
عْ |
لَ |
لْ |
ت |
العين تمثل الياء الأولى اللام الأخيرة تمثل الياء الثانية في الكلمة
وقد استدل النحاة على أن قَوْقَيْت بوزن فَعْلَلْت الرباعي لكثرة أمثلة هذا النوع من الأفعال، كما دل أن حَاحيت وأمثالها على أنها فَعْلَلْتُ، أن مصدرها (حِيحَاء وعِيعَاء) بمنزله السِّرْهاف من سَرْهَفْتُه إذا نعَّمْتَهُ وأحسنت غَذاءه، وقولهم أيضا الحاحاة بمنزلة الدَّحْرجة 2.
ملاحظة: لم تجئ الواو أصلا في بنات الأربعة غير المضَعَّفَ 3.
2. المزيد: مصطلح يطلق على اللفظ الذي زيدت على حروفه الأصلية حروف زائدة تعرف بحروف "سألتمونيها"، أو تزاد من جنس الحروف الأصول (وهي كل حروف الهجاء) وهذه الزيادة قد تكون بحرف، أو حرفين، أو ثلاثة، أو أربعة أحرف وقد ينتهي اللفظ إلى سبعة أحرف وهو أقصى ما ينتهي إليه المزيد: مثل اشْهِيبَاب من اشْهَابَّ وتلحق الزيادة الاسم كما تلحق الفعل.
1.2 المزيد من الأسماء: تلحق الزيادة الأسماء الثلاثية والرباعية والخماسية.
1.1.2 الاسم الثلاثي المزيد: قد تلحق الثلاثي زيادة واحدة أو زيادتان فأكثر.
__________________________
1 ضوضيت: من الجلبة والضوضاء، انظر: هامش الممتع، ج2، ص590، انظر: المنصف، ج2، ص169.
2 انظر الممتع في التصريف، ج2، ص591 و592. وانظر: المنصف، ج2، ص170 – 178.
3 الممتع في التصريف، ج2، ص595.
1.1.1.2 الاسم الثلاثي المزيد بحرف واحد 1: تكثر الزيادة بحرف في الأسماء ولكثرتها نتخير منها بعض الأمثلة.
· المزيد بحرف الهمزة، مثال "أَفْعَلْ" نحو: أَيْدَعْ: ومعناه الزعفران، وأبيض.
· مثال "إِفْعِلْ" نحو: إِثْمِدْ: ومعناه حجر يكتحل به.
· المزيد بحرف التاء، مثال "تُفْعُلْ" نحو: تُتْفُلْ: ولد الثعلب، وتَنْضُبْ وهو نوع من الشجر.
2.1.1.2 الاسم الثلاثي المزيد بحرفين 2: تلحق الزيادة بحرفين الاسم الثلاثي وتكون إما مجتمعة أو مفترقة.
· مثال زيادة الهمزة والألف في "أُفَاعِلْ" نحو: أُحَامِرْ: اسم موضع، وأٌبَاتِرْ: الذي يقطع رحمه، ولم يسمع في الصفة إلا هذه، و"أَفَاعِلْ" نحو: أَجَادِلْ، جمع مفرد أَجْدَلْ: وهو الصقر.
· مثال زيادة الميم والألف في "مَفَاعِلْ" نحو: مَنَابِرْ: جمع مفرد مِنْبَر.
· مثال زيادة التاء والواو في "تَفَعُّلْ" نحو: تَنَوُّطْ: اسم طائر.
· مثال زيادة الياء والواو في "فَيْعٌولْ" نحو: خَيْشُومْ.
3.1.1.2 الاسم الثلاثي المزيد بثلاثة أحرف 3: وتأتي هذه الحروف الزائدة إما مجتمعة أو مفترقة.
· مثال المفترقة:
- "إِفْعِيلَى" بزيادة همزة وياء وألف، نحو: إِهْجِيرَى: الدَّأَبُ والعادة.
- "تَفَاعِيلْ" بزيادة تاء وألف وياء، نحو: تَجَافِيفْ جمع مفرد تِجْفَافْ: آلة للحرب يُتَّقى بها.
· مثال المجتمعة: "فِعْلِيَاءٌ" بزيادة الياء والألف والهمزة، نحو: كِبْرِيَاءْ.
4.1.1.2 الاسم الثلاثي المزيد فيه أربعة أحرف 4: ويكون على:
- "افْعِيلَالْ" ولم يأت إلا مصدرا، نحو: احْمِيرَارْ.
- "فَاعُولاءْ" نحو: عَاشُورَاءْ (وهذا قليل).
2.1.2 الاسم الرباعي المزيد: وتكون الزيادة فيه إما بحرف أو حرفين أو ثلاثة أحرف.
1.2.1.2 الرباعي المزيد بحرف: تلحق الزيادة الاسم الرباعي من أوله إذا كان اسم فاعل أو اسم مفعول مثل: مُدَحْرِج ومُدَحْرَج، وما عدا ذلك من الأسماء الرباعية فتلحقها الزيادة بعد الفاء وبعد العين وبعد اللام الأولى وبعد اللام الأخيرة، مثال:
· "فَنَعْلُل" نحو: كَنَهْبُل: شجر عظام.
· "فُعَالِل" نحو: جُخَادِب: ضرب من الجنادب.
________________________
1 الممتع في التصريف، ج1، ص82-93.
2 المصدر نفسه، ج1، ص94-126.
3 المصدر نفسه، ص134.
4 المصدر نفسه، ص148.
2.2.1.2 الاسم الرباعي المزيد فيه حرفان 1: مثال:
· "فَيْعَلُول" نحو: خَيْثَعُور ومعناه السراب.
· "فَنْعَلِيل" نحو: مَنْجَنِيق.
3.2.1.2 الاسم الرباعي المزيد فيه ثلاثة أحرف 2: ويأتي على مثال:
· "فُعَيْلُلَانِ" نحو: عُرَيْقُصَانِ: اسم نبات.
· "فَعْلَالَاء" نحو: بَرْنَاسَاء ومعناه الناس.
· "فُعْلُلاَّنِ" نحو: ثُعْلُبَّانِ ومعناه ذكر الثعالب ويخفف ثُعْلُبَان.
3.1.2 الاسم الخماسي المزيد: تلحقه زيادة واحدة فيصير على مثال:
· "فَعْلَلِيل" نحو: خَنْدَرِيس ومعناه: الخمر ودَرْدَبِيس (صفة) ومعناه: الشيخ الهرم.
2.2 المزيد من الأفعال: تنقسم الأفعال من حيث الزيادة إلى ثلاثي مزيد ورباعي مزيد.
1.2.2 الفعل الثلاثي المزيد: ينقسم الفعل الثلاثي المزيد إلى ثلاثة أقسام: قسم جاء على وزن الرباعي ملحق به، وقسم جاء
على وزن الرباعي غير ملحق به، وقسم لم يأت على وزنه.
1.1.2.2 القسم الذي جاء على وزن الرباعي وألحق به 3: ويضم الثلاثي المزيد بحرف والمزيد بحرفين كما هو موضح في الجدولين التاليين:
· أمثلة المزيد بحرف:
الصيغة الفعلية |
فَيْعَلَ |
فَعْلَلَ |
فَوْعَلَ |
المثال |
بَيْطَرَ |
جَلْبَبَ |
حَوْقَلَ الرجل إذا ضعف وشاخ. |
· أمثلة المزيد بحرفين:
الصيغة الفعلية |
تَفَيْعَلَ |
تَفَعْلَتَ |
تَفَعْلَلَ |
المثال |
تَشَيْطَنَ |
تَعَفْرَتَ |
تَمَسْكَنَ |
________________________
1 الممتع في التصريف، ص158.
2 ويراد بالملحق به ما وافق مصدره مصدر الفعل الرباعي الأصيل مثل: بيطرة، كدحرجة.
3 الممتع في التصريف، ج1، ص154.
2.1.2.2 القسم الذي جاء على وزن الرباعي وغير ملحق به ويتمثل في:
الصيغة الفعلية |
أَفْعَلَ |
فَاعَلَ |
فَعَّلَ |
المثال |
أَكْرَمَ |
ضَارَبَ |
قَتَّلَ |
الصيغة الفعلية |
انْفَعَلَ |
افْتَعَلَ |
اسْتَفْعَلَ |
افْعَلَّ |
افْعَالَّ |
افْعَوَّلَ |
افْعَوْعَلَ |
المثال |
انْطَلَقَ. |
اقْتَدَرَ |
اسْتَخْرَجَ. |
احْمَرَّ |
احْمَارَّ |
اعْلَوَّطَ |
اغْدَوْدَنَ الشعر إذا طال |
3.1.2.2 القسم الذي لم يأت على وزن الرباعي مثال:
2.2.2 الفعل الرباعي المزيد 1: ويجيء على مثال: "افْعَنْلَلَ" نحو: احْرَنْجَمَ القوم إذا ازدحموا و"افْعَلَلَّ" نحو: اطْمَأَنَّ و"تَفَعْلَلَ" نحو: تَبَخْتَرَ. وسيأتي الحديث عنه لاحقا.
نماذج من الأسئلة
س1: أذكر أوزان الثلاثي المزيد بحرف الملحق بالرباعي، وأوزان الرباعي المزيد مع التمثيل.
________________________
1 الممتع في التصريف، ج1، ص178. وانظر: شذا العرف، ص53-57.
الدرس السادس: معاني المزيد بحرف (مزيد الثلاثي بحرف/ المعاني التي تزاد لها الهمزة)
تلحق الزيادة الاسم كما تلحق الفعل غير أنها في الفعل أكثر لتعلقها بمعاني خاصة، والزيادة تكون من حروف سألتمونيها أو تكون بتكرار حرف من الكلمة، كما تكون لهذه الزيادة مواضع: إذ تأتي مرة في موضع قبل الفاء، وأخرى بعد الفاء، ومرة تالية للعين، أو متأخرة عن اللام وهكذا.
مزيد الثلاثي بحرف: وتكون الزيادة فيه إما سابقة لحرف الفاء أو تالية له فأمّا الزيادة التي قبل الفاء فيمثلها بناء "أَفْعَلَ". 1. المعاني التي تزاد لها الهمزة "أَفْعَلَ": اعلم أن من المعاني 1 التي تزاد لها الهمزة، التعدية وهو المعنى الغالب، والصَّيْرُورة والحَيْنُونَة، والبلوغ وغيرها من المعاني التي سنأتي على ذكر بعضها.
1.1 التَّعْديَة: أو النقل كما يسميها الميداني (ت 518 ه): فالهمزة التي تلحق الفعل الثلاثي تفيد التعدية أو النقل، حيث تنقل الفعل من اللزوم إلى التعدِّي إلى مفعول أو مفعولين أو ثلاثة مفاعيل، فمثال الأول وهو كثير، ما جاء في قوله عز وجلّ: ﭐﱡﭐﱲ ﱳﱴﱵﱶﱷﱠ غافر: 11، وقوله تعالى: ﱡﭐﱬﱭﱮﱯﱰﱱﱲﱳﱴﱵﱶﱠ نوح: 17 – 18 "فنا" الضمير في "أَمَتَّنَا"، و"أحييتنا" مفعول لمعنى الجَعْل الذي استفيد من الهمزة، وتاء الضمير المدغمة في تاء الفعل الأصلية في محل رفع فاعِل الإماتة، هذا بالنسبة لأمتنا وأحييتنا أما المثال الثاني والمتمثل في "أَنْبَتَكُم" و"يُعِيدُكُم" و"يُخْرِجُكُم" ف"كُمْ" الضمير واقعة مفعولات للفعل أنبت وأعاد وأخرَج. أما الفاعل فيتمثل في الضمير المستتر في الأفعال المذكورة سابقا.
أمثلة على الفعل المتعدي إلى مفعولين أو ثلاث:
- عَلِمتُ زيدا مجتهدا، فزيدا مفعول أول، ومجتهدا مفعول ثان.
- قال تعالى: ﭐﱡﭐﲩﲪﲫﲬﲭﲮﲯﱠ البقرة: 167، يُريهم أَعْمَالَهم حَسَرات: "هم" في يُريهِم مفعول أول، وأعمالهم مفعول ثان، وحسرات مفعول ثالث، وكقولنا: أعلمتُ زَيْدًا خَالِدًا مُسَافِرًا، فزيدا مفعول أول، وخالدا مفعول ثان، ومسافرا مفعول ثالث.
2.1 الصَّيْرُورة: وهو أن يصير صاحب شيء، وهو صاحب ما اشْتُقَّ منه نحو: أَجْرَبَ الرَّجُلُ: إذا صار ذا جَرَبٍ 2 أو صار ذا إبلٍ جَرْبَى، وأّقْطَفَ النخل أي صار ذا نخيل تُقْطَفُ وأّخْبَثَ: صار ذا أصحاب خُبَثَاءٍ، وأَلْأَمَ: صار صاحب لؤم وفعله: لَؤُمَ لُؤْمًا وأَلامَ: صار صاحب قوم يلومونه وفعله لاَمَهُ، يَلُومُهُ، لَوْمًا.
3.1 الحَيْنُونَة والبُلُوغ: مثال: أَحْصّدَ الزَّرْعُ: أي بلغ الحَصَاد، ومعناه أيضا الاسْتِحْقَاقُ 3 أي استحق أن يُفعل به كذا.
_____________________
نزهة الطرف، ج1، ص 247 و261.
2 الكتاب، ج4، ص 59.
3 المصدر نفسه، ج4، ص 60.
4.1 مجيء الهمزة بمعنى وجدته بصفة كذا: تقول: أَحْمَدْتُ الرَّجُلَ أي وجدته محمودًا وأَبْخَلْتُهُ: وجَدْتُهُ بَخِيلاً أي مستحقا لذلك.
5.1 "أفعل" بمعنى "استفْعَل" 1: نحو: أعْظَمْتُهُ واستعظمته ويَصْلُحُ أن يكون وجَدْتُهُ عَظِيمًا، عَظُمَ الرَّجُلُ: أي جعله عظيما.
6.1 "أَفْعَلَ" مطاوعا "لفَعَّلَ": مثال ذلك: فَطَّرْتُهُ فَأَفْطَرَ، وبَشَّرْتُهُ فأَبْشَرَ وهذا قليل 2 وقد يأتي "أَفْعَلَ" مطاوعا "لفَعَلَ" مثال ذلك: أقْشَعَ السَّحَابُ بمعنى قشع وهذا رأي ابن مالك وأبي حيان وابن هشام 3.
7.1 أن يأتي بمعنى الدخول في الشيء: نحو "أَظْلَمَ": أي دخلنا في الظُّلْمَة أي في الظلام، ومثله: أَصْبَحَ: إذا دخل في الصَّباح.
