من أجل الوقوف على مفهوم اللغة وأصلها ونشأتها وخصائصها وتعددها وعلاقاتها مع أخواتها جاء ما يسمى بعلم اللغة وفقه اللغة وفلسفة اللغة أي ماهيتها ، وإن كانت هناك فوارق بين هذه العلوم الثلاثة إلا أنها تشترك فيما بينها بدراسة اللغة باعتبارها ظاهرة اجتماعية لا تفارق الجنس البشري ، فإذا كان كل من علم اللغة وفلسفة اللغة علمان حديثان اهتما بدراسة اللغة دراسة وصفية أي دراسة اللغة من أجلها ولذاتها وهو مبحث غربي خالص فإن علم فقه اللغة علم عربي أصيل ظهر مع النهضة العربية القديمة على يد علمائنا الأجلاء كأحمد بن فارس من خلال كتابه: " الصاحبي في فقه اللغة وسنن العرب في كلامها " وكذا أبو منصور الثعالبي في كتابه : " فقه اللغة وسر العربية " فكان الاهتمام والتركيز على اللغة العربية من خلال ابراز مفهومها ونشأتها وعلاقاتها باللغات الأخرى و باللهجات الخاصة بها وكذا الوقوف على خصائصها والظواهر التي تحكمها كالإعراب والبناء والتصحيح والإعلال و النبر والتنغيم وكيفية توليد الألفاظ من خلال ظاهرة الاشتقاق وعلاقة هذه الألفاظ بالمعاني ومدى ارتباطها بترتيب حروفها