إن الاهتمام بسير العلماء والدعاة فيه خيرٌ كثير للأجيال المتعاقبة ؛ ليجدوا في حياتهم خير قدوة وأسوة بعد نبينا الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا خُلق عظيم اهتمَّ به العلماء جيلًا بعد جيل، فكان لأُمتنا المسلمة دون غيرها من الأمم هذا الكم الهائل من كتب التراجم التي تُعد دليلًا على غناها بالعلماء والدعاة العاملين، ممن لهم مواقف مشهودة في الدفاع عن دين الله...إن إعداد الدعاة إلى الله باب واسع يشتمل على جوانب متعددة، ومسالك متنوعة، ومراحل مختلفة، منها الإعداد العلمي والخُلقي، والإعداد التربوي المستَمَد مِن عدة روافد، من بينها تراجِم العلماء والدعاة العاملين؛ حيث تبرز القدوة الطيبة العملية، ويتسنَّى لهم إكمال ما بدؤوا، والاقتداء بهم في خير ما فعلوا.. ومِن هنا تتضح صلة الموضوع بتخصص الدعوة على وجه العموم، وبعلم تاريخ الدعوة وسير الدعاة إليها على وجه الخصوص، وعليه تُصبح الحاجة ماسَّة تلك الشخصيات العلية الدعوية والاطلاع على تجاربهم الدعوية العلمية والعملية؛ لتكون موضع درس للأجيال اللاحقة ومجالا للاقتداء والاهتداء..
فيستفيد الطالب في التخصص المنشود من قراءة سير هؤلاء الأعلام، وإن الاشتغال بنشر أخبار فضلاء العصر وبتواريخهم وإنجازاتهم وهم شهود الله في أرضه؛ من علامات التواصل الحضاري وصناعة عناصر القوة في المجتمعات
- Teacher: mohamed Djaidjaa