8.1 مجيء "أَفْعَلَ" بمعنى كَثُرَ: أي إفادة الهمزة المزيدة قبل الفاء معنى كَثُرَ مثل: أَلْبَنَ الرَّجُلُ: إذا كثر عنده اللَّبَنُ، وكذلك أَشْحَمَ، وأَثْمَرَ كقوله تعالى: ﱡﲧﲨﲩﲪﲫﲬﱠ الأنعام: 99.
9.1 "التَّعْرِيض": وهي أن تُعَرِّضَهُ للأمر، مثال ذلك: أَقَتَلْتَهُ: إذا عرَّضْتَهُ للقتل قُتِلَ أو لم يُقْتَل، وأَقْبَرْتَهُ: أي جعلتَ له قَبْرًا قُبِرَ أو لم يُقْبَر وأسْقَيْتَهُ: جعلت له ماءً وسُقِيَا شرِبَ أو لم يَشْرَب، وأَشْفَيْته: وهبتُ له شِفَاءً 4 وتقول: سَقَيْتُهُ فَشَرِبَ وقَبَرْتُهُ: دَفَنْتُهُ، وشَفَيْتُهُ: أَبْرَاْتُهُ.
10.1 السَّلْبُ والإِزَالَةُ 5: تفيد الهمزة معنى السلب والإزالة في قولنا: أَشْكَيْتُهُ: إذا أزلتُ شِكَايَتَه، وأَعْجَمْت الكتاب: إذا أَزَلْتُ عُجْمَتَه.
11.1 مجيء "أَفْعَل" بمعنى "فَعَل": أي موافقا لمعنى الثلاثي: مثال ذلك أَشْغَلَهُ وشَغَلَهُ، وأَصَرَّ أُذُنَيْهِ، وصَرَّهَا 6.
يقول سيبويه (ت180 ه): "وقد يجيء فَعَلْتُ وأفْعَلْتُ بمعنى، إلا أن اللغتين اختلفتا، زعم ذلك الخليل (ت175ه)" 7 ومعنى ذلك أن فّعَلَ وأَفْعَلَ إذا جاءتا في لغة واحدة فالمعنى مختلف حتما، أما إذا وردتا في لغتين فالمعنى متفق وقد قال بهذا الرأي كثير من النحاة.
_____________________
1 شرح شافية ابن الحاجب، ج1، ص 86.
2 الكتاب، ج4، ص 58، انظر: شرح شافية ابن الحاجب، ج1، ص 92.
3 ارتشاف الضرب ج1، ص 84، انظر: نزهة الطرف، ج1، ص 111.
4 الكتاب، ج4، ص 59.
5 الخصائص، ابن جني (أبو الفتح عثمان)، تح: عبد الحكيم بن محمد، د/ط، د/ت، المكتبة التوفيقية، ج3، ص 53، انظر: شرح المفصل، ج7، ص 159.
6 نزهة الطرف، ج1، ص 259.
7 الكتاب، ج4، ص 61.
12.1 مجيء "أفعل" بمعنى الدعاء: كأَسْقَيْتُهُ: أي دعوت له بالسُّقيا، وهو في معنى سَقَّيْتُهُ، لأن الأكثر في باب الدُّعاء "فعَّل" و"أَفْعَلَ" داخل عليه في هذا المعنى يقول ذو الرُّمَّةِ - على بحر الطويل -
وَقَفْتُ على رَبْعٍ لِميَّةَ نَاقَتِي فَمَازِلْتُ أَبْكِي حَوْلَهُ وأُخَاطِبُهُ
وَأُسْقِيهِ حتَّى كَادَ ممَّا أُبِثُّهُ 1 تُكَلِّمُنِي أَحْـجَارُهُ ومَلاعِبُـهُ 2
والشاهد في البيت: أُسْقِيهِ مضارع أَسْقَى بمعنى أدعو له بالسُّقيا أي أقول: سَقَاكَ الله، ومثله: رَعَاكَ الله.
13.1 مجيء "أفعل" بمعنى التسمية: أي سمَّيتُهُ كذا وكذا، مثال ذلك: خَطَّأْتُهُ: سَمَّيْتُهُ مُخْطِئًا، وكَفَّرْتُهُ: سَمَّيْتُهُ كَافِرًا 3.
14.1 مجيء "أفعل" بمعنى أضاء: أشرقت الشمس: أَضَاءَتْ وشَرَقَت: طَلَعَتْ. وأَطْلَعْتُ: هَجَمْتُ، وطَلَعْتُ: ظَهَرْتُ وَبَدَوْتُ، والأغلب من هذه المعاني "النقل" كما يجئ لغير هذه المعاني 4.
نماذج من الأسئلة
س1: تأتي صيغة "فَاعَلَ" بمعنيين أذكرهما.
س2: تأتي "تَفَعَّلَ" على معان أذكرها.
____________________________
1 أُبِثُّهُ: أُخْبِرُهُ، من أَبَثَّهُ / يُبِثُّهُ، إِبْثَاثًا، كإِخْراجٍ من أَخْرَجَهُ يُخْرِجُهُ، وقس على ذلك.
2 شرح شافية ابن الحاجب، ج1، ص 92، انظر: الكتاب، ج4، ص 58، انظر: نزهة الطرف، ج1، ص 260.
3 الممتع في التصريف، ج1، ص 187.
4 نزهة الطرف، ج1، ص 187.
الدرس السابع: معاني المزيد بحرف (المعاني التي تزاد لها تضعيف العين/ معاني فَاعَلَ)
تكون الزيادة في الفعل الثلاثي بحرف من حروف الزيادة العشرة 1 وهي حروف "سألتمونيها"، كما تكون الزيادة من جنس الكلمة، فأمّا الزيادة من حروف سألتمونيها فتكون تالية لحرف الفاء نحو: قاتلته، وصالحته، وهاتفته بوزن: فَاعَلْتُه. وأمّا الزيادة من جنس الكلمة فتكون بتكرار حرف العين نحو: كَلَّم، وكَرَّمَ، وصَرَّف بوزن: فَعَّل.
1. المعاني التي تُضَعَّفُ لها عين الكلمة (فعَّل): من معاني الزيادة بتكرار الحرف الثاني من جنس الكلمة:
1.1 التَّكثير والمبالغة: وهذا هو المعنى الغالب في "فعَّل" مثال ذلك: قوله تعالى:ﭐ ﱡﭐﱈﱉﱊﱋﱌﱠ يوسف: 23، وكذا قوله تعالى: ﭐﱡﭐﱫﱬﱭﱠ القمر: 12، وقال الفرزدق 2 – بحر البسيط -
مَا زِلْتُ أَفْتَحُ أَبْوَابًا وأُغَلِّقُهَا حتَّى أَتَيْتُ أَبَا عَمْرٍو بْنَ عَمَّارِ
الشاهد: أُغَلِّقُهَا، ومعناها التكثير، يقول سيبويه: "إذا أَرَدْتَ كثرةَ العملِ قُلْتَ كَسَّرْتُهُ، وقَطَّعْتُهُ، ومَزَّقْتُهُ، وقالوا: يُجَوِّلُ: أي يكثر الجَوَلان، ويُطَوِّفُ: يكثر التَّطْويف أو التَّطْوَاف، واعلم أن التَّخفيف في هذا جائز وكلُّه عربيّ"، إلا أن "فَعَّلْتَ" إدخالها هَهُنَا لتبيين الكثير، وقد تدخل "أَفْعَلَ" على "فَعَّلَ" للدلالة على التكثير. كما جاء في رواية سيبويه "أُغْلِقُهَا" بالتخفيف 3.
2.1 التَّعدية: من معاني الزيادة في فَعَّلَ التعدية والنقل كما في قوله تعالى: ﭐﱡﭐﲷﲸﲹﲺﲻﲼﲽﲾ ﲿﳀﳁﱠ البقرة: 125، "فَطَهِّرَا" بصيغة الأمر من يُطَهِّرُهُ، وماضيه: طَهَّرَهُ، وفعله الثلاثي: طَهُرَ يَطْهُرُ لازم وعُدِّي بالتَّضْعِيف ومثله: فرَّحْتَه، فَزَّعْتَه من فَرِحَ وفَزِعَ اللازمين 4.
3.1 النِّسْبَة إلى الشّيء: مثال ذلك: فَسَّقْتُهُ: أي نسبته إلى الفُسُوقِ، ومثله: فَجَّرْتُهُ نسبته إلى الفجور، وهناك من جاء بهذه الأمثلة في باب التعدية، فَسَّقْتُهُ من فَسَقَ الرَّجُلُ، وفَجَّرْتُهُ من فَجَرَ الرَّجُلُ فُجُورًا، وهو مصدر مقيس في الثلاثي اللازم المفتوح العين.
4.1 التَّنْحِيَة والإِزَالة: مثال ذلك: جَلَّدْتُ البَعِيرَ: إذا أزلت جلده، وقَرَّدْتُ البَعِيرَ إذا نزعتُ قُرَادَهُ 5.
__________________
1 الأصول في النحو لابن السراج (أبي بكر محمد بن سهل، ت.316ه)، تح: عبد الحسن الفتلي، ط3، 1417ه – 1996م مؤسسة الرسالة - بيروت، ج3، ص232.
2 الكتاب، ج3، ص506.
3 والمراد بالتخفيف: أنه قد يراد به القليل والكثير في كَسَّرَتُ وقَطَّعَتُ (ومَزَّقَ لم يَأت منه ثلاثي)، فإذا شَدَدْتَ دَلَلْتَ به على الكثير ونظير ذلك في المصادر: تقول: ضربه ضُرُوبًا وضَرْبًا فتريد به القليل والكثير لأن المصدر بوضعه يدلُّ على ذلك، فإذا أردت القلة: قلت ضَرْبَةً فكذلك الأفعال، "ففعَّل" تدل على الكثرة بالتشديد أو التضعيف. انظر: الكتاب، ج4، ص 63 و64.
4 الممتع في التصريف، ج1، ص 189، انظر: نزهة الطرف، ج1، ص 261.
5 الكتاب، ج4، ص 62، انظر: الأصول لابن السراج، ج3، ص 117، انظر: شرح شافية ابن الحاجب، ج1، ص 292، انظر: نزهة الطرف، ج2، ص 264.
5.1 مجيء "فَعَّلَ" بمعنى "فَعَلَ": تقول: قَصَّرَ الصَّلاة بمعنى قَصَرَ الصَّلاة وقَلَّصَ الشَّيء إذا قَلَصَهُ 1، وزَيَّلْتُهُ فرَّقْتُهُ بمعنى زِلْتُهُ ومَيَّزْتُهُ بمعنى مِزْتُهُ (مَازَ الشَّيء يَمِيزُهُ – وميَّزَهُ يُمَيِّزُهُ) إلى غير ذلك من المعاني 2.
2. معاني "فَاعَلَ": هذا البناء موضوع لما يكون بين إثنين، والألف في "فَاعَلَ" تفيد المشاركة لمن يعتبر الزيادة في المعنى مردَّها إلى الألف الزَّائدة، وهناك من يرى أن المعنى يتجلَّى في الصِّيغَةِ كلِّها. فإذا قلتَ ضَارَبْتُهُ فقد كان الفعل من غيرك إليك مثلما كان منك إليه 3، وقس على ذلك كل فعل جاء على فاعل كخَاصَمْتُهُ، وحَادَثْتُهُ، وكَالَمْتُهُ، وكَارَمْتُهُ وهَلُمَّ جَرَّا، اللهم إلاَّ أفعالا خالفت هذا وجاءت على "فَاعَلْتُ" لا تريد به عمل إثنين مثل: نَاوَلْتُهُ، وعَاقَبْتُهُ، وعَافَاكَ الله وقَاتَلَكَ الله 4.
1.2 مجيء "فَاعَلَ" بمعنى "فَعَلَ": قد يأتي فاعل بمعنى فَعَلَ كما في قوله تعالى: ﱡﭐﳍﳎﳏﳐﳑﳒﱠ الحج: 38، في قراءة عاصم وابن كثير وقرئت"... يَدْفَعُ عَنْ الذِينَ آمَنُوا" فَدَافَعَ بمعنى دَفَعَ 5.
2.2 مجيء "فَاعَلَ" بمعنى "أّفْعَلَ": كَعَافَاك الله، بمعنى أَعْفَاكَ الله، ورَاعِنَا سمعك، وَارْعَنَا سَمْعَكَ، فالأول: الأمر من رَاعَاهُ الله، والثاني: الأمر من أرْعَاه سَمْعَهُ 6.
نماذج من الأسئلة
س1: أذكر بعض معاني "فَعَّلَ"؟ و"فَاعَلَ" مع التمثيل.
______________________
1 الممتع في التصريف، ج1، ص 187، انظر: نزهة الطرف، ج1، ص 110.
2 نزهة الطرف، ج1، ص 261 – 268.
3 الكتاب، ج4، ص 68.
4 نزهة الطرف، ج1، ص 48، 271-274.
5 شرح شافية ابن الحاجب، ج6، ص 96، انظر: شرح المفصل، ج7، ص 159، انظر: ارتشاف الضرب، ج1، ص 84،
6 نزهة الطرف، ج1، ص270 و271.
الدرس الثامن: معانــي المزيــــد بحرفيــــن (معاني انْفَعَلَ/ افْتَعَلَ/ تَفَاعَلَ/ تَفَعَّلَ افْعَلَّ)
تأتي الزيادة بحرفين إما مُجْتَمِعَين أو مفترقين في الفعل الثلاثي لمعاني عدة؛ ومن هذه المعاني نذكر معاني" انْفعل" و"افتعل" و"تَفَاعَلَ" و"تَفَعَّلَ" و"افْعَلَّ" [واستفعل وتفعلل].
1. معاني "انفعل": من معاني انفعل المطاوعة، وهي "أن تريد من الشيء أمرا ما فتبلُغَه 1"مثل" كَسَرْتُهُ فَانْكَسَرَ، وقَطَعْتُهُ فَانْقَطَعَ، وصَرَفْتُهُ فَانْصَرَفَ 2، يجيء فعله الثلاثي على "فَعَلَ" متعديا أصالة أما "انْفَعَلَ" فلازم مطلقا. وقد يأتي "فَعَلَ" لازما مثل: "هَوَى": بمعنى سقط فانهوى وهذا شاذ 3، قال يزيد بن الحكم الثقفي - بحر الطويل -
وكَمْ مَنْزِلٍ، لَوْلاَيَ: طِحْتُ 4 كَمَا هَوَى بِأَجْرَامِهِ مِنْ قُلَّةِ 5 النِيقِ 6 مُنْهَوِي 7
في البيت شاهدان:
الأول: مجيء مُنْهَوِي: اسم فاعل من الفعل المطاوع "اِنْهوى" الذي فعله الثلاثي اللازم "هَوَى"، ومجيئُهُ من اللازم شاذ.
والثاني: ثبوت ياء مُنْهَوِي شذوذا، لأن الأصل أن يُنَوَّنَ تنوين عِوض عن حرف الياء لعلَّة التنكير، ووروده في حالة الرفع (مُنْهَوٍ).
ويرى ابن عصفور (ت: 669ه) أن منهوي مطاوع "أَهْوَى" بوزن أفعَل كما نقول: أدخَلْتُهُ فَانْدَخَلَ، وأَطْلَقْتُهُ فانْطَلَقَ 8 وهذا لا شذوذ فيه (لأنه قد يأتي من أفعل)، وذكر الحريري في دُرَّةِ الغَوَّاصِ في أوهَام الخَواصِ "انضاف" الشيء و"انفسد" الأمر عليه لأن "فَعَلَ" لازم، والرأي عندنا أن انضاف، مُطاوع أضاف المتعدِّي وانفسد مطاوع أّفْسَدَه، على قلته 9.
2. معاني "افتعل": "افتعل" فعل مزيد بحرفين همزة الوصل والتاء، ويكون لازما ومتعديًّا نحو: اجترح في قوله تعالى: ﱡﭐﲯﲰ ﲱﲲﲳﱠ الجاثية: 21، واكتسبت في قوله: ﭐﱡﭐﲭﲮﲯﲰﲱﲲﱠ البقرة: 286 واسْتَبَقَ القَوْمُ. ومن معانيه:
_______________________
الممتع في التصريف، ج1، ص 183.
2 الكتاب، ج4، ص 65، انظر: نزهة الطرف، ج1، ص 275، انظر: الممتع في التصريف، ج1، ص 190.
3 نزهة الطرف، ج1، ص 276.
4 طِحْتُ: سقطت وهلكتُ. انظر: هامش الممتع في التصريف، ج1، ص 191
5 قُلَّةِ": أعلى الجبل. انظر: المصدر نفسه، ج1، ص191.
6 النيق: أعلى موضع مرتفع في الجبل. المصدر نفسه، ج1، ص191.
7 الكتاب، ج1، ص388، انظر: الخصائص، ج1، ص259، انظر: المنصف، ج1، ص72، انظر: الممتع في التصريف، ج1، ص 191.
8 الممتع في التصريف، ج1، ص 190.
9 نزهة الطرف، ج1، ص277.
1.2 المُطَاوَعَةُ: قد يأتي "افتعل" في معنى "انفعل" للمطاوعة وهو قليل 1، مثال ذلك: شَوَيْتُهُ فَاشْتَوَى وقالوا في معناه: اشتَوَى وغَمَمْتُهُ فَاغْتَمَّ وانْغَمَّ 2، ويُبْنَى "افتعل" مما كان على فَعَلَ منه متعدِّيًا مثال ذلك: قَطَعْتُهُ فَاقْتَطَعَ، وحَوَيْتُهُ فَاحْتَوَى وجاء من اللازم على قلَّةٍ ومنه قول الرَّاجز 3: - من بحر الرجز -
حَتَّى إذا اشْتَالَ سُهَيْلِ فِي السَّحَرْ كَشُعْلَةِ القَابِسِ تَرْمِي بِالشَّرَرْ
والماضي الثلاثي منه شَالَ يَشُولُ: بمعنى رَفَعَهُ، واشْتَالَ: بمعنى ارْتَفَعَ.
2.2 "افْتَعَلَ" بمعنى فَعَلَ: قد يأتي افْتَعَلَ وفَعَلَ يريد بهما شيئا واحدا، مثال ذلك: حَقَرَهُ واحْتَقَرَهُ، ونَزَعَهُ وانْتَزَعَهُ وقَرَأْتُ واقترأت 4، كما جاء في قوله تعالى: ﱡﭐﱐﱑﱒﱓﱔﱕﱖﱗﱠ البقرة: 187، فاختان بمعنى خان، وأما قوله تعالى: ﱡﭐﱵﱶﱷﱸﱹﱠ البقرة: 266 فمطاوع أحرق احترق، ومثله أَوْقَدْتُ النار فاتَّقَدَتْ، وأَنْصَفْتُهُ فَانْتَصَفَ 5.
3.2 "افتعل" بمعنى "تَفَاعَلَ": أن تأتي "افتعل" للدلالة على المشاركة نحو: اخْتَصَمَ زيْدٌ وعَمْرٌو والمعنى تخاصما، قال سيبويه: "وأما تفاعلتُ فلا يكون إلاَّ وأنت تريد إثنين فصاعدا...ولا يتعدى إلى منصوب كَتَضَارَبْنَا والمعنى هو الذي في فاعلته... وقد يُشْرِكُهُ افتعلنا -وهذا موضع الشاهد- فتريد بهما معنى واحدا وذلك قولهم تَضَارَبُوا واضْطَرَبُوا، وقع في لفظ اضطرب إبدال التاء طاءً وتَقَاتَلُوا واقْتَتَلُوا وتَجَاوَرُوا واجْتَوَرُوا..." 6 ولم يُعل اجْتَورَ لأنه كان تابعا في المعنى لِتَجَاورَ.
4.2 "افتعل" بمعنى اتَّخَذَ": كأن تقول: اشْتَوَى القَوْمُ أي اتّخذوا شِوَاءً، أما شوى فبمنزلة أّنْضَجَ 7، وكذا اخْتَبَزَ وخَبَزَ، واطَّبَخَ (اطْتَبَخَ بوزن افتعل: اُبْدِلَتِ التاء طاء لأنها جاءت بعد طاء ثم أُدغمت الطاء الأولى في الطاء الثانية).
وطَبَخَ، ومثلها اذَّبَح وذَبح، فاذّبَح: اتَّخَذ ذبيحَة أما ذبحه فبمنزلة قَتَلَهُ، وقد يُبْنى على افتعل ولا يُراد به شيء من ذلك كافتقر التي اسْتُغنِيَ بها عن فَقُر، واشْتَدَّ عن شدَّ واعْتَورَ عنْ عَوِرَ وهكذا.
_______________________
الكتاب، ج4، ص 65، انظر: الممتع في التصريف، ج1، ص 192.
2 الكتاب، ج4، ص 65، انظر: الأصول في النحو، ج3، ص 126، انظر: المنصف، ج1، ص75.
3 المنصف، ج1، ص 75، انظر: نزهة الطرف، ج1، ص 280.
4 الكتاب، ج4، ص 74.
5 انظر: تفسير البحر المحيط، لابي حيان الأندلسي (محمد بن يوسف)، دراسة وتحقيق عادل أحمد عبد الموجود وعلي محمد معوض واخرين، ط1، 1413ه-1993م، دار الكتب العلمية بيروت - لبنان، ج2، ص 315. انظر: شرح الشافية ج1، ص 108، ارتشاف الضرب، ج1، ص 84.
6 الكتاب، ج4، ص 69، انظر: نزهة الطرف، ج1، ص 281، انظر: شرح المفصل، ج4، ص 160، انظر: شرح شافية ابن الحاجب، ج1، ص 18.
7 الكتاب، ج4، ص 74، انظر: نزهة الطرف، ج1، ص 282، انظر: الممتع في التصريف، ج1، ص193.
5.2 "افتعل" بمعنى التّصَرُّف والطلب والاجتهاد: والتصرّف يعني الاجتهاد في تحصيل أصل الفعل من ذلك قوله تعالى: ﭐ ﱡﭐﲭﲮﲯﲰﲱﲲﱠ البقرة: 2861، فاكتسبت: هو التصرّف والاجتهاد، وعبِّر عن هذا المعنى بالتسبيبِ 2.
6.2 "افتعل" بمعنى "تَفعَّل": أن يأتي "افتعل" بمعنى "تفعَّل" مثال ذلك: ادّخَلُوا بمعنى تَدَخَّلوا .3
7.2 "افتعل" بمعنى "استفعل": ومن أمثلته: اعْتَصِمْ بحبل الله أي اسْتَعْصِمْ 4، قال تعالى: ﭐﱡﭐﱡﱢﱣﱤﱥ ﱦﱧﱠ آل عمران: 103، وقال تعالى:ﭐ ﱡﭐﱋﱌﱍﱎﱏﱐﱑﱒﱠ آل عمران: 101
3. معاني "تَفَاعَل":
بناء تفاعل لا يكون إلّا من إثنين فصَاعِداً وهو يتَعَدَّى ولا يَتَعَدَّى فمن الأوّل: تَقَاضَيْتُهُ (تَجَاهَلْتُهُ) ومن الثاني: تَغَافَلَ القَوْمُ، ومن معانيه:
1.3 التكلّفُ أو " الإيهامُ" 5 والتَّخييل 6 والتَّحَيُّل 7: والمقصود بالتكلُّفِ باستعمال صيغة تَفَاعَلَ، أَنْ يُظْهٍرَ الفاعلَ اتِّصَافَهُ بصفةٍ ليْسَتْ له على الحقيقة 8 مثال ذلك، قول الشاعر:9 - بحر الرجز -
إذا تخازرتُ ومَا بِي مِنْ خَزَرْ ثم كَسَرْتُ العَيْنَ من غَيْرِ عَوَرْ
فتخازَرَ: "تفاعَلَ" بمَعْنَى ضيَّقَ عينيه ليحدد النظر وليس خلقة فيه. ويدلُّك على ذلك قوله " وما بي من خَزَرٍ" أي ما بي من ضيق عَيْنٍ.
4. مَعَاني "تَفعَّل":
تأتي تفَعَّلَ متعدِّيَةً وغير متعَدِّيَةٍ. مثال الأول قوله تعالى: ﭐﱡﭐﱉﱊﱋﱌﱍﱠ البقرة: 275. 10 ومثال الثاني: "تأثّمَ الرجُلُ" إذا صار آثما.
______________________
نزهة الطرف، ج1، ص284. انظر: الكتاب، ج4، ص74.
2 شرح شافية ابن الحاجب، ج1، ص110.
3 الممتع في التصريف، ج1، ص 194، انظر: ارتشاف الضرب، ج 1، ص 84. انظر: نزهة الطرف ج1، ص 285.
4 ارتشاف الضَرَب، ج1، ص84.
5 تسمية ابن عصفور، انظر: الممتع في التصريف، ج1، ص182.
6 ابن مالك، تسهيل الفوائد، ص 199.
7 تسمية أبي حيان، انظر: ارتشاف الضرب، ج1، ص83
8 الكتاب، ج4، ص69، انظر: نزهة الطرف، ج1، ص311، انظر: الممتع في التصريف، ج1، ص 181، انظر: الأصول في النحو، ج 3، ص120، انظر: شرح المفصَّل، ج7، ص159.
9 البيت من شواهد الكتاب، ج4، ص96 و359، وانظر: الممتع في التصريف، ج1، ص183، وانظر: شرح المفصل، ج7، ص159.
10 المنصف، ج1، ص91، انظر: نزهة الطرف، ج1، ص295 و296.
ومعنى تفعَّل: إذا أرَادَ الرجُلُ أن يُدْخِلَ نَفْسَهُ في أمْرٍ حتّى يُضَافَ إليه، ويكُونَ من أهله فإنك تَقُول: تَفَعَّل كتجلّدَ 1، وتحَلَّم "فالصّبْرُ بالتَصَّبُّرُ، والعلم بالتَّعَلُم والحِلم بالتَّحلّمِ"، وتَبَصَّرَ ومنه قول زهير بن أبي سلمى 2 - بحر الطويل-
تبصَّرْ خَلِيلي هَلْ تَرَى مِنْ ظَعَائِنٍ تَحَمَّلْنَ بِالعَلْيَاءِ مِنْ فَوْقِ جُرْثُمِ
وقول آخر:
تحلَّمْ عن الأَدْنَيْنَ واسْتَبْقِ وُدَّهُمْ وَلَنْ تَسْتَطِيعَ الحِلْمَ حتّى تَحَلَّمَا 3
وتأتي تفعّل لمعانٍ 4 نذكر منها:
1.4 المطاوعة: وهو أن يأتيَ "تفعَّل" "مُطَاوِعَ" "فعّلَ" مثال ذلك: قلّبتُهُ فتقلَّبَ وفجّرْتُهُ فتفجَّر، وقطَّعتُه فتقطّعَ قال تعالى: ﱡﭐﲓﲔ ﲕﲖﲗﲘﲙﱠ البقرة:74، وقوْله: ﱡﭐﲌﲍﲎﲏﲐﲑﲒﲓﲔﲕﱠ البقرة: 177.
2.4 "تًفًّعًّل" بمعْنى "تَفَاعَلَ": أي أن تفعَّلَ وتفَاعَلَ بمعنى واحدِ نحو: تعهَّدَ وتعاهَدَ، وتَجَوَّزْتُ عنه وتَجَاوَزْتُ 5 بمعنى أن يطلب أن يصير على العهد، (وتَعَهَّدَ أَفصحُ من تَعَاهَدَ) 6.
3.4 "تَفَعَّلَ" بمعنى أَخْذِ الشيءِ بعْدَ الشيءِ في تؤَدَةٍ: أي بمعنى التدريج وتكرار العمل في مهلة، أو طلب حُصُول الفعل مرّة بعد مرّة مثال ذلك: تَنَقًّصْتُه، وتنَقًّصَنِي فكأنَّهُ الأخذ من الشيْء الأوَّل فالأولِ 7 وتحسًّيْتُهُ وتَجَرَّعْته 8 وتمزَّزْته: تمصَّص الشراب قليلا قليلا. وذكر الرضي أن الفعل بإفادته هذا المعنى يكون مطاوع فعَّل الذي للتكثير 9.
4.4 "تَفعَّل" بمعنى فعَل "المجرَّد": نحو تقسَّمَهُ بمعنى قَسَمَهُ وتَقَطَّعَه بمعنى قطعه، وتظلَّمه يعني ظَلَمَه وتعدَّاهُ بمعنى عَدَاه وتَعَجَّبَ بمعنى عَجِبَ، وتبيَّنَ بمَعْنى بان وتَلقَّى بمعنى لقِيَ، قال تعالى: ﱡﭐﳍﳎﳏﳐﳑﳒﳓﱠ البقرة: 37.
وتثبَّت: تبَصَّر، وتخوَّنَ، وتخوّف وتجسَّسَ، وتحسَّسَ وتفهَّمَ، وتأمَّلَ، وتعمَّقَ في هذا كله عملٌ بعد عملٍ على مهلة 10.
________________________
1 الكتاب، ج4، ص71.
2 شرح المعلقات السبع للزوزني، ص108.
3 المصدر نفسه، ص108، وانظر: الممتع في التصريف، ج1، ص184.
4 نزهة الطرف، ج1، ص266و 298، انظر: الممتع في التصريف، ج1، ص183، 185.
5 نزهة الطرف، ج1، ص297.
6 المصباح المنير، ص271.
7 الكتاب، ج4، ص72، انظر: الأصول في النحو، ج3، ص122.
8 الممتع في التصريف، ج1، ص184، انظر: نزهة الطرف، ج1، ص299.
9 شرح شافية ابن الحاجب، ج1، ص107.
10 نزهة الطرف، ج1، ص302.
5.4 وقد يجيء "تفعًّلَ" ولَمْ يُرَدْ به شيء من المعاني التي سبق ذكرها: مثال ذلك: تبَسَّمَ، وتكلَّم، قال تعالى: ﱡﭐﲒﲓ ﲔﲕﱠ النمل: 19، وجعله أبو حيان بمعنى المجرّد مثل: تصَدَّر بمعنى صدَرَ 1.
6.4 "تَفَعَّلَ" للصَّيرورة: مثل: تحجَّر الطين: أي صار حَجَرًا وتجبَّنَ اللبن أي صار جُبْنا، وتأهَّل: صار آهِلًا وتألَّم وتأسَّفَ، وتفكَّكَ: صار ذا ألم وذا أسف وذا أَهل وهكذا. كما جاء تعَجَّل بمعنى استعجل أو عَجِلَ 2.
5. معاني "افعَلّ: تختص افعل بالألوان والعيوب الحسّية اللازمة الثابتة ولا تأتي إلّا لازمة مثال ذلك قوله تعالى ﭐﱡﭐﲦﲧﲨﲩﲪﲫﲬﲭﲮﲯﲰﲱﲲﲳﲴﲵﲶﲷﲸﲹﲺﲻ ﲼﲽﲾﲿﳀﳁﳂﳃﱠ آل عمران: 106- 107، فالذين كفروا اسْوَدَّت وجوههم: قد ثبت لهم أن السّوَاد ثابت لا يتغيَّر وكذا البياض ثابت لا يتغَيَّر للذين نالتهم رحمة الله وقد يأتي " افعَلَّ" للعَارضِ مثال ذلك قولنا: فُلَان احمَرَّ وجهه حيَاءً.
وهذه الصيغة لا تبنى من مضاعف العين كقَرَّ لما فيه من الثقل، ولا من معتل اللام كاِرْعَوَى الذي حكم عليه بالشذوذ وفعله الثلاثي رعوته ومعناه ارْتَدَع 3.
نماذج من الأسئلة
س1: تأتي "تَفَعَّلَ" لمعنى المطاوعة، اشرح ذلك مع تبيان معنى المطاوعة.
س2: ما هي المعاني التي ارتبطت بصيغة "تَفَاعَلَ"؟
س3: من أي فِعْلٍ يُصَاغُ "افْعَلَّ"؟
__________________________
1 نزهة الطرف، ج1، ص 303و 304، انظر: شرح شافية ابن الحاجب، ج1، ص107، انظر: ارتشاف الضرب، ج1، ص 82، انظر: تسهيل الفوائد، ص199.
2 نزهة الطرف، ج1، ص303و 304.
3 المصباح المنير، ص147.
الدرس التاسع: معاني المزيد بثلاثة أحْرُف (معاني اسْتَفْعَل/ افْعَوْعَلَ/ افْعَالَّ/ افْعَوَّل)
الزيادة بثلاثة أحرف هي أقْصى زيادة تلحق الفعل، وتكون إمّا مجتمعة وإمَّا مفترقة. فأمَّا المجتمعة فيمثلها بناء اسْتَفْعَل كاسْتَبْرَأ، واستنكر، واستبطأ وهلمّ جرّا. وأمَّا المفترقة فتمثّلها الأبنية التالية:
- افْعَوْعَل: كاعْشَوْشَبَ.
- افْعَالَّ: كاخْضَارَّ.
- افْعَوَّل: كاعلوّط: إذا ركب وعلا.
1. معاني "استفْعَل": الأصل في هذه الصيغة أن تكون لطلب الفعل نحو: استَعْلَمْتُهُ الخَبَرَ: أي طلبت منه أن يعلمني الخبر وهذا المعنى الغالب، قال تعالى: ﱡﭐﱒﱓﱔﱕﱠ الفاتحة: 5، فنستعين: طلب العون1.ويكون معه الفعل لازماً ومتعديا فمثال الأوَّل: استحجر الطين: أي صَارَ حَجَرًا، والثاني" اسْتَحْسَنْتُ الشيْء واستقبحته 2.
1.1 "استفعل" بمعنى "فَعَلَ": مثال ذلك: قرَّ واستَقَرَّ وعلا واستَعْلى، وبلَّ واستَبَلَّ، ومرَّ واستمر وقام واستقام، ويئس واستيأس، واستسخر وسَخرَ. قال تعالى: ﱡﭐﲒﲓﲔﲕﱠ الصافات:14، بمعنى يَسْخَرون، وقال تعالى: ﱡﭐﲒ ﲓﲔﲕﲖﲗﲘﲙﲚﲛ ﲜﱠ التغابن: 6، فاستغنى بمعنى غناه الله أي ظهر تعالى غناه عنهم إذ أهلكهم. واستحن وحنَّ بمعنى.
2.1 "استفعل" بمعنى "أَفْعَل": إن ظاهرة تناوب الصيغ بعضها عن بعض ظاهرة متفشية في اللغة العربية، ومن ذلك أن يجيء " استفعل" بمعنى "أَفْعَل" مثال ذلك: استنقذ وأنقذَ واستخلف لأهله كما تقول أخلف لأهله المعنى واحد 3. واستجاب بمعنى أجاب قال تعالى: ﱡﭐﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉﱊﱋﱌﱍﱠ آل عمران: 195، وقوله تعالى: ﭐﱡﭐﲬﲭﲮﲯﲰﱠالأنبياء: 90، وقوله تعالى: ﱡﭐﱕﱖﱗﱘﱙ ﱚﱛﱜﱝﱞﱟﱠ الحج: 73.
3.1 "استفعل" بمعنى تحوّل من حال إلى حال: يأتي استفعل بمعنى تحوّل أو انتقل من حالٍ إلى حالٍ، ويكون التحوُّل حقِيقيا ومجازيا.
مثال الحقيقي: استحجَرَ الطِّين أي صار حجَرًا.
______________________
البحر المحيط، ج1، ص23.
2 نزهة الطرف، ج1، ص287.
3 الكتاب، ج4، ص70.
ومثال المجازي: استنسر البُغَاثُ بأرضنا، البُغَاثُ صغار الطَّيْرِ أي صاروا نُسُورًا في قوَّتهم أي تحوّلوا من الضعف إلى القُوّةِ، ويقال أيضا البِغَاثُ والبَغَاثُ مفرده بَغَاثَةٌ، وكذا استنوق الجملُ، إذا تحوَّل أو صار في طباعه كالناقة، واسْتَتْيَسَتِ الشاة، أي صارت كالتَّيْسِ في طباعها 1. والتيس جمعه تيوس، وهو ذكر الماعز إذا أتى عليه الحول وقبل ذلك فهو جدي.
4.1 "استفعل" بمعنى "اعتقد" أو الإصَابَة: يقول ابن جني "يكون استفعلت للشيْء تصيبه على هيئة ما نحو استعظمته أي أصَبْته عظيمًا واستكرمته أصبته كريمًا" 2، والفعل بهذه الصورة متعدٍّ، خلاف الثلاثي اللَّازِمِ عَظُمَ وكرُم.
5.1 "استفعل" بمعنى الحين أو الطلب: فبمعنى الحين عند الميداني، وبمعنى الطلب عند الرضي، تقول استرقع الثوب كأنك تقول -والقول هنا مجازي-: يطْلب ترقيعه وفسَّره الميداني بقوله: حَانَ أن يُرَقَّعَ والغالب على استفعل هو الطلب والإصابة وما عَدَا ذلك من المعاني يحفظ ولا يقاس عليه 3.
6.1 "استفعل" بمعنى تفعَّل: كاستعظم وتعظَّم، واستكبر وتكبَّر، واستيقن وتيقَّن، واستثبَتَ وتثبَّتَ واستنجز وتنجَّز حوائجه 4.
2. معاني "افْعَوْعَل": يُفيد بناء " افْعَوْعَلَ" المبالغة وزيادة المعنى، مثال ذلك قولنا: اعشوشبتِ الأرْضُ أبْلَغُ من قولنا أعْشبَتِ الأرْضُ، وكذا: اخْشَوْشَنَ أتم مِنْ خَشُنَ واقعنسس أبلغ من قَعِسَ، فافعَوْعل مبالغة فَعُل وأفْعَلَ كاخشوشن واعشوْشبَ 5.
ويأتي بناء "افعَوْعَل" متعديا ولَازمًا، فمن المتعدي: احْلَوْلى في قول حميد بن ثور الهلالي يصف ولد ناقة مضى عامان بعْد فصاله يقول:
فَلَمَّا أَتَى عَامَانِ بَعْدَ انْفِصَالِهِ عَنِ الضَّرْعِ واحْلَوْلَى دِمَاثاً يَرُودُهَا 6.
فاحْلَوْليْتُ الشيْءَ، استمرأته واستطبته، والثلاثي منه حَلَا يحْلُو حَلَاوةً وحُلْوًا، إذا لذَّ وطَابَ.
ودِمَاثا: جمع دَمْثٌ: وهو السهل من الأرض الكثير النَّبات.
يرُودُها: يَجِيءُ فيها ويذْهَبُ.
ومن اللَّازم: اغْدَوْدَن النَّبْتُ: طال، واعْشَوْشَبَتِ الأرض، واخْضَوْضَل الشَّعر: طال، واغْرَوْرَقَتِ العَيْنُ بالدَّمْعِ.
1.2 المبالغة والصَّيْرُورة: نحو احْلَوْلى الشيْء: صَار حُلْوًا.
______________________
1شرح المفصل، ج7، ص161، انظر: شرح شافية ابن الحاجب، ج1، ص111، انظر: الكتاب، ج4، ص71، انظر: المنصف ج1، ص78، انظر: الممتع في التصريف، ج1، ص195، انظر: ارتشاف الضرب، ج1، ص87، انظر: نزهة الطرف، ج1، ص291.
2 المنصف ج1، ص70، انظر: الممتع في التصريف، ج1، ص 194، انظر: شرح المفصًّل، ج 7، ص 161.
3 شرح المفصل، ج7، ص 161، انظر: نزهة الطرف، ج1، ص393.
4 الكتاب ج4، ص 73، انظر: الأصول في النحو، ج3، ص128، انظر: الممتع في التصريف، ج1، ص 195، انظر: شرح المفصل ج7، ص161، انظر: ارتشاف الضرب، ج1، ص87، انظر: نزهة الطرف، ج1، ص393.
5 الكتاب، ج4، ص75و362، وانظر: شرح المفصَّل، ج7، ص162.
6 الكتاب، ج4، ص 77، وانظر: المنصف، ج1، ص 81، وانظر: شرح المفصل، ج7، ص 162، وانظر: الممتع في التصريف، ج1، ص 196.
2.2 "افْعَوْعَل" بمعنى استفعل: مثال ذلك: احْلَوْلَيْتُ الشيْء أي استحْلَيْتُهُ (وجدته حُلْوًا) يقول الشاعر 1:
فَلَوْ كُنْتَ تُعْطِي حِينَ تُسْأَلُ سَامحَتْ لَكَ النَّفْسُ وَاحْلَوْلَاكَ كُلُّ خَلِيلِ
3.2 مجيْ "افْعَوْعل" مطاوعَ "فعَل" مثال ذلك: "ثَنَيْتُهُ فاثْنَوْنَى" ومنه قراءة ابن عباس لقوله تعالى: ﭐﱡﭐﳀﳁﳂﳃﳄﳅﱠ هود: 5، (تُثْنَوْنَى صُدُورَهُمْ) 2.
3. معاني "افْعَالَّ":
يختص افْعَالَّ كأخيه "افْعَلَّ" بالألوان والعيوب نحوُ: احمَارَّ واصْفَارَّ، وابْياضَّ واسْوادَّ وهو أصل لافْعَلَّ الذي هو مقصور اِفْعَالَّ، وافْعَالَّ أبلغ من افْعَلَّ في المعنى، ولا يكون إلّا لازِمًا، ويغلب مجيئهُ في اللون والعيب الحِسِّي العارض فإذا قيل احْمَارَّ الشيْءُ: اقْتَضَى أَنْ تكون الحُمْرَة غير ثابتةٍ كأن تقول: فُلَانٌ يَحْمَارُّ تارةً ويصْفَارُّ أُخرى وادْهَامَّ، يَدْهَامُّ فهو مُدْهَامٌ، وادْهَامَّ أكثر من ادْهمَّ 3.
4.معاني "افْعَوَّل": تُلحقُ الواو ثالثةً مُضَاعَفَة، فيكون اللفظ على "افعوَّل" مع لزوم ألف الوصل في الابتداء، ويأتي متَعَدِّيًا وغيرَ متعدٍّ، فمن الأول: اعْلوَّط المُهْرَ: أي ركبه وعَلَاه. ومن الثاني: اخْرَوَّط واجْلَوَّذَ الرجُلُ في السَّيْرِ، بمعنى أسْرَع ويُفيد هذا البناء المبالغة. وعُدَّ بناءً مُرْتَجَلاً ليس منقولًا من فعل ثلاثيٍ 4 وهو من الأبنية النادرة 5، وافْعَوَّلَ للتَّقَحُّمِ على الشيء والدخول فيه.
وجميع أبنية الفعل الثلاثي المزيد المذكورة سابقا، تجيء لَازمةً ومتعَّديةً إلَّا "انفعل" و"افْعَالَّ" و"افْعَلَّ" لا تأتي إلّا لازمة والمعاني المذكورة لها هي المعاني الغالبة.
نماذج من الأسئلة
س1: أذكر أوزان الثلاثي المزيد بثلاثة أحرف مع التمثيل.
س2: أذكر معاني "اسْتَفْعَلَ" و"افْعَوْعَلَ" و"افْعَالَّ" مع التمثيل.
_________________________________
1 نزهة الطرف، ج1، ص324، انظر: المنصف، ج1، ص82.
2 إعراب القرآن، لأبي جعفر النحاس، اعتنى به: صلاح منصور، ط1 ،2014 م، المكتبة التوفيقية، القاهرة – مصر، ج2، ص 272.
3 الكتاب، ج4، ص77، انظر: الممتع في التصريف، ج1، ص196، وانظر: شرح شافية ابن الحاجب، ج1، ص112، انظر: ارتشاف الضرب، ج1، ص86،
4 شرح شافية ابن الحاجب، ج1، ص112، انظر: تسهيل الفوائد، ص200.
5 الكتاب، ج4، ص 76، انظر: الأصول في النحو، ج3، ص 129، انظر: المنصف، ج1، ص82، انظر: شرح المفصّل، ج7، ص 162، انظر: الممتع في التصريف، ج1، ص 196.
الدرس العاشر: مزيد الرباعي (مزيد الرباعي بحرف/ مزيد الرباعي بحرفين)
ينقسم الفعل الرباعي المزيد إلى قسمين: الرباعي المزيد بحرف كتدحرج، والرباعي المزيد بحرفين. كاحرنجم واطمأن.
1. الرباعي المزيد بحرْفٍ: تأتي الزيادة بحرف في الفعل الرباعي في أول الكلمة وتفيد معْنَى المطَاوعة مثل: دَحْرَجْتُ الحَجَرَ فتدَحْرَجَ بوزن تَفَعْلَلَ. وهو البناء الوحيد لهذا النوع من الأفعال.
1.1 الملحق بالرباعي المزيد بحرف: الملحق بما زيد فيه حرف واحد يأتي على الأوزان الآتية 1:
· تَفَعْلَى نحو: تسَلقى: إذا استلقى على ظهره.
· تَفَعْلَت نحو: تعفرت.
· تَفَعْنَل نحو: تقلنس: إذا لبس القلنسوة.
· تَفَعْلَل نحو: تَجَلْبَب: إذا لبس الجلباب.
· تَفَيْعَل نحو: تَشَيْطَن.
· تَفَوْعَل نحو: تَجَورَب: إذا ارتدى الجورب.
· تَفَعْوَل نحو: تَرَهْوَك في المشي: كان كأنه يموج فيه 2.
· تَفَاعَل نحو: تَغَافَل، وتَحَاور.
· تَفَعَّلَ نحو: تَكَرَّم، وتَبَصَّر.
· تَمَفْعَلَ نحو: تَمَسْكَن: إذا ادّعى أنه مسكين.
__________________________
شذا العرف، ص55 و56، وانظر: الممتع في التصريف، ج1، ص168 و169.وانظر: ارتشاف الضرب، ج1، ص82.
2 الممتع في التصريف، ج1، هامش ص168.
وإليك هذا الجدول التوضيحي لأوزان الملحق بالرباعي المزيد بحرف كتدحرج بوزن تفعلل:
ما كانت الزيادة فيه بحرفين مفترقين واحد سابق لحرف الفاء والآخر بعد اللام. |
ما كانت الزيادة فيه مفترقة واحدة سابقة للفاء والأخرى بعد العين. |
ما كانت الزيادة فيه مفترقة واحدة سابقة للفاء والأخرى تالية للفاء. |
ما كانت الزيادة فيه بحرفين سابقين للفاء (مجتمعة) وهي سابقة للفاء. |
- تَفَعْلَى نحو: تَسَلْقَى - تَفَعْلَت نحو: تَعَفْرَت |
- تَفَعْنَل نحو: تَقَلْنَس - تَفَعْوَل نحو: تَرَهْوَك - تَفَعْلَل نحو: تَجَلْبَب |
- تَفَيْعَل نحو: تَشَيْطَن - تَفَاعَل نحو: تَقَاتَل القوم - تَفَوْعَل نحو: تَجوْرَب - تَفَعَّل نحو: تَصرَّف |
- تَمَفْعَل نحو: تَمَسْكَن |
ملاحظة: يطلق مصطلح الملحق بالرباعي المزيد بحرف على الاسم الثلاثي المزيد بحرفين مجتمعين أو مفترقين، كما هو موضح في الجدول. ومعظم الحروف الزائدة من حروف سألتمونيها ولفظ واحد فقط جاءت الزيادة فيه بالتضعيف، أي بتكرار الحرف من جنس الكلمة نحو: تفعل.
2. الرباعي المزيد بحرفين : وله بناءان افعنلل نحو احْرَنجم، بوزن افْعَنْلل، وهو مزيد بألف الوصل قبل فاء الكلمة والنون بعد عين الكلمة وافْعَلَلَّ مثال : اقشعَرَّ، واطمأنَّ 1، والزيادة في هذا البناء بحرفين الأول سابق للفاء والثاني بعد لام الكلمة، فهمزة الوصل والرَّاء في اقشعَرَّ، والألف والنون في اطمأنَّ والزيادة في هذه الألفظ تفيد المبالغة.
1.2 الملحق بالرباعي المزيد بحرفين: له بناءان 2:
· افْعَنْلَل نحو: اقْعَنْسس البعير: رَجَع وتَأخر، واحْرَنْجَم القوم: ازدحموا.
· افْعَنْلَى نحو: اسْلَنْقى: نام على ظهره.
نماذج من الأسئلة:
س1: ماهي أوزان الفعل الرباعي المزيد بحرف مع التمثيل؟
س2: ماهي أوزان الفعل الرباعي المزيد بحرفين مع التمثيل؟
_____________________
1 الكتاب، ج4، ص77، انظر: نزهة الطرف، ج1، ص207.
2 الممتع في التصريف، ج1، هامش ص169.
الدرس الحادي عشر: المـشتقــــــات: اسم الفاعل
تعرف العربية بأنها لغة اشتقاقية، والاشتقاق: هو "أخذ كلمة من كلمة أو أكثر مع تناسب بينهما في اللفظ والمعنى" 1 وهو أنواع: "الاشتقاق الصغير، والكبير والأصغر، والأكبر". 2 ولأن الدرس لا يبحث في الاشتقاق الذي يحتاج إلى شرح مفصّل في غير هذا المقام ويكفينا منه أن نعرف المشتقات ولماذا سُمِّيت بهذا الاسم؟
1. المشتقات: جمع مفرد مشتق وهو مصطلح نحوي يُطلق على الأسماء التي تُؤخذ من المصدر على رأي البصريين، أو من الفعل على رأي الكوفيين، ولها أبنية خاصّة، وتمتاز هذه المشتقات عن سائر الأسماء بجريانها على أفعالها وتضم الأسماء التالية: اسم الفاعل، واسم المفعول، والصفة المشبهة باسم الفاعل، وأَفْعَلُ التفضيل (اسم التفضيل)، واسْما الزمان والمكان، واسم الآلة.
2. اسم الفاعل
1.2 تعريفه: اسم مشتق من مصدر الفعل المبني للفاعل لمن وقع منه الفعل أو تعلق به 3 مثال ذلك: دَارِس، وعَالِم، وقَائِم. وعاد وماد.
أو هو اسم يُشتق من الفعل للدلالة على وصف من قام بالفعل فمثلا: كَاتِب: اسم فاعل يدل على وصف من قام بالكتابة 4.
2.2 صياغته: يُصاغ اسم الفاعل من الفعل الثلاثي المجرد ومن غير الثلاثي.
1.2.2 صياغتُهٌ من الثلاثي المجرد: يُصَاغ من أَضْرُب الفِعْل الثلاثي المجرَّد: "فَعَلَ" و"فَعِلَ" و"فَعُلَ" المتعدِّي منها واللازم.
· صيَاغَتُه من "فَعَل": صَحِيحًا كان أم معتلا ومتعديا كان أم لازمًا، مثال ذلك: كاتب من كَتَب وضارب من ضَرَب وقاعد من قَعَدَ وجالس من جَلَسَ وذاهب من ذَهَبَ وبائع من بَاع وقائل من قال وماض من مَضَى وخاش من خَشِي وسائل من سَأَلَ ومادّ من مدَّ وفار من فرَّ.
ملاحظة: إذا كان الفعل معتل الوسط بالياء أو بالواو فإنها تُقلب همزة في اسم الفاعل فنقول: قال يقول فهو قائل، وباع يبيع فهو بائع وقِسْ على ذلك إلَّا ما شذَّ. أمَّا إذا كان معتل اللام فإن حرف العلة يعوض بتنوين العوض لالتقاء الساكنين (التنوين وحرف العلة الساكن) في حالتي: تجرُّده من "ال" التعريف و "الإضافة". ومجيئه في حالة رفع أو جر. كما في المثال: جاء قاض وسلمت على قاض؛ فقاض الأولى والثانية مجردتان من ال التعريف والإضافة وجاءتا في حالتي الرفع والجر.
· صياغته من "فَعِل" يأتي "فَعِلَ" متعديا ولازما فإن كان متعدِّيا فاسم الفاعل منه يكون على "فاعِل" مثل: فاهِم وشارِب وعالم في قوله تعالى: ﱡﭐﳄﳅﳆ ﳇﳈﳉ ﳊﱠ الجن: 26، وإن كان لَازمًا: فقياس اسم فاعله يكون على "فَعِل" كفَطِنٍ وبَطِر، وفرِح كما يأتي على "فَعْلان" كصديان وعلى " أَفْعَل" كأجْهَر: الذي لا يُبْصِرُ في الشمس. وأَكْحل وأَعْمَى.
__________________________
1 الاشتقاق، ابن دريد (أبو بكر محمد بن الحسن، ت321ه)، تح: عبد السلام محمد هارون، ط1، 1411ه – 1991م، دار الجيل، بيروت، ص26.
2 المصدر نفسه، ص26.
3 شذا العرف في فن الصرف، ص131.
4 التطبيق الصرفي، ص75.
· صيَاغَتُه من "فَعُلَ" 1: واسم الفاعل قليل في فَعُل المضموم العين، مثال ذلك: فَرُهَ فهو فَارِه بمعنى الحَدِق النشيط، وقد نبه ابن مالك أن فَعْل وفَعيل يَكْثر في فَعُلَ نحو: ضَخْم من ضَخُمَ، وجَمِيل من جَمُل، وخالفه المرادي في ذلك.
وفَعِيلٌ مقيس في فَعُل، وقيل فَعْلٌ وفَعِيل مقيس في اسم الفاعل والصفة المشبهة، أما أَفْعَل فهو قليل في اسم الفاعل من فَعُلَ نحو: حَرُشَ المكانُ فهو أَحْرَش، وكذا فَعْل نحو: بَطَل من بَطُلَ ولا يُقاس عليهما. وإطلاق "اسم الفاعل" على هذه الصّيَغ تجَوُّزًا، لأنها صفات مشبّهة باسم الفاعل 2.
2.2.2 صياغته من غير الثلاثي
يصاغ اسم الفاعل من الرباعي المجرّد، والمزيد، والثلاثي المزيد. على النحو الآتي:
· صياغته من الرباعي المجرّد: يُصَاغ اسم الفاعل من الرباعي المجرّد، بإِبْدال حرف المضارعة ميمًا مضمومة، وكسر ما قبل آخره مثال ذلك: مُدَحْرِجٌ والمضارع منه يُدَحْرِجُ، ومطمئن والمضارع منه يطمئن.
· صياغته من الرباعي المزيد: يصاغُ اسم الفاعل من الرباعي المزيد بحرف أو حرفين بضم حرف المضارعة المفتوح، وكسْر مَا قبل آخر الحرف المفتوح نحو: مُتَدَحْرِج ومُحْرَنْجِمٌ، ضُمَّتْ الميم التي هِيَ بَدَل حرف المضارعة المفتوح، وكُسِرَ ما قبل الآخر... وهكذا.
· صياغته من الثلاثي المزيد: يُصاغ من الثلاثي المزيد بحرف أو حرفين أو ثلاثة أَحْرُفٍ، بإبْدال حرف المضارعة ميمًا مضمومة، وكسر ما قبل الحرف الأخير نحو: مُخْرِجٌ في قوله تعالى: ﱡﭐﱴﱵﱶﱷﱸﱠ البقرة: 72، وقوله تعالى: ﭐﱡﭐﲈﲉ ﲊﲋﱠ الزخرف: 5 ، وقوله تعالى: ﱡﭐﱘﱙﱚﱛﱜﱝﱠ الشورى: 45 ، مُقَاتِل، مُقَلبٌ، " يا مُقَلِّبَ القلوب ثبّت قلوبنا على دينك" ، في قوله تعالى:ﱡﭐﱰﱱﱲﱳﱠ الزخرف: 14 و مُنْفَطِر في قوله تعالى: ﱡﭐﲼ ﲽﲾﱠ المزمل: 18 ومُقْتَدِرٌ في قوله تعالى: ﱡﭐﲗﲘﲙﱠ الزخرف: 42 ، وقوله تعالى: ﱡﭐﱻﱼﱽﱾﱠ الزخرف: 39 ومُسْتَمْسِك في قوله تعالى:ﱡﭐﳀﳁﳂﳃﳄﳅﳆﳇﱠ الزخرف: 21 ، وقوله: ﭐﱡﭐﱙﱚﱛﱜﱝﱠ الشورى: 52 ، ويُبنى من المعتل بوزن "أفعل" أو "انفعل" أو "افتعل" على "مُفْعِل" كمُعين من أعان، ومُنقاد من ينْقَادُ، ومُخْتَارٌ من يَخْتار، فهذه مُعلّة العين أي مقلوبة عن أصلٍ (واو أو ياء) وإن كانت غير معلّة في الفعل المضارع لم تعل في اسم الفاعل مثال ذلك: أَحْوَج يُحْوِج فهو مُحْوِجٌ، وأعْوَل: رفع صوته
__________________
شرح الألفية لابن مالك، تأليف: الحسن بن قاسم المرادي، تح: فخر الدين قباوة، ط1، 1428ه -2007م، دار مكتبة المعارف للطباعة والنشر، بيروت – لبنان، ج1، ص488 -490.
2 المصدر نفسه، ج1، ص490.
3 أوضح المسالك، إلى الفية ابن مالك، ابن هشام الأنصاري المصري (أبي محمد عبد الله جمال الدين بن يوسف ابن أحمد بن عبد الله. ت. 761)، ومعه كتابه عدة السالك إلى أوضح المسالك، تح: محمد محيي الدين عبد الحميد، د/ط، د/ت، منشورات المكتبة العصرية، صيدا – بيروت، ج1، ص244.
بالبكاء، يُعْوِل فهو مُعْوِلٌ، واجْتَوَر يَجْتَوِر فهو مُجْتَوِرٌ واعْتَون فهو مُعْتَوِنٌ وكذا استعانَ يسْتعين فهو مُسْتَعينٌ به ويَعْتل اسم الفاعل لاعتلال فِعْلِه ويصحُّ لصحَّة الفعل مثال ذلك: مَاضٍ وساعٍ وداعٍ، وخاشٍ.
حيث حُذِفت لامُه عند تجرُّده من "ال " التعريف والإضافة ومجيئه في حالتَيْ الرفع والجَرِّ، هذا في الثلاثي المجرّد، وكذا في الثلاثي المزيد مثال ذلك: مُصَلٍّ من يُصَلِّي، ومُنْحنٍ من يَنْحَنِي ومُسْتَخْفٍ من يسْتَخْفِي.
وقد يستغنون عن فَاعِل من فَعَل بغيره مثل: شَيْخٌ من شَاخ، وأَشْيَب من شَابَ، وطَيِّب من طَابَ، وعَفِيف من عَفَّ، ويُهملون شَائِخٌ، وشَائِب، وطَائِب، وعَافِف 1.
كما أنهم قد يأتون بصيغة فَاعِل وغيرها نحو: مَائِل، وأَمْيَل، وقد يجيئون باسم الفاعل على فَاعِل لا غير كقَاتِل، وضَارِب 2.
وقد يجيء اسم الفاعل مُخَالِفًا للقياس وهو قليل كما في: مُسْهَب وملقح ومحصن بفتح العين والأصل الكسْر مُسْهِبٌ وملقح ومحصن من أسهب وألقح وأحصن ولكن العرب لم تتكلم به.
كما جاء اسم الفاعل من الرباعي بوزن فَاعِل كيافِع من أيْفَع، ووارس من أورس وعَاشِب من أعْشَب وتفسير ذلك: يرجع إلى تداخل الفعل الثلاثي والرباعي عندما يأتيان في لغتين مختلفتين ويكونان بمعنى واحد مثال ذلك: أعْشب بمعنى عَشِب: كثُر العُشبُ، وأيفع بمعنى يفع بكسر العين 3.
نماذج من الأسئلة:
س1: عرف اسم الفاعل مبينا صيغته من الثلاثي المجرد، مع التمثيل.
س2: ما صيغة اسم الفاعل من الثلاثي المزيد والرباعي المجرد والمزيد؟
س3: هات اسم الفاعل من الأفعال الآتية مبينا ما حدث فيها من تغيير:
رَدَّ، نَوَى، رَمَى، سَمَّى، أَخْرَجَ، أَوْصَدَ، أَقَالَ، اكْتَفَى، اسْتَخَارَ، اسْتَدْعَى، اصْطَلَحَ.
____________________
1 أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك، ج3، ص244.
2 المصدر نفسه، ج3، ص244.
3 التطبيق الصرفي، ص77 و78. وانظر: ارتشاف الضرب، ج1، ص 233.
الدرس الثاني عشر: اسم المَفْعُول
1. تعريف اسم المفعول: "هو ما اشتق من مصدر الفعل المبني للمجهول لمن وقع عليه الفعل" 1، نحو: مَضْروب، ومَقْتُول، ومَعْلُوم، ومَوْزُون، ومَأْكُول، ومَمْدُود، ومَصُون، ومَقُول فيه، ومَمْرُور به.
2. صياغته: يصاغ اسم المفعول من الفعل الثلاثي المجرَّد الصحيح والمعتل المبني للمجهول ومن غير الثلاثي.
1.2 صياغته من الثلاثي المجرد (الصحيح والمعتل)
1.1.2 صياغته من الثلاثي الصحيح (المتعدي واللازم): يُصاغ اسم المفعول من الثلاثي الصحيح المتعدي بغير واسطة وهو الغالب على وزن مفعول وهو مقيس فيه، كما يؤخذ من الثلاثي اللازم بواسطة حرف الجر أو الظرف.
· الثلاثي الصحيح المتعدي نحو:
- مَقصُود من قُصِدَ.
- مَضْروب من ضُرِبَ.
- مَقْتُول من قُتِل.
- مَعْلُوم من عُلِمَ.
· الثلاثي الصحيح اللازم نحو:
- مَمْرُور به من مَرَّ.
- ومَخْرُوج به من خَرَجَ.
- ومَدْخُول بها من دَخَلَ 2.
2.1.2 صياغته من الثلاثي المعتل (المتعدي واللازم): يُصاغ اسم المفعول من الفعل المعتل بأنواعه المختلفة على مَفْعُول.
· الثلاثي المعتل المتعدي:
- فمن معتل الفاء نحو: مَوْعُود من وَعَدَه، ومَورُوث من ورِثَه.
- ومن معتل العين نحو: مَبِيع من بَاعَه، ومَصُون من صَانَه.
- ومن معتل اللام نحو: مَرْمِيٌّ من رَمَاه، ومَدْعُوٌّ من دَعَاه.
- ومن معتل العين واللام (اللفيف المقرون) نحو: مَطْوِيٌّ من طَوَاه.
__________________
1 شذا العرف في فن الصرف، ص135.
2 أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك، ج3، ص246
· الثلاثي المعتل اللازم
- فمن معتل العين نحو: مَقُول فيه من قَال، (وأصل مَقول مَقوول بواوين، نُقِلت حركة الواو الأولى إلى الساكن قبلها ثم حُذفت الواو الثانية لالتقاء الساكنين وخُصت بالحذف لزيادتها) 1.
- ومن معتل اللام نحو: مَرْضِيٌّ عنه من رَضِيَ، وأصلها مَرضُوي، قُلبت الواو ياء والضمة كسرة ثم أُدغمت الياء الأولى في الثانية لاجتماع المثلين 2.
- ومن معتل العين واللام (اللفيف المقرون) نحو: مَقْوِيٌّ من قَوِيَ.
2.2 صياغته من غير الثلاثي: يُصَاغ اسم المفعول من الفعل الرباعي الصحيح والمعتل وكذا الثلاثي المزيد.
1.2.2 صياغته من الرباعي الصحيح (المتعدي واللازم): يُصاغ من الرباعي المجرد بإبدال حرف المضارعة ميما وفتح ما قبل آخره.
· الرباعي الصحيح المتعدي نحو:
- مُدَحْرَج من يُدَحْرِجُ.
- مُزَلْزَلٌ من يُزَلْزِلُ.
· الرباعي الصحيح اللازم نحو:
- مُدَمْدَمٌ عليهم من يُدَمْدِمُ وقِسْ على ذلك.
2.2.2 صياغته من الثلاثي الصحيح (المتعدي واللازم) المزيد: يًصاغ اسم المفعول من الثلاثي المزيد بحرف أو بحرفين أو بثلاثة أحرف.
1.2.2.2 صياغته من الثلاثي الصحيح المزيد بحرف
· الصحيح المتعدي
- مُحْضَر من أَحْضَر، كما في قوله: ﱡﭐﱨﱩﱪ ﱫﱠ يس: 75.
- مُكْرَمٌ من أكْرَمَ، كما في قوله: ﱡﭐﳐﳑﳒﱠ يس: 27.
- مُرْسَل من أَرْسَل، كما في قوله تعالى: ﱡﭐﱆﱇﱈﱠ يس: 13.
___________________________
1 شرح التصريح على التوضيح لخالد بن عبد الله الأزهري، على ألفية ابن مالك في النحو لابن هشام الأنصاري، وبهامشه حاشية زين الدين العليمي الحمصي، راجعه عبد الجواد عبد الغني، وحققه أحمد السيد سيد أحمد، د/ط، د/ت، المكتبة التوفيقية، القاهرة – مصر، ج3، ص272.
2 المصدر نفسه، ج3، ص272.
· الصحيح اللازم
- مُدْخَلٌ به من أَدْخَل.
- مُبَارك فيه من بَارَك.
2.2.2.2 صياغته من الثلاثي الصحيح المزيد بحرفين
· الصحيح المتعدي
- مُرْتَجَلٌ من ارْتَجَل الكلام.
· الصحيح اللازم
- مُنْطَلَق به من انطلق نحو: زيد مُنْطَلَق به 1.
3.2.2.2 صياغته من الثلاثي الصحيح المزيد بثلاثة أحرف
· الصحيح المتعدي
- مُسْتَخْرَجٌ نحو: المال مُسْتَخْرَج 2.
(وقد ينوب فَعِيل عن مفعول كدَهين بمعنى مدهون، وكَحِيل بمعنى: مَكْحُول، وجَرِيح بمعنى: مَجْروح، وطَريح بمعنى: مَطْروح، قال ابن مالك ومرجعه السَّماع) 3.
3.2.2 صياغته من الثلاثي المعتل المزيد: يُصاغ اسم المفعول من الفعل المعتل المزيد على: مُفْتَعل كمُختار ومحتال ومُحْتَاج و وكذا اسم الفاعل، ويفَرَّق بينهما بالرجوع إلى الأصل مع وجود قرينة سياقية مثل: مُخْتَار يكون اسم فاعل وأصله مُخْتَيرٌ بضَمِّ الميم وكسر الحرف ما قبل الأخير، وقد حدث في الفعل إعلال بالقَلب إذ وَقَعَت الياء متحرِّكة بكسر، وانفتح ما قبلها فانقلبت ألفًا، وكذا في اسم المفعول تكون الياء متحرّكة بفتحٍ وما قبلها مفتوح فانقلبت أَلِفًا 4.
نماذج من الأسئلة
س1: عرف اسم المفعول.
س2: هل يصاغ اسم المفعول من الفعل اللازم ومتى؟
س3: هات اسم المفعول من الأفعال الآتية مبينا ما حدث فيها من تغيير: رَمَى، قَالَ، أَيْقَنَ، اصْطَلَحَ، اسْتَدْعى، اسْتَخَار.
__________________
1 شرح التصريح على التوضيح، ج3، ص272.
2 المصدر نفسه، ج3، ص272.
3 المصدر نفسه، ج3، ص272.
4 أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك، ج3، ص246. وانظر: شذا العرف في فن الصرف، ص136.
الدرس الثالث عشر: الصِّفة المشبَّهَة
1. تعريف الصفة المشبهة: هي ما اشتُقّ من فعل لازم للدلالة على الحدوث ومن قام به على جهة الثبوت 1 والدوام مثال ذلك: حسن وكريم وصعْب وأسودُ، وتُصاغ على عدة أبنية سَمَاعية وقياسية.
2. أبنيتها القياسية: تأتي الصفة المشبهة من الثلاثي المجرّد قياسية على بناء "فَعِل" و"أفْعَل" و"فَعْلَان" و"فَعِيل".
1.2 بناء "فَعِلٍ": يُصاغ هذا البناء من الفعل الثلاثي المكسور العين اللازم الدَّال على الأدواء الباطِنة مثل: وَجِعٍ، ومَغِصٍ، وجَوٍ*، وعمٍ من عَمِيَ القلب خلاف عَمِيَ البَصَرُ فهو أعْمى، وللدّلالة على الخفَّة كفَرح وبَطِر وطَرِب وهذه الصِّفَات عَارِضَةٌ 2 (أي أنها تدل على الحدوث).
2.2 بناء "أَفْعَل": ويأتي من فَعِل اللازم قياسا مطَّردا لِما دَلَّ على لوْن أو عيب ظاهر أو حليه ظاهرة من خِلْقَةٍ أو ما هو بمنزلتها كالأقطع والأشرم والأجدع للمقطوع اليد والمجدوع الأنف، ومؤنثه فَعْلاء كأحمر حمراء وأصفر صفراء وأعرج عرجاء وأعور وأعمى وأحول وأخفش...، وأكحل (للمكحول العيْن خِلقة) وأحور (للنقي بياض العين مع شدّة سوادها) وأنجل (للواسع العين) 3 والأعسر (للذي يعمل بيُسْرَاه) أمّا العُسْر فمن عَسُرَ يَعْسُرُ. والأقْدَر (القصير العنق من قَدِرَ يَقْدَر) 4 والقدير من قدَرْتُ على الشيء أَقْدِر قويت عليه وتمكَّنْتُ منه، والفاعل قَادِرٌ وقدير أي ممكن 5 كما في قوله تعالى ﱡﭐﱳﱴﱵﱶﱷﱠ آل عمران: 189، والشيء مَقْدُورٌ عليه. والأفصح: الأبيض الذي ليس بشديد البياض والأعلم: مشقوق الشفة العليا. وجاء الأعلم بمعنى العليم مثل: والله أعلى وأعلم، وقالوا: أشعث وأغبر وأحْدَب وهما أكثر استعمالا من شَعِثٌ وحَدِب، وشدَّ أحمق من حَمِقَ يحمق وأشيب من شَاب يشيب 6.
3.2 "فعْلان": يدُلُّ هذا البناء على الامتلاء والْخلُوِّ، ويُصاغ من " فَعِلَ" كعَطِشَ فهو عطْشان 7، وصَدِيَ فهوَ صَدْيَان، وغَضِبَ فهو غَضْبَان، كما في قوله تعالى: ﱡﭐﲪﲫﲬﲭﲮﲯﱠ طه: 86، ومُؤنث هذه الألفاظ: عَطْشى وصدْيَى وغَضْبى ويدُلُّ على الحدوث. فإذا أردت الثبوت قُلْتَ ضَعِيفٌ في ضَعْفَان.
_______________________
نقلا عن الخلاف التصريفي وأثره الدلالي في القرآن الكريم، فريد عبد العزيز الزامل السليم، ط1، 1424ه – دار ابن الجوزي، ص361.
* جوٍ: حرقة من عشق أو حزن.
2 الخلاف التصريفي وأثره الدلالي في القرآن الكريم، ص362.
3 الصرف العربي أحكام ومعان، محمد فاضل السامرائي، ط1، 1434ه – 2013م، دار ابن كثير، ص113.
4 المصدر نفسه، ص114.
5 المصباح المنير، ص307.
6 المصدر نفسه، ص307.
7 الخلاف التصريفي وأثره الدلالي في القرآن الكريم، ص362. وانظر: الصرف العربي أحكام ومعان، ص114.
4.2 "فَعِيل": ويُبْنى من فَعُلَ يَفْعُلُ غالبا، ككريم وعظيم وحقير وحليم وحكيم وظريف، ودلالته تكون للثبوت فيما هو خِلقة كطويل، وهذا الفعل يدُلُّ على الطبائع والتحوّل في الصِّفات فمن الأول: قَبُح وقصُر ومن الثاني: بَلُغ وفَصُح فهو بليغ وفصيح أي صار بليغا وفصيحا، وفقُه فهو فقيه أي صار فقيها (صار الفقه سجيَّة) أمَّا فقِه معناها فهِم، وأبرز ما يُميِّز هذا البناء دلالته على الثبوت 1.
3. أبنية أخرى للصفة المشبَّهَة: بالإضافة إلى الأبنية السابقة هناك أبنية أخرى وهي 2:
- "فَعِل" مخفف فعيل: كخَشِن وخَشِين وطَهِرو نجِس.
- "فَعْل": كضَخْم وشهْمٍ.
- "فَعَل": كبَطَل وحَسَن.
- "فَعَال" كجبان وحَصَان ورزان.
- "فُعَال" كشُجاع وفُرَاتٍ (العَذب).
- "فُعْل" كحُرٍّ وصُلْبٍ.
- "فُعُل" كجُنُبٍ.
- "فَعُول" كوَقُور وطَهُور.
- "فاعل" كطَاهر وفاضل.
- "فَيْعَل" كمَيِّتٍ وجيِّدٍ وضيِّق وسيِّدٍ.
الصفة المشبهة من غير الثلاثي: تأتي الصفة المشبهة من غير الثلاثي المجرد على وزن اسم الفاعل مثل: مُعْتَدِلُ الرأي، ومُسْتَقيم القامة 3.
نماذج من الأسئلة:
س1: عرف الصفة المشبهة.
س2: أذكر الأبنية القياسية للصفة المشبهة.
س3: ماهي أوزان الصفة المشبهة المختصة ب: "فَعُلَ" و"فَعِلَ"؟
س4: هل تصاغ الصفة المشبهة من الفعل المتعدي؟
_________________________
1 الصرف العربي أحكام ومعان، ص116 و117.
2 المصدر نفسه، ص119.
3 المصدر نفسه، ص120.
الدرس الرابع عشر: اسم التفضيل اسما الزمان والمكان واسم الآلة
1. اسم التفضيل:
1.1 تعريفه: هو اسم يصاغ من المصدر للدلالة على أن شيئين اشتركا في صفة، وزاد أحدهما عن الآخر في تلك الصفة 1. وذلك نحو: محمد أعلم الناس، فأعلمٌ تدلّ على زيادة محمد على الناس في العلم 2.
2.1 صياغته:
يُصاغ من الثلاثي المجرَّدِ فقط مثال ذلك: زيْدٌ أفْضَلُ الرجال، وعمْرٌو أفْضَلُ من زَيْدٍ خُلُقًا، وجاء في القرآن الكريم: ﱡﭐﳒﳓﳔﳕﳖﳗﱠ الكهف: 34. وأَفْعَل هو البناء الوحيد القياسي لاسم التفضيل 3.
وجاءت ألفظ مخالفة للقياس مثل: خير وشر قال تعالى: ﭐﱡﭐﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉﱊﱋﱌ ﱍﱎﱏﱐﱑﱒﱓﱔﱕﱖﱗﱠ البقرة: 216، وحذفت همزة شر وخير لكثرة استعمالهما 4.
3.1 شروط صياغة اسم التفضيل: يصاغ اسم التفضيل بالشروط التالية 5:
· أن يُصاغ من الفعل الثلاثي المجرّد لَا غَيْر نحو: ﱡﭐﲪﲫﲬﲭﱠ مريم: 74، فأحسن اسم تفضيل صيغ من الفعل الثلاثي المجرد حسن. وشذ هذا الكلام أخصر من غيره، من اختصر غير الثلاثي، وهذا رأي الجمهور، وأجاز سيبويهِ بناءه قياسا من الثلاثي المزيد بالهمزة في أوله لقلة ما يحدث فيه من التغيير، إذ تُحذف الهمزة ويُرد للثلاثي ويبنى منه أَفْعَل، فتَخلُف همزة التفضيل همزة الإفعال، ومن ذلك قول العرب حين سمعوا قول حسان:
أتهجوه ولست له بكفء فَشَرٌّكٌمَا لِخَيْرِكُمَا الفِداءُ 6
هذا أنصَف بيت قالته العَرَب، إذ بُنِيَ "أَنْصَفُ" من أَنْصَفَ، ومن ذلك قولهم: هو أَعْطَاهُم للدينار والدرهم، وأولاهم للمعروف 7.
· أن يُصاغ من الفعل القابل للتفاوت، فلا يُصاغ من مَات أو عَوِرَ. فلا تفاضل في الموت ولا في العور، فلا يصح زيد أموت من عمرو، ولا أعور منه.
· أن يكون متصرّفا تصرفا تاما، فلا يصاغ من الفعل الجامد "كعَسى" و"حَيّ"؛ والجامد هو الذي لا يتصرف وهو الذي لا يؤتى بالمضارع والأمر منه، ولا من المتصرف تصرّفا ناقصا نحو: يَدَعُ، ويَذَرُ.
_______________________
1 شذا العرف، ص143.
2 التبيان في تصريف الأسماء، أحمد حسن كحيل، ط7، 1402ه – 1982م، ص86.
3 شذا العرف، ص143.
4 المصدر نفسه، ص143. وانظر: التبيان في تصريف الأسماء، ص86.
5 المصدر نفسه، ص144 و145، وانظر: التبيان في تصريف الأسماء، ص87-90. وانظر: شرح شذور الذهب، لابن هشام الأنصاري (جمال الدين عبد الله)، وبذيله محطات رحلة السرور إلى شرح وإعراب شواهد الشذور، تأليف: بركات يوسف هبود، ط2، 1429ه – 2008م، دار ابن كثير للطباعة والنشر، دمشق- بيروت، ص376.
6 السيرة النبوية لابن هشام المعافري (أبي محمد عبد الملك)، تح: أحمد جاد، ط1، 1424 ه-2003 م، دار الغد الجديد المنصورة، ج4، ص59.
7 التبيان في تصريف الأسماء، ص88.
· أن يكون تَامّا فلا يصاغ من الفعل الناقص ككان وأخواتها، لأنها لا تدل على الحدث، واسم التفضيل موضوع للتفضيل في الحدث.
· أن يُصاغ من الفعل المثبت غير المنفي مثل: أفضل من زيد وأكرم من عمر من فَضُلَ يَفْضُلُ وكَرُمَ يَكْرُمُ.
· ولا يصاغ من أفعال الألوان مثل حَمِر وسوِد وبيض وصفر وخضر وإن كانت ثلاثية. فلا نقول أحمر من زيد الذي الوصف منه على أفعل الذي مؤنثه على فعلاء كأحمر حمراء.
· أن يكون له فعل وشذ مما لا فعل له مثل: هو أقمن بكذا: أي أحق به.
· ألا يصاغ من الفعل المبني للمجهول؛ لئلا يلتبس بالآتي من المبني للفاعل وسمع شذوذا "هو أشغل من ذات النحيين".
4.1 استعمال "أَفْعَل" التفضيل:
لاسم التفضيل استعمالات أربعة 1 كما هو موضح في الجدول التالي:
1- يستعمل اسم التفضيل نكرة غير مضاف وبعده حرف الجر "من"، مثل: - زيد أفضل من غيره. - هاجر أفضل من غيرها. - الزيدان أفضل من غيرهما. - الزيدون أفضل من غيرهم. |
2- أن يكون نكرة مضافا إلى نكرة مثل: - زيد أفضل رجل. - الزيدون أفضل رجال. - زينب أفضل بنات.
|
ملاحظة: إذا كان اسم التفضيل مفردا مذكرا لا يطابق المفضَّل عليه. |
ملاحظة: يجب أن يكون اسم التفضيل مفردا مذكرا نكرة إذا كان مضافا إلى نكرة. |
_____________________
1 التطبيق الصرفي، ص95 و97.
3- أن يكون مضافا إلى معرفة مثل: - زيد أفضل الرجال. - فاطمة أفضل البنات. - فاطمة فُضلى البنات. - الزيدان أفضلا الرجلان. - الفاطمتان أفضل البنات. - الفاطمتان فُضليا البنات. - الزيدون أفضل الرجال. - الزيدون أفاضل الرجال. - الفاطمات أفضل البنات. - الفاطمات فضليات البنات. |
4- أن يكون اسم التفضيل معرفة مثل: - زيد الأفضل خلقا. - فاطمة الفضلى خلقا. - الزيدان الأفضلان خلقا. - الفاطمتان الفضليان خلقا. - الزيدون الأفاضل خُلقا. - الفاطمات الفضليات خلقا.
|
ملاحظة: في هذه الحالة اسم التفضيل جاز فيه الوجهان: مطابقة المُفَضَّل وعدم المطابقة. |
ملاحظة: وجُوب مطابقة اسم التفضيل للمفضل في حالة تعريفه. |
نماذج من الأسئلة:
س1: عرف اسم التفضيل.
س2: أذكر شروط صياغة اسم التفضيل، مع التمثيل.
2. اسما المكان والزمان
1.2 تعريفهما اصطلاحا:
1.1.2 تعريف اسم الزمان: هو أحد المشتقات التي تؤخذ من المصدر للدلالة على زمن حصول الفعل 1.
2.1.2 تعريف اسم المكان: هو اسم مصوغ من الفعل للدلالة على مكان وقوعه، وهو أحد المشتقات الثمانية 2.
وجاء في التطبيق الصرفي أنهما: اسمان مصوغان لزمان وقوع الفعل أو مكانه 3. نحو: محيض ومصيف.
2.2 صياغتهما من الفعل الثلاثي: يصاغ اسم المكان واسم الزمان من الثلاثي على 4:
1.2.2 "مَفْعَلْ": ويُصَاغ من الأفعال الآتية:
· الفعل الصحيح الذي مضارعه مفتوح العين أو مضموم العين نحو:
- "مَقْعَد" من قَعَد يقعُد، قال تعالى: ﱡﭐﱠﱡ ﱢﱣﱤﱥﱠ القمر: 55.
- "مَجْمَعْ" من جمع يجمع، قال تعالى: ﭐﱡﭐﳈﳉﳊﳋﳌﳍﱠ الكهف: 61.
- "مَشْرَبٌ" من شرِب يشرَب، قال تعالى: ﱡﭐﱺﱻﱼﱽﱾﱠ البقرة: 60.
وجاءت ألفاظ على " مَفْعِل" شذوذا نحو: مَطْلِع ومَشْرِق ومَغْرِب ومَسْجِد ومَنْبِت ومَسْقِط ومَنسِك ومسكِن ومَرْفِق ومفْرِق 5.
· الفعل المعتل الآخِر باللام نحو:
- مأوى وفعله أوى يأوي، قال تعالى: ﱡﭐﱉﱊﱋﱌﱍﱠ التوبة: 73.
- مَثْوى وفعله ثَوى يثوي، قال تعالى: ﱡﭐﱧﱨﱩﱪﱠ آل عمران: 151.
- مَجْرى وفعله جرى يجري، قال تعالى: ﭐﱡﭐﱾﱿﲀﲁﲂﲃﲄﲅﱠ هود: 41
· الفعل الثلاثي المعتل الوسط المضموم العين في المضارع نحو:
- "مَقَام" من قَام يَقُوم، كما في قوله تعالى: ﱡﭐﲱﲲﲳﲴﲵﱠ البقرة: 125.
- "مفاز" من فاز يفوز، قال تعالى: ﭐﱡﭐﱁﱂﱃﱠ النبأ: 31.
- "معاد" من عاد يعود، قال تعالى: ﱡﭐﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉﱠ القصص: 85.
____________________
1 معجم المصطلحات النحوية والصرفية، محمد سمير نجيب اللبدي، د/ط، د/ت، مؤسسة الرسالة، بيروت، ص99.
2 المصدر نفسه، ص213.
3 التطبيق الصرفي، ص85.
4 المصدر نفسه، ص85.
5 الأشباه والنظائر في النحو، ج2، ص146.
2.2.2 "مَفْعِل": يصاغ اسم المكان والزمان على "مَفْعِل" من !:
· الفعل الصحيح المكسور العَين في المضارع نحو:
- مَصْرِف من صرف يَصرف، قال تعالى: ﱡﳌﳍﳎﳏﱠ الكهف: 53.
- مَهلك من هلك يَهلك، قال تعالى: ﱡﭐﲀﲁﲂﲃﲄﲅﱠ النمل: 49.
· الفعل المعتل الفاء نحو:
- مَوْعد من وعده يَعدُه، قال تعالى: ﭐﱡﭐﲧﲨﲩﲪﲫﲬﲭﲮﲯﱠ الكهف: 58.
- موثق من وَثِق به يَثِق، قال تعالى: ﱡﭐﲂﲃﲄﲅﲆﲇﲈﲉﲊﱠ يوسف: 66.
· الفعل المعتل الوسط بالياء نحو:
- مصير من صَار يصير، قال تعالى: ﱡﳡﳢﱠ البقرة: 126.
- محيض من حاضت تحيض، قال تعالى: ﱡﭐﲐﲑﲒﲓﲔﲕﲖﲗﲘﲙﲚﱠ البقرة: 222.
3.2 صياغتهما من غير الثلاثي 2: يُصاغ كل من اسمي المكان والزمان من غير الثلاثي على وزن اسم المفعول أي على وزن الفعل
المضارع مع إبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وفتح ما قبل الآخر نحو: مُجْتَمَع، ومُنْتَدى، ومُخْرَج، ومُنْصَرَف، ومُستشفى، ومُستقبَل.
ويشترك كل من اسم المكان واسم الزمان واسم المفعول والمصدر الميمي في الصيغة الصرفية، وللتفريق بينها لابد من القرينة، فإذا لم نتبين القرنية للتمييز بين هذه الأسماء، فالصيغة صالحة لهذه الأسماء جميعا أي أنها تحتمل أن تكون اسم زمان أو مكان أو اسم مفعول أو مصدرًا ميميا 3، مثال ذلك:
- مُستَقَر من استقر يُسْتَقَر، قال تعالى: ﱡﭐﳅﳆﳇﳈﳉﳊﳋﱠ البقرة: 36.
- مُرْسَاها من أرْسَى يُرْسَى، قال تعالى: ﱡﭐﳁﳂ ﳃﳄﳅﱠ النازعات: 42.
- مُسْتَودع من استودع يُسْتَوْدعُ، قال تعالى: ﱡﭐﱋﱌﱍﱎﱠ هود: 6.
- مُقام من أقام يُقَام، قال تعالى: ﱡﭐﲡﲢﲣﲤﲥﱠ الأحزاب: 13.
____________________
1 التطبيق الصرفي، 85.
2 المصدر نفسه، ص86 و87.
3 المصدر نفسه، ص87.
والسؤال: هل من أسماء المكان ما يشتق من الثلاثي الجامد؟
أجل ومن ذلك مأسدة (مكان تكثر فيه الأسود)، ومَسْبَعَة وملحمة (مكان يكثر فيه اللحم)، ومسْمَكَة ومذْأَبَة وهذه الأسماء مشتقة من الاسم الجامد مثل: الأسد والذئب واللحْم والسَبع وليس في كل شيْء يقال إلّا أن تقِيسَ شيْئًا وتَعْلَمْ أن العَرَب لم تكلَّم به 1.
ملاحظة
وقد جاء اسم المكان على وزن "مَفْعَل" بزيادة تاء التأنيث في آخره مثل: مَدْرَسة، مَزْرَعة، مَلْبَنة وهكذا كما شذَّت أسْمَاءٌ للمكان والزمان عن القياس، مثال ذلك: مَنْسِكٌ بكسر العين والأصل أن تفتح، ومَفْرِق، وقيل: معنى منسِك مخصوص ولو أريد به مكان النُّسُك لفُتِحت عينه (مَنْسَك)، والمِرْبَد (مكان مخصوص تحبس فيه الإبل)، والمِطْبَخ: (المِطْبَخ مكان تطبخ فيه الأشياء ولو أريد به مكان الطبخ عموما لقيل مَطْبَخ ومَرْبَد) 2.
نماذج من الأسئلة
س1: عرف اسمي الزمان والمكان، وأذكر صياغتهما من الثلاثي مع التمثيل.
س2: صغ مما يأتي اسم المكان مبينا ما حدث فيه من تغيير: آب، آوى، ضرب.
_______________________
1 الكتاب، ج4، ص94.
2 معاني الأبنية في العربية، لفاضل صالح السامرائي، د/ط، 1980م – 1981م، ساعدت جامعة بغداد على نشره، ص42 و43.
3. اسم الآلة
1.3 تعريفه: "هو اسم مُشتق يدلُّ على الأداة التي يقع بها الحدث" 1، فإذا قلت: فتحتُ الباب بالمفتاح، دَلَّت كلمة المفتاح على الأداة التي حصل بها الفتح، وكذلك إذا قُلت: حَرَثتُ الأرض بالمحراث، وكَنَستُ الأرض بالمكنسة، وبَرَدتُ الحديد بالمِبرَد.
2.3 اشتقاقه وصياغته: يشتق هذا الاسم من مصدر الفعل الثلاثي المجرَّد المتَعَدّي غالبا، وقد يشتق من مصدر الفعل الثلاثي اللازم وتأتي مِيمُه مكسُورةً تمييزًا له عن المصدر الميمي، واسم المكان والزمان ويدلُّ على الأداة التي يحدُث بها الحَدثُ نحو: المِعْجَنَة والمِحرَاث والمِبْرَاة والمِسْطَرَةِ والمِحْبَرَةِ 2.
3.3 أبنية اسم الآلة: لاسم الآلة أبنية شائعة مشهورة قياسية وأخرى خلاف ذلك.
1.3.3 الأبنية القياسية المشهورة 3:
· مِفْعَل: كمِخْيَط، مِبْرد، مقود، مقول.
· مِفْعَال: كمِصْبَاح، منشار، مجداف، محراث.
· مفْعَلَة: كمِقْلَمة، مكنسة، مطرقة، مغرفة، مصفاة.
· فعَّالَة: كغَسَّالة، فرامة، ويراية، شواية.
· فِعَال: كخِمَار، وقناع، ونطاق.
· فاعِلَة: كحَاسِبَة، ناقلة، باخرة.
· وفاعول: كناقور قال تعالى: ﱡﭐﲰﲱﲲﲳﱠ المدثر: 8.
2.3.3 أبنية اسم الآلة الشاذة 4: نذكر منها:
· مُفْعُل: كمُنْخُل: وِعَاء النخل، مسعط: وعاء السَّعوط وهو ما يجعل فيه السعوط ويُصب منه في الأنف، منصل: السَّيف.
وقد تلحق التاء مُفْعُل فتصير: مُفْعُلَة كمُكحُلة: وعاء الكحل.
· وفِعَالة: كعِمامة.
· وفاعولة: كنافورة.
· وفعَّال: ككَبَّاس.
_______________________
1 الصرف، حاتم صالح الضامن، كلية الدراسات الإسلامية والعربية، دبي، ص168.
2 المصدر نفسه، ص168.
3 تحقيق المقال وتسهيل المنال في شرح لامية الأفعال، محمد بن عباس العبادي التلمساني (ت.871ه)، دراسة وتحقيق: محمد الناصيري، رسالة لنيل دكتوراه الدولة بإشراف عبد العلي الودغيري، جامعة محمد الخامس، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، الرباط، شعبة اللغة العربية وآدابها، تخصص لسانيات، السنة الجامعية: 2001 – 2002، ج1، ص612.
4 المصدر نفسه، ص981 و982.
· ومُفَعِّل: كمنبِّه.
· وفَاعِل: كهاتِف.
· وقد يأتي اسم الآلة جامدا مثل: فأس، ورُمح، وقلم، وسكِّين 1.
نماذج من الأسئلة
س1: لاسم الآلة ثلاثة أوزان مشهورة أذكرها.
س2: هات اسم الآلة مما يأتي: البَرْيُ، والشَّوْيُ، والدُّهْنُ، والغَسْلُ.
_____________________
1 الصرف العربي أحكام ومعان، لمحمد فاضل السامرائي، ص 125 و126.
خاتمة
بعد عرضنا لمفردات المادة، وشرحنا للمسائل الصرفية بدءا بتعريف علم الصرف وموضوعه والتغيرات التي تطرأ على الكلمة، وعلاقة هذه التغيرات بالميزان الصرفي، والتعرف على الفعل الصحيح والمعتل وما يَعْرض له من حذف وزيادة وأثرهما في الدلالة، وكذا أبنية المشتقات.
ونظرا لقيمة علم الصرف وأهميته المعرفية نقترح أن:
- يُقدم لهذا العلم بمدخل يتحدث فيه عن النشأة وأسبابها، والوضع والميزان، والموضوع والـتأليف.
- التعريف بالبنية الصرفية والفرق بينها وبين الصيغة والوزن، وربط هذا بأهم وأبرز الأبنية الاسمية والفعلية قبل الحديث عن التغيرات التي تعرِض لهذه البنية، والمتمثلة في القلب مثلا والحذف، وما إلى ذلك.
- تدريب الطالب على توظيف هذه الأبنية عقب كل درس حتى يكتسب ملكة لغوية.
بقي في الأخير أن أُنَبه الطالب إلى أن المطبوعة ما هي إلا شرح مقتضب (موجز) لمسائل صرفية كبار، فإن أردت أيها الطالب الاستزادة والتففه في هذا العلم، فعليك بالعودة إلى أمهات الكتب المثبت بعضها في آخر المطبوعة، لتغترف منها غرفات تكسبك ملكة لغوية تعينك على فهم نَصَّيْ الوحي: - القرآن والحديث - ولتُعود نفسك على قراءة النصوص الفصيحة وفي صدارتها القرآن الكريم، فكلام العرب شعره ونثره (المعلقات)، فإن فعلت هذا فإنه وبلا ريب سيستقيم لسانك وتصفو عربيتك ويزدان خلقك.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على من أوتي جوامع الكلم المبعوث رحمة للعالمين.
المصادر والمراجع
القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم بالرسم العثماني، دار الفضائل للنشر والتوزيع، دمشق _ بيروت، ط 12، 1434ه_2013م.
1/ الأشباه والنظائر في النحو للسيوطي (أبو الفضل عبد الرحمان بن الكمال أبو بكر جلال الدين) راجعه وقدم له فايز ترحيني، ط1، 1404ه-1984م، دار الكتاب العربي، بيروت – لبنان.
2/ إعراب القرآن، لأبي جعفر النحاس، اعتنى به: صلاح منصور، ط1 ،2014 م، المكتبة التوفيقية، القاهرة – مصر.
3/ كتاب الأفعال لابن القطاع (أبي القاسم علي بن جعفر)، ضبطه إبراهيم شمس الدين، ط1: 1424ه-2003م، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان.
4/ الأصول في النحو لابن السراج (أبي بكر محمد بن سهل، ت.316ه)، تح: عبد الحسن الفتلي، ط3، 1417ه – 1996م مؤسسة الرسالة – بيروت.
5/ الإنصاف في مسائل الخلاف لأبي البركات عبد الرحمن الأنباري ومعه الانتصاف من الإنصاف لمحمد محي الدين عبد الحميد، سنة الطبع 2005، دار الطلائع للنشر والتوزيع.
6/ أوضح المسالك، إلى الفية ابن مالك، ابن هشام الأنصاري المصري (أبي محمد عبد الله جمال الدين بن يوسف ابن أحمد بن عبد الله. ت. 761)، ومعه كتابه عدة السالك إلى أوضح المسالك، تح: محمد محيي الدين عبد الحميد، د/ط، د/ت، منشورات المكتبة العصرية، صيدا – بيروت.
7/ تفسير البحر المحيط، لابي حيان الأندلسي (محمد بن يوسف)، دراسة وتحقيق عادل أحمد عبد الموجود وعلي محمد معوض واخرين، ط1، 1413ه-1993م، دار الكتب العلمية بيروت - لبنان
8/ التبيان في تصريف الأسماء، أحمد حسن كحيل، ط7، 1402ه – 1982م.
9/ تحقيق المقال وتسهيل المنال في شرح لامية الأفعال، محمد بن عباس العبادي التلمساني (ت.871ه)، دراسة وتحقيق: محمد الناصيري، رسالة لنيل دكتوراه الدولة بإشراف عبد العلي الودغيري، جامعة محمد الخامس، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، الرباط، شعبة اللغة العربية وآدابها، تخصص لسانيات، السنة الجامعية: 2001 – 2002.
10/ ترتيب القاموس المحيط على طريقة المصباح المنير وأساس البلاغة، الطاهر أحمد الزاوي، ط3، 1980 – الدار العربية للكتاب.
11/ شرح التصريح على التوضيح لخالد بن عبد الله الأزهري، على ألفية ابن مالك في النحو لابن هشام الأنصاري، وبهامشه حاشية زين الدين العليمي الحمصي، راجعه عبد الجواد عبد الغني، وحققه أحمد السيد سيد أحمد، د/ط، د/ت، المكتبة التوفيقية، القاهرة – مصر.
12/ التطبيق الصرفي، عبده الراجحي، د/ط، د/ت، دار النهضة العربية للطباعة والنشر- بيروت.
13/ التكملة لأبي علي الفارسي (ابن أحمد بن عبد الغفار النحوي)، تحقيق ودراسة: كاظم بحر المرجان، ط2، 1419ه – 1999م، عالم الكتب للطباعة والنشر بيروت – لبنان.
14/ الخصائص، ابن جني (أبو الفتح عثمان)، تح: عبد الحكيم بن محمد، د/ط، د/ت، المكتبة التوفيقية.
15/ الخلاف التصريفي وأثره الدلالي في القرآن الكريم، فريد عبد العزيز الزامل السليم، ط1، 1424ه – دار ابن الجوزي.
16/ ارتشاف الضرب من لسان العرب لأبي حيان الأندلسي، تح: مصطفى أحمد النماس، ط1، 1408ه - 1987م، مطبعة المدني- مصر.
17/ رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين، محي الدين أبي زكريا يحيى بن شرف النووي، مراجعة وتحقيق: خليل الخطيب، دار الكتاب الحديث، القاهرة.
18/ سر صناعة الإعراب، لابن جني (ابي الفتح عثمان)، دراسة وتحقيق: حسن هنداوي، ط2، 1413ه - 1993م دار القلم للطباعة والنشر.
19/ سنن الترمذي، محمد بن عيسى بن سورة الترمذي، تحقيق وتعليق: أحمد بن شاكر وآخرين، ط2، 1395ه – 1975م، مطبعة مصطفى البابي الحلبي، مصر.
20/ السيرة النبوية لابن هشام المعافري (أبي محمد عبد الملك)، تح: أحمد جاد، ط1، 1424 ه-2003 م، دار الغد الجديد المنصورة.
21/ شرح الألفية لابن مالك، تأليف الحسن بن قاسم المرادي، تح، فخر الدّين قباوة، ط1، 1428 ه - 2004 م، دار مكتبة المعارف، بيروت لبنان.
22/ شرح التسهيل لابن مالك (جمال الدين محمد بن عبد الله بن عبد الله الطائي الجياني)، تح: عبد الرحمن السيد ومحمد بدوي المختون، ط1، 1410ه – 1990م، هجر للطباعة والنشر.
23/ شرح شافية ابن الحاجب، لرضي الدين محمد بن الحسن الاسترابادي، تح: محمد محي الدين عبد الحميد ومحمد نور الحسن ومحمد الزفزاف، سنة الطبع 1402- 1982، دار الكتب العلمية بيروت – لبنان
24/ الاشتقاق، ابن دريد (أبو بكر محمد بن الحسن، ت321ه)، تح: عبد السلام محمد هارون، ط1، 1411ه – 1991م، دار الجيل، بيروت.
25/ شذا العرف في فن الصرف لأحمد الحملاوي، ضبطه وعلق عليه علاء الدين عطية، ط5، 1423ه-2002م، دار ابن خلدون.
26/ شرح شذور الذهب، لابن هشام الأنصاري (جمال الدين عبد الله)، وبذيله محطات رحلة السرور إلى شرح وإعراب شواهد الشذور، تأليف: بركات يوسف هبود، ط2، 1429ه – 2008م، دار ابن كثير للطباعة والنشر، دمشق- بيروت.
27/ شرح الكافية الشافية، لابن مالك (جمال الدين بن عبد الله محمد بن عبد الله)، تح: عبد المنعم احمد هريري، ط1، 1402ه-1982م، دار المأمون.
28/ شرح المعلقات السبع للزوزني (عبد الله الحسن بن أحمد)، تح: محمد الفاضلي، ط1، 1418ه -1998م، المكتبة العصرية، بيروت.
29/ شرح المفصل لابن يعيش (موفق الدين بن علي)، حققه وشرح شواهده: أحمد سيد أحمد، راجعه ووضع فهارسه: إسماعيل عبد الجواد عبد الغني، المكتبة التوفيقية، القاهرة – مصر.
30/ صحيح البخاري، محمد بن إسماعيل البخاري، تح: محمد زهير بن ناصر الناصر، ط1، 1422ه، دار طوق النجاة.
31/ الصرف، حاتم صالح الضامن، كلية الدراسات الإسلامية والعربية، دبي.
32/ الصرف العربي أحكام ومعان، محمد فاضل السامرائي، ط1، 1434ه – 2013م، دار ابن كثير.
33/ فتح الأقفال وحل الإشكال بشرح لامية الأفعال المشهور بالشرح الكبير، لبحرق (جمال الدين محمد بن عمر)، ط 1، 1427 ه - 2006 م دار الرشاد الحديثية الدار البيضاء- المغرب.
34/ الكتاب، سيبويه (أبي بشر عمرو ابن عثمان ابن قنبر)، تحقيق: عبد السلام هارون، ط3، 1403- 1983، عالم الكتب – بيروت.
35/ المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها لابن جني (أبو الفتح عثمان)، تح: علي النجدي ناصف وعبد الفتاح إسماعيل شلبي، إعداد: محمد بشير الإدلبي، ط3، د/ت.
36/ المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي، الفيومي (أحمد بن محمد بن علي)، سنة الطبع 1429ه – 2008م، طبع ونشر دار الحديث – القاهرة.
37/ معاني الأبنية في العربية، لفاضل صالح السامرائي، د/ط، 1980م – 1981م، ساعدت جامعة بغداد على نشره.
38/ معجم المصطلحات النحوية والصرفية، محمد سمير نجيب اللبدي، د/ط، د/ت، مؤسسة الرسالة، بيروت.
39/ المفردات في غريب القرآن، للراغب الأصفهاني (أبو القاسم بن حسين بن محمد)، راجعه وقدم له: وائل أحمد عبد الرحمن، المكتبة التوفيقية – القاهرة.
40/ المقتضب المبرِّد (أبي العباس)، تح: محمد عبد الخالق عضيمة، د/ط، 1386ه، القاهرة.
41/ الممتع في التصريف، ابن عصفور، تح: فخر الدين قباوة، ط4، 1399ه – 1979م، منشورات دار الآفاق الجديدة – بيروت.
42/ المنصف لابن جني، تح: إبراهيم مصطفى وعبد الله امين، ط1، 1373ه - 1954م، القدس للنشر والتوزيع.
43/ نزهة الطرف في علم الصرف للميداني (أحمد بن محمد)، شرح ودراسة د. يسرية محمد إبراهيم حسن، ط1، 1413ه-1993م، مطبعة التقدم، مكة المكرمة